محمد عباس محمد عرابي - استقبال رمضان لدى الشعراء المعاصرين نماذج مختارة

كل عام أنتم والعالم أجمع بكل أطيافه في سعادة وطمأنينة بمناسبة قدوم شهر رمضان، ألا فلتقف الحروب ولتُحل النزاعات بالسلم والسلام ليسود الأرض السلام في شهر السلام (سلام هي حتى مطلع الفجر "، وبعد
شهر رمضان يبتهج الجميع بمقدمه فهو شهر الرحمة والمغفرة، ويعبر الشعراء عن سعادتهم هذه من خلال إنشاد القصائد المعبرة عن فرحتهم، وفيما يلي عرض لبعض القصائد الشعرية عن استقبال رمضان لدى الشعراء المعاصرين التي نستهلها بقول الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي:

أتى رمضان يا أمي الحبيبةْ
وأنتِ بعيدةٌ عنا قريبةْ

مرارةُ بُعدك القاسي علينا
تهزّ غيومَ أَدْمُعِنا الصّبيبة

رحلْتِ ومرّت الأعوامُ تَتْرى
ثِقالاً في مسيرتها كئيبةْ

رحلتِ عن الحياةِ وما فَتِئْنا
نُصارع هذه الدنيا العجيبةْ

وقوله أيضًا:
أتى رمضان يا أمي فأَوْرى
حنين قلوبنا أَذْكى لَهيبَهْ

لقد كنا نقابله جميعاً
نَحُطّ رِحالَ ناقتِه النّجيبةْ

وما زلنا نقابله ولكنْ
بلا أَفياءِ روضتكِ القشيبةْ
ومن هذه القصائد أيضًا، تلك القصائد التي نُشرت بمجلة الأدب الإسلامي العدد 134العدد الإلكتروني والتي نذكر بعضا منها على النحو التالي:
قصيدة " مرحباً شهر الصيام" للشاعر محمد عباس علي داود التي يقول فيها
أقبلتَ يا شهرَ الصيامْ بكلِ خيرٍ والسلامْ

أتيتَ تحملُ ما يطيب من المحبةِ والوئامْ

فمرحباً شهر الصيامْ

..
بركاتُ ربِ العالمينْ حَمَلْتها حَمْل الكرامْ

لتكون زاداً للصلاةِ وللتهجدِ والقيامْ

فمرحباً شهر الصيامْ
..
يا خيرَ شهرٍ قد أتى يُحيى القلوبَ على النقاءْ

سُبحان ربي قد حباك بما يشاءُ من الصفاءْ

فبهاءُ يومك بالصيام ونورُ ليلك بالقيام
...

فمرحباً شهر الصيامْ

نورُ الهداية قد بدا لما بدا نورُ الهلالْ

الكونُ أشرق فرحةً وعلاه فيضُ من جلالْ

يا رب فامنحْ للأنامْ نور الهداية والسلامْ


ومرحباً شهر الصيامْ
أما القصيدة الثالثة فهي للشاعر سامي القاسم والتي يقول فيها:

رمــــضَـــانُ حـــــــلَّ بــفــرحــةٍ وودادِ

والـــكـــونُ يــــتــلــــقَّـاهُ بــاســتـعـدَادِ!

ويُـــــردِّدُ الألـــحــانَ رجـــــعُ دعــــائهِ

وصـــــــلٌ وأصـــــداءٌ مـــــــن الأورادِ
يَــصّــحُـو يُــسـبِّــــحُ لا يُــمــلُّ نــــداؤهُ

وأنــــا أهــيــمُ بـغـفـــــلـتي ورقـــادي !

الله حـسـبـي .. مـــن وبــيــــــل فـعـالنا

ويــل لـقـاسي الـقـلبِ مـثـل جــــمـــــادِ!

يـمـشـي بـــلا هـــدفٍ يـنـيرُ طـريـقـــهُ

يــغــفـو ويــصـحـو .. عــابـثًـا بــمـرادِ

يــــا ربِّ كــفِّــر ذنــــبَ كـــلِّ مـقصِّـرٍ

يـــومــاً نــصــيـرُ بـــــهِ كــــذر رمــادِ

ولــكــلَّ مـــن يــنـوِ الـصـيِّـامَ مُــوحِّـــدًا

أنــــت الـــرؤوفُ بــنـا ووحــيـكَ هــادِ
يــــا مَــــن تَـدافـعـتم لــكـلِ كـريــــمـةٍ

ونـشـيـدكم جـــلَّاهُ لــحــــــنُ الــشَّـــادي
آتــاكــم الــشـهـر الــكـريـــــــم بـشُـعـلةٍ

مــنـهـا يــضـاءُ الـلـيـلُ بــعـــدَ ســـوادِ!

يــــا أيــهــا الـنَّـجـبـاءُ كــونــوا إخـــوةً

وتـمَـاسـكـوا أســــدًا لِــعِــزُّ بـــــــلادِي

وتــواصــلــوا فــجـهـودُكـم مــعــروفـةٌ

وصُــداحُــكـم دوّى بـــهــذا الــــنـــــادي

واسـتـقـبلوا الـشـهـر الـمـباركُ وقــــتُـــهُ



تــقــوى .. ويــخـتـمُ خــيــرهُ بِــرشــــادِ


إن_شــــانــــئــــك_هـــو_الأبـــتـــــر

وفـــي ظــهـر الـبـسـيطَةِ قـــام نــــــورٌ


تــــــلا خـــبَـــرًا ســمــاويًّــا جــلــيـلًا


‏وخــــرَّ الــزيــفُ، وانـطـلـقَـتْ خـيـولٌ


إلــــى الأصــقــاعِ تـمـلـؤهـا صـهـيـلا


وعــــــزّ الـــحـــقُّ مــنــتـصـرًا أبـيًّـا



وصـــــار الـــشــركُ مــكـروبًـا ذليـلا



‏لــقـد جُـبِـلَـتْ قــلـوبُ الــنـاس طُـــرًّا


عـلـى حُــبّ الــذي أســدَى الـجمــــيلَا


وحــــبِّ الــشـامِـخِ الأفــعـالِ يـلـقَـــى

وجـــــوهَ الـــنــاسِ مـكـتـمـلًا قــبــولا

‏ وحـبّ الــصــادقِ الــريّــانِ نــصـحـا
يـنــــيـرُ لــكـلّ مَـــنْ سـلـكـوا الـسـبيلَا
أضـــاءَ لأمّــــــةٍ فــــــازَتْ بـــديـــنٍ

قــويــمٍ حــيــن جـــاءَ لــهـمْ رســـولًا
فَـصَـلُّوا، مُـكـثرين، عـلـى رســولٍ ﷺ

دعــــا، كـــي تـدخـلـوا ظِـــلّا ظـلـيـلا


أما القصيدة الرابعة فهي قصيدة "سلام للأحبة في رمضان" للشاعر نضال رامز التي يقول فيها :

هـو الـشهرُ بـالخير يعطي الكثير
يـفـيـضُ جمـالاً وخــيـراً وفــيـر
فـفـيه الـسـرور ويـعـلو الـوئـامُ

وتُـكـسى الـقـلوبُ نـقاءَ الـحرير
فـتـــسمو النفوسُ بحسنِ السلوكِ

ويــبـدو الـعـباد كــفـوح الـعـبير



يــمـوجُ الــفؤادُ بـعـشـقِ الإلــه



ولـلـخـير فـينا يـجـول الـمـسير



فــنغـدو كرامـاً نــجـودُ بــمـالٍ



فـتُجلى هُـمــومُ الـظلامِ الـعسير
تــرى الـكلَ مـنا سـعيداً سـعيدا



بــمـنـحِ زكاةٍ تُــريــحُ الـفـقــير

وصـفـحُ الأنمِ يـسـود الـمـكـانَ



ويـغـدو الجميعُ بصفو الضمير



وبالأعـطـيات الـعـظـام نــجـود



و كــــلٌ لكــلٍ مــحـبٌ سـمـيــر


فـنـحظى بشهرٍ كريمِ الـخصـالِ



ويُـسرِ الـحياةِ و حسنِ المصير



أيــا صائـمـون هـنـيـئا مـريـئـا



فيأتي الـنـداءُ بـصـوتِ الـبـشير

وكـــل يــفــوز بـنـيـل الـجـنـان



فـهـذا ثـــوابُ الـعـلـــي الـقـديـر
فلا تمضِ يا شهرَ قلبي وروحي

لـتـبـقى مـقـيـماً و فـيـنا أســيـر
أما القصيدة الخامسة فهي قصيدة " رمضان أقبل " للشاعر محمد عبدالرحمن التي يقول فيها :

رمــضـانُ أقـبـلَ أبـلِـغوا الأحـبـابا

والــكـونُ عــانَـقَ نـــورَهُ الْـوَثَّـابـا
قد جاءكم شهرُ التُّـــــقى يا إخوتي



فـاسـتـقبِلوهُ وشَــرِّعــــوا الأبـوابـا
ضــيـفٌ كـريـمٌ جـاءنـا فـلْـتُكْرِموا

ضـيـفـاً جـمـيـلاً يـنـثُـرُ الأطـيـابا
إنّـــا عــددنـا كـــلّ رُبــعِ دقـيـقةٍ

حـتـى يــؤوبَ لـنـا وهــا هُـوَ آبـا

أرواحُــنـا تـسـعى إلـيـه مـحـبّةً



والـشـوقُ أصـبَـحَ مـوقَـداً لَـهَّـابا

أهــلاً وسـهـلاً مـرحـباً رمـضـانَنا



إنّـــا لأجــلِـكَ نــفـرُشُ الأهـدابـا
رمــضـانُ مــدرسـةٌ لـنـا عُـلْـوِيَّةٌ

تــرقــى بــنــا وتـبُـثُّـنـا الآدابــــا

يـا مـسـلـمونَ تــأهَّـبـوا لِـلِـقـائهِ



ولــتـلْـزَمـوا بـلـقـائـهِ الـمِـحـرابـا
الأجــرُ فـيهِ مـضاعَفٌ يـا إخـوتي



طـوبـى لـمن غَـنِمَ الـثوابَ وتـابا

هــو شـهـرُ أمّـتِـنا ومـنبَعُ عـزِّها



تـاريـخُها مـنـهُ اسـتـعادَ شَـبـابا





كـم من معارِكَ فيهِ أشرقَ نصرُنا

فــأعــزَّتِ الإســــلامَ والأعــرابـا
بــــدرٌ بـدايـتُـنا ولــيـسَ نـهـايَـةً

قـــد مــزَّقَـت أسـيـافُنا الأحـزابـا

فـالـحـقُّ يـعـلـو لا عُـلُـوَّ لِـبـاطِلٍ

والــحـقُّ يـبـقـى دائــمـاً غَـلَّابـا
يـا لـيـلةَ الــقـدر الـعـظـيمةَ إنَّـنـا

نـهـفو إلـيـكِ لـكـي نـحـوزَ ثـوابـا
هي ليلةٌ في العامِ ما مِن مثلِها
هــي نــورُ ربِّــي سـاطعاً جـذَّابا
هـيّـا إلـيـها يــا أحـبَّـةُ واغـنـموا

مــا لــذَّ مِــنْ ذاكَ الـنَّعيمِ وَطـابا
هــيّـا إلـــى الــقـرآن نـتـلو آيَــهُ



سَـنَـذوقُ شـهدًا صـافِياً وشـرابا

ونَـنـالُ أجــراً مــن تـلاوتِهِ الَّـتي



نُــرضـي عـلـيـنا ربَّــنـا الْـوَهّـابـا



نـتـفَقَّدُ الـفـقراءَ نـرعى شـأنَهم



صـدقـاتُـنا حــقٌّ لـهـم مــا غـابـا


ربَّــاهُ قـلـبي فـي دعـائكَ لاهِـجٌ



ألْـهِـمْ فــؤادي يــا كـريـمُ صَـوابا

أنــتَ الـمُـجيبُ إلَـهَنا فـاغفِر لَـنا

كُــنَّــا لِــعَـفْـوِكَ دائــمــاً طُــلَّابـا

قــد جـئـتُ بـابَـكَ راجـيـاً مُـتَذَلِّلاً



وطــرقــتُ بــابَـكَ نــادِمـاً أوَّابـــا


فـاغفر لـمن يـأتي لـبابِكَ طـارقاً



أمـلـي بـربّـي لــن يَـمُـرَّ سـرابا





بـــارك لــنـا يـــا ربَّــنـا رمـضـانَنا



أَعـتِـقْ بِـشـهرِكَ يـا كـريمُ رِقـابا
أنـتَ الـحبيبُ ونـحنُ فـيكَ أحِـبَّةٌ

لا لــــن يــعـذِّبَ ربُّــنـا الأحـبـابـا

أما القصيدة السادسة فهي قصيدة " رمضان أهلاً يا سبيلاً للهدى" للشاعر غزوان سماك التي يقول فيها:
أكـرمْ بـضيفٍ قـــد أتـى مـن راحـمٍ

أنـعـمْ بـشـهــرِ الـجـودِ والإحـســانِ

يـاشـهـرَ كــلّ المـبتغين هـــدايــــةً

كــــم مــذنــبٍ تـــوّاقُ لـلــغـــفـرانِ

يــافـرحـةً لـلـيـائـسـيــن وفُـسْـحــةً

لـلـقـانـطين بــرحـمـةِ الــرحـمـــنِ

يـاحُـسنَ كــلِّ الـحـسنِ يـايــاقــوتـةً

فـــردوسُ أنـــسٍ لـيـلــةُ الــقـــرآنِ

مــاذا عـسـاني أن أقــــول بــقـــادمٍ

مــــن راحــــمٍ مـتـفـــضّلٍ حــنّـانِ

مــاذا أُقــدِّم لـلفَضيلِ مـن الــقِــرى

أم كـيف أقـطفُ مـن جنـاه الــدّاني

يـالـيت شـعـري أن أقــوم هـزيعه

صــــومُ الـنّـهـارِ لـطـالبِ الــرّيّانِ

أُمـضـي الـنّـهارَ مُـفـكّراً فــي آيَـةٍ

أتــلـو الــطّـوالَ مُـفـصّلاً ومـثاني

أُعـطي الطّعامَ وبعضَ مالي نِحْلةً

كــيـمـا أنــــالُ مــحـبّـةَ الــدّيّـــانِ

عـندَ الـغروبِ مُـتمتِماً فـي دعــوةٍ

فـــوقَ الــمـآذنِ أعــذبُ الألـحــانِ

يـا فـرحةً لـلكلّ فـي دنيا الأســـى

مـــن مــذنـبٍ ومـقـصّرٍ أو جاني

يـابـسمةَ الـفقراءِ يـاشهرَ الـتّـقـــى

يــــا بـهـجـةَ الـمُـتـعبّد الـمـتـفــانِ

ياضحكةَ الأطفالِ في وقتِ المسا

يـا غـبطةَ الـعطشى بـصوتِ أذانِ

رمـضـانُ أهــلاً يـاسـبيلاً لـلـهدى

يــــا بـــابَ خــيـرٍ مُـنْـتـهٍ بـجـنانِ
كل عام أنتم بخير بمناسبة شهر رمضان أعاده الله علينا وعليكم بكل خير آمين .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى