لقد تنبهت بعض النساء إلى خطورة المبالغة في التزين باستخدام المكياج. ففي عام 1800 م صرحت الملكة فيكتوريا إلى أن استخدام المكياج غير لائق، ودعت أن يقتصر استخدامه على الممثلين. ورأينا ظهور بعض الحركات النسائية في ستينيات القرن الماضي تدعو إلى عدم استخدام المكياج ومستحضرات التجميل، وخاصة مبيض البشرة لخطورته على البشرة فقد يؤدي إلى الموت أحياناً. ويبدو الكره الشديد للمكياج في وصف الكاتب مصطفى محمود بأنه "عملية تلفيق اشترك في تنفيذها الصيدلي والعطار والخردواتي"، أما الشاعر نزار قباني فيشترط في مقابلة تلفزيونية حتى يحب المرأة أن يكون مكياجها ثقافيًا، أي تهتم بعقلها وثقافتها أكثر من اهتمامها بزينتها.
لماذا هذا الولع والتزيد في الزينة لدى بعض النساء؟
لعل لجوء المرأة إلى التطرف في التزين لا ينم عن رغبة في المحافظة على الجسد وجماله، أو يأتي استجابة لطبيعة المرأة الأنثوية فقط، بل يأتي لجذب الانتباه إليها من قبل الآخرين من الرجال وبنات جنسها أيضًا. ويدل هذا كما أرى على عدم الثقة في النفس، وربما على قصور في التفكير، وسوء في التدبير. فما معنى أن تنفق المرأة أموالًا طائلة من أجل أن تظهر كالطاووس في حفلة لا تدوم غير ساعات، ثم عندما تلجأ إلى النوم تزيل هذا المال كله الذي تجمع مواد ضارة على جسدها وفي ثيابها؟
إن المبالغة في التزين، ونخص هنا المرأة لأنها تلجأ إليه أكثر من الرجل، يضر بجسد المرأة ومالية زوجها، أو من تكفل بدفع أثمان ذلك التزين. كما أنه يفقدها المشاعر الإنسانية مما يدفع الآخرين إلى الهروب منها. إذ تبدو مثل كائن من جبس، أو دمية من البلاستيك. أو كأنها ممثلة في فيلم رعب. وكثيرًا ما نشاهد في السينما الغرائبية المرأة الشديدة التزين عيناها مثل كهف، وشعرها مثل شجرة الكينا، والأرجل مثل أبي سعد، والعنق مثل الزرافة.
إن اندفاع المرأة نحو التزين، الذي يتم بإضافة شيء إلى الجسم، أو بتغيير في خلقة الله التي ليس كمثلها إبداع هو من موبقات المجتمعات الرأسمالية، التي تنظر إلى المرأة بأنها سلعة قابلة للاستثمار، أو لعبة يُتلهى بها، وليست مخلوقة لها قيمتها في إنسانيتها وذاتها الأنثوية، وبأنها مصدر للحياة، ومعادل للرجل في الإنسانية والحياة.
كما أرى، ليس الجمال في التزين بل في الزينة التي تنبثق من رقة المرأة، وحنانها، ولطفها، وحسن خلقها، وصواب رأيها. ولعل صفات الجمال التي حباها الله للمرأة تتفوق على كل الصفات التي تضفيها عليها مستحضرات التجميل التي يصنعها البشر. فكما يرى المتنبي" ليس التكحّلُ في العَينَينِ كالكَحَلِ" فالعيون التي كحلها الخالق في صنعه تتفوق في جمالها على العيون التي تتكلف ذلك.
إن المرأة بجمالها كما خلقها الله وبصفاتها الأخلاقية الحميدة أفضل ما يمكن أن تتصف به. فكما يقول عمرو بن معد يكرب الشاعر المخضرم (الجاهلي الإسلامي):
ليس الجمالُ بمئزرٍ فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجمالَ معادنٌ وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا
آن للمرأة أن تقدر ذاتها دونما إحساس بنقص، وأن تتجنب التطرف في زينتها وبهرجتها، وأن تربو أن تكون مثل شجرة عيد الميلاد مثقلة بالأصباغ والأضواء. لا يليق بالمرأة أن تغير في جسدها وصفاتها الأنثوية إرضاء للرجل؛ فالرجل لا يقنع بالجمال الذي يتأتى بهذا النوع من الزينة، وإذا انخدع في بعض الأحيان فستتكشف له الحقيقة يومًا فتحدث الكارثة. ليت المرأة تتذكر بأن أمها حواء طردت آدم من جنة الله عندما انحرفت بصفاتها الأنثوية إلى الخديعة والكذب. وهي قادرة بصفاتها الأنثوية الطبيعية البعيدة عن التزين، والقائمة على الصدق واللطف والرقة والحنان، على جعله يعيش في جنة من صنعها.
لماذا هذا الولع والتزيد في الزينة لدى بعض النساء؟
لعل لجوء المرأة إلى التطرف في التزين لا ينم عن رغبة في المحافظة على الجسد وجماله، أو يأتي استجابة لطبيعة المرأة الأنثوية فقط، بل يأتي لجذب الانتباه إليها من قبل الآخرين من الرجال وبنات جنسها أيضًا. ويدل هذا كما أرى على عدم الثقة في النفس، وربما على قصور في التفكير، وسوء في التدبير. فما معنى أن تنفق المرأة أموالًا طائلة من أجل أن تظهر كالطاووس في حفلة لا تدوم غير ساعات، ثم عندما تلجأ إلى النوم تزيل هذا المال كله الذي تجمع مواد ضارة على جسدها وفي ثيابها؟
إن المبالغة في التزين، ونخص هنا المرأة لأنها تلجأ إليه أكثر من الرجل، يضر بجسد المرأة ومالية زوجها، أو من تكفل بدفع أثمان ذلك التزين. كما أنه يفقدها المشاعر الإنسانية مما يدفع الآخرين إلى الهروب منها. إذ تبدو مثل كائن من جبس، أو دمية من البلاستيك. أو كأنها ممثلة في فيلم رعب. وكثيرًا ما نشاهد في السينما الغرائبية المرأة الشديدة التزين عيناها مثل كهف، وشعرها مثل شجرة الكينا، والأرجل مثل أبي سعد، والعنق مثل الزرافة.
إن اندفاع المرأة نحو التزين، الذي يتم بإضافة شيء إلى الجسم، أو بتغيير في خلقة الله التي ليس كمثلها إبداع هو من موبقات المجتمعات الرأسمالية، التي تنظر إلى المرأة بأنها سلعة قابلة للاستثمار، أو لعبة يُتلهى بها، وليست مخلوقة لها قيمتها في إنسانيتها وذاتها الأنثوية، وبأنها مصدر للحياة، ومعادل للرجل في الإنسانية والحياة.
كما أرى، ليس الجمال في التزين بل في الزينة التي تنبثق من رقة المرأة، وحنانها، ولطفها، وحسن خلقها، وصواب رأيها. ولعل صفات الجمال التي حباها الله للمرأة تتفوق على كل الصفات التي تضفيها عليها مستحضرات التجميل التي يصنعها البشر. فكما يرى المتنبي" ليس التكحّلُ في العَينَينِ كالكَحَلِ" فالعيون التي كحلها الخالق في صنعه تتفوق في جمالها على العيون التي تتكلف ذلك.
إن المرأة بجمالها كما خلقها الله وبصفاتها الأخلاقية الحميدة أفضل ما يمكن أن تتصف به. فكما يقول عمرو بن معد يكرب الشاعر المخضرم (الجاهلي الإسلامي):
ليس الجمالُ بمئزرٍ فاعلم وإن رُدِّيتَ بُردا
إِنّ الجمالَ معادنٌ وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا
آن للمرأة أن تقدر ذاتها دونما إحساس بنقص، وأن تتجنب التطرف في زينتها وبهرجتها، وأن تربو أن تكون مثل شجرة عيد الميلاد مثقلة بالأصباغ والأضواء. لا يليق بالمرأة أن تغير في جسدها وصفاتها الأنثوية إرضاء للرجل؛ فالرجل لا يقنع بالجمال الذي يتأتى بهذا النوع من الزينة، وإذا انخدع في بعض الأحيان فستتكشف له الحقيقة يومًا فتحدث الكارثة. ليت المرأة تتذكر بأن أمها حواء طردت آدم من جنة الله عندما انحرفت بصفاتها الأنثوية إلى الخديعة والكذب. وهي قادرة بصفاتها الأنثوية الطبيعية البعيدة عن التزين، والقائمة على الصدق واللطف والرقة والحنان، على جعله يعيش في جنة من صنعها.