المحامي علي ابوحبله - سومتيرش وخريطة ضم الأردن لمخطط إسرائيل الكبرى :هو الهذيان بعينه !

حسب الإدعاء لوزير المالية ومسئول الاداره المدنية ، زعيم حزب الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو و تشمل حدود أرض إسرائيل كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان. في الوقت الحالي، فإن التعريف الأكثر شيوعًا للأرض المشمولة بالمصطلح هو أراضي " دولة إسرائيل" سويةً مع الأراضي الفلسطينية. يشمل التعريف السابق، الذي تفضله الصهيونية التصحيحية، أراضي إمارة شرق الأردن السابقة ( المملكة الاردنيه الهاشمية ) .

تصريح بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلية مسئول في وزارة الحرب الصهيونية ، وخلال إحياء ذكرى وفاة ناشط فرنسي مقرب من اليمين المتطرف الإسرائيلي، أظهرت تصريحاته حقيقة هذا الكيان الغاصب ونظرته التوسعية لما يسمى أرض إسرائيل الكبرى ، وإنكاره للآخر قوله " لا يوجد فلسطينيون، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني"العرب، حسب تصريحات سموتريتش، " اخترعوا شعبا وهميا ويدّعون حقوقا وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية " بحسب أوهامه وادعاءاته المغالطة لمنطق العقيدة و التاريخ

ينكر سومتيرش وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين الذي تثبته كل كتب المؤرخين عبر قرون ، ويسير وراء أوهامه المزعومة وادعاءاته الباطلة في خطابة عليها خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية، وهي طريقة أخرى للقول إنه لا وجود أيضا للمملكة الأردنية الهاشمية ، أو لشعبها.



الخريطة ليست من اختراع سموتريتش فقد كانت مستخدمة ضمن شعار منظمة أرغون الإرهابية التي تأسست عام 1931، والتي كانت تعتمد العمل المسلح لتحقيق الخريطة (وتسمى أيضا إتسل كاختصار للأحرف الأولى من اسمها الكامل) وهي المنظمة التي ارتكبت مجزرة دير ياسين في القدس عام 1948، والتي راح ضحيتها 350 من سكان البلدة، كما كانت مسئولة عن نسف فندق الملك داود عام 1946، الذي قتل فيه عدد كبير من الضباط والجنود البريطانيين.

وزير في حكومة نتنياهو زعيم عصابة شبيبة التلال متهم في العديد من قضايا الإرهاب ، هو الذي صرح بصفته لإبادة حواره من الوجود ، فلا فائدة تذكر من " مناقشة " وزير من " حكومة عصابات يترأسها متهم " (وهذا الوصف لصحيفة " هآرتس " ) خطاب الهذيان العنصريّ لسومتي رش ليس إلا أوهام وأحلام يقظة ، وفي جوهره امتداد لسياسة التطرف والعنصرية وتصريحاته هذه ليست إلا استكمال لخطاب محو البلدات والمدن الفلسطينية، ولكن وفي هذا المفصل من الخطاب وما يجب الانتباه إليه، هو بوق العداء للعرب بالعموم ، وحلم إسرائيل الكبرى الذي ما زال يعشش في أذهان غلاة المتطرفين الصهاينة وهو طبع غالب على المتدينين الفاشيين ، لا يستطيع سموتريتش، ولا حليفه بن غفير أصحاب النظرة التوسعية والعنصرية البغيضة ذات مرجعية دينيه متطرفة أن يتخلصا منه، كما لا تستطيع العنصرية لليمين الصهيوني المتطرف واليمين الصهيوني المتصهين من الانجليكيين المتطرفين أن تخفيه عبر الاحتفاء بـ" الدين الإبراهيمي" والتطبيع الوهمي

هناك خطه متكاملة في هذا الربط التاريخي بين عصابة نتنياهو ـ سموترتيش ـ بن غفير وعصابة أرغون الإرهابية، وأفعالها الإجرامية وطموحاتها لمد خريطة إسرائيل نحو الأردن وأجزاء من سوريا ولبنان والسعودية.

هناك علاقة واضحة بين إنكار أن الفلسطينيين شعب له ثقافة ولغة وتاريخ وحقوق على أرضه، وبين خطط وأحلام التطهير العرقي التي تطمح عصابة المتصهينيين لتحقيقها ، وتدلل عليها تصريحات سومتي رش لإبادة ومحو حواره من الوجود ، وأمام الاحتجاجات الدولية والعربية على إعلان رغبته في محو بلدة حواره، وفي محاولة الالتفاف على ما قاله بوضوح، فقد قرّر أن يقوله بطريقة أخرى يبدو فيها فهيما ومثقفا وعالما باللغات والتواريخ ؟؟؟

ما صرح به سموتريتش في باريس ليس محو حواره فحسب بل محو فلسطين كل فلسطين وتجريدها من تاريخها وعروبتها . وبفكر سومتي رش ما دام الشعب الفلسطيني " وهما" فكل ما يحتاجه هو التخلص من الفلسطينيين طالما ينكر وجودهم

المخطط لإسرائيل الكبرى هو الذي دفع الإرهابي سومتي رش إلى إدخال الأردن في خريطة " إسرائيل " وهذا يعني، بطريقة ضمنية، أن هؤلاء " العرب " الذين " وصلوا إلى أرض " إسرائيل " بحسب أوهامه وهذيانه وجهله بالتاريخ في نفس الوقت مع الهجرة اليهودية وبداية الصهيونية " كما يشرح لأنصاره ، يمكن ترحيلهم أيضا وإعادتهم من حيث أتوا

مضمون خطاب سموتريتش واضح ومفهوم ويستند إلى قناعة أن إسرائيل، بقيادة حكومة العصابات الحالية، يجب أن تتوسع جغرافيا ويعاد تركيبها لتتناسب مع تطلعات الحركة الصهيونية " الآباء المؤسسين" الإرهابيين، وفي سبيل ذلك يجب أن يتم التخلّص من " العرب" وترحيلهم إلى الجزيرة العربية.

خطاب سموتريتش يستند، إلى منطق القوّة التي تملكها إسرائيل والى قوة ترسانتها النووية التي يتغاضى عنها المجتمع الدولي وهي مصدر تهديد لأمن واستقرار العالم ، وبهذا المنطق و الفكر الذي بات عليه قادة الكيان الصهيوني فان إسرائيل ليست خطرا على الفلسطينيين والعرب فحسب، بل هي خطر على العالم كله.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى