نورالدين لعراجي - الشعر وتعدد الوسائط...

الشاعر حسين عبروس لـ»الشعب»:

مهما تعدّدت الوسائط والمواقع يبقى الشعر وليد الموهبة والتجربة..

***

أكد الشاعر حسين عبروس لـ»الشعب «على هامش النقاش الذي يدور حول مضمون النص الجديد للقصيدة الحديثة بأن هناك العديد من المتقولين الذين يعتقدون بأن الشعر العربي يمرّ بأزمة أمام ديمقراطية الشعر، والقول الشعري الأكبر.
ويواصل الشاعر حسين عبروس حديثه عن النص الشعري الذي يتصدر المواقع والصفحات الإلكترونية معتقدا في الشأن ذاته
بأنّ الراهن العربي للشعر يمرّ بحالة من وهم القول، وفوضى الكلام صياغة وبلاغة. فالنّص المفتوح سرد لا متناهي في القول وهذيان من مسك الكلام. فلا يعقل أن يتأقلم نظام القصيدة العربية مع فوضى الكلام النثري. ولا يعقل أن يصير النص الشعري الجيد بجمالياته، وفنياته وصوره الإبداعية.
واللغة حسب الاستاذ عبروس هي طوب البناء الذي يمدّ النص تحفه الفنية. وما يشاع عن النّص المفتوح فإنّه في الحقيقة تيهان من تيهان الرّوح ،والحالة النفسية التي تمضي بصاحبها في الغالب إلى دروب الغموض. أو تنحو به الى الومضة تعبيرا على العجز الإبداعي الذي وصل إليه بعض المتقولين والمتطفلين على عوالم الشعر الفنية، فالقصيدة العمودية أو الحرّة أو النثرية. فكل واحد تشتمل على فنياتها الخاصة بها ولغتها وصوّرها الفنية.
أما فيما يخص ما ينشر اليوم على المواقع الافتراضية ،ويعتبرها أصحابها شعرا ماهي في الحقيقة إلا ضرب من العبث اللافنّي. مثلا متى كان الهايكو شعرا عربيا حتى تروّج له تلك الفئة التي تركب موجة التقليد؟ إنها مفاهيم لقيطة يراد من خلالها هدم البناء الشامخ لصرح القصيدة العربية. ومهما تعددت المواقف والرّؤى يبقى النّص الشعري عند الشعراء الكبار قابلا للتجارب وفق منظور فنّي ومنظور نقدي معا. وبعيدا عن (التقريد) من تصرفات "القرد" في إعادة حركات الإنسان. وذلك لأنّ كثيرا من المقلدين ينحون بتجاربهم منحى القهقهة تحت مسميات متعددة. براقة. وإذا كانت تجربة الهايكو عمرها أربعة قرون. فإن تجربة القصيدة العربية عمرها أكثر من خمسة عشر قرنا.
خاتما تصريحه لـ «الشعب» على أنه مهما تعددت الوسائط والمواقع. يبقى الشعر وليد الموهبة والتجربة والإحساس الراقي. هو ما يخاطبنا به الشاعر عبر الأزمان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى