علاء عريبى - حمدون النعجة

الكتب التى ذكرته لم توضح لماذا لقب «بالنعجة»؟، لماذا عرف باسم حمدون النعجة؟، هل لأنه كان يحب لحم النعاج؟، هل كان يشبه النعجة؟، هل كان يصطحب معه نعجة؟، الله أعلم.

اسمه حمدون بن إسماعيل القيروانى، من علماء النحو، كان تلميذًا لعبدالله المهرى أحد علماء القيروان فى اللغة والنحو، قيل إنه أعلم بالنحو من شيخه المهرى لأنه كان يحفظ كتاب سيبويه، لم تذكر المظان تاريخ مولده ولا تاريخ وفاته، وأقرب الظن أنه توفى بعد النصف الثانى من القرن الثالث، فقد توفى أستاذه المهرى سنة 256هـ.

الزبيدى المتوفى سنة 379هـ أقدم من ترجم له فى كتابه « طبقات النحويين»، ونقل عنه القفطى ت 624هـ، فى « إنباه الرواة»، والصفدى ت764هـ، فى «نكت العميان» والسيوطى ت 911هـ، فى «بغية الوعاة».

وذكر الزبيدى واقعتين برواية حمدون النعجة عن أستاذه المهرى، الواقعتان تشتم بهما سخرية النعجة من المهرى، الأولى قال فيها النعجة: كنا عند المهرى يومًا، فقال: اخرجوا بنا إلى مأجل مهوية نتفرج. وكانت داره بالقرب من باب سوق الأحد، فخرجنا وجلسنا حوله، إلى أن مر بنا نحو عشرين بغلًا أو أكثر، ومعها رجل راكب، فلما رأى المهرى عدل إليه ونزل، ثم قال له: يقرأ عليك مولاى السلام، ووجه إليك بهذه الدواب، وهى محملة طعامًا وعسلًا وخلًّا وزيتًا، وبهذه العشرين دينارًا فاقبضها، فقبضها المهرى منه تكرهًا، ثم دمع فقال: ذهب الناس، إنا لله وإنا إليه راجعون! أبوعلى بن حميد يوجه إلى بهذا! قال حمدون: فقلت له: أحمد الله واشكره؛ فإن هذا لكثير. قال: فنظر إلى وهو مغضب، ثم قال: هو كثير لك ولمثالك، وأما لى فلا».

الواقعة الثانية عن جارية للمهرى اسمها «سلامة»، وأطلق عليها المهرى سل لئيمة، طلب النعجة من سلامة أن تسقيه الماء، أبطأت عليه، فقال: أرى «سل لئيمة» قد أبطأت، فقال المهرىّ: وعلة إبطائها للكس.

وهناك واقعة ثالثة ذكرها الصفدى فى ترجمة عبدالله بن محمد النحوى القيروانى (308هـ) المكفوف، كان يجلس النعجة عنده بمكتبه، وكان يبلغ عبدالله بمن يستعير كتبه.

ربما أطلقوا على حمدو اسم «النعجة»، لأنه كما قال الزبيدى أحمقا، قال: كان أحد المتشادقين فى كلامه، والمتقعِّرين فى خطابه، ولم يكن موصوفًا بالعقل، وكان فى شعره تكلُّف وضعف».

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى