أمل الكردفاني - رفض دعوى الطلاق

بالنسبة لي أرى أنه من المستغرب أن ترفع امرأة دعوى طلاق ويتم رفضها. ووجه الغرابة أن يجبر انسان على البقاء مع إنسان آخر بقوة القانون. ولو تأملنا في المسألة بعمق أكبر لوجدنا أن هذا الإجبار غير دستوري، فهو تقييد للحرية الفردية بلا جريمة مقترفة.
ولكن
وفي المقابل، فإن سبب هذا كله هو التعامل مع الزواج ك(عقد) من ضمن العقود الأخرى، كعقد البيع والمقايضة والإيجار، بحيث يتعهد الطرفان بالالتزام بالبقاء مع بعضهما.. وهذا تكييف شديد الشذوذ، لأن البقاء والتشارك الإنساني مختلف عن التشارك المالي، فالخسارة في هذا الأخير خسارة مالية، أما الخسارة في الأول فهي خسارة لصيقة بشخصية الإنسان وعمره وحياته وأعصابه وعاطفته ونفسيته. ولذلك كان يجب أن يظل الزواج علاقة مؤسسة لا على عقد بل على رضى مستمر ويجوز الانسحاب منه في أي وقت. وإذا كانت هناك خسارة لحقت بأحد الطرفين فيكون للخاسر أن يرفع دعوى تعويض وبشروط الضرر المعروفة، بأن يكون هناك ضرر مباشر وتسبب فيه الطرف الذي قرر رفض استمرار بقائه مع الآخر.
_____

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى