د. محمد عباس محمد عرابي - العيد والتهنئة به في شعر الشعراء القدامى والمعاصرين

للعيد العديد من الدلالات الدينية والاجتماعية تحدث عنها الشعراء القدامى والمعاصرون في شعرهم، وفيما يلي ما قالوه في ذلك وفي التهنئة بالعيد:

ابن عبدربه الأندلسي والتهنئة بالعيد:

يقول ابن عبدربه الأندلسي في التهنئة بالعيد:

بدا الهِلالُ جَديداً

والمُلكُ غَضٌّ جديدُ

يا نِعْمَةَ اللّهِ زِيدِي

إنْ كانَ فيكِ مَزيدُ

إنْ كانَ للصَّومِ فِطْرٌ

فَأنتَ لِلدَّهْرِ عِيدُ

إمامُ عدلٍ عليهِ

تاجانِ: بأسٌ وجودُ

يومَ الخميس تبدَّى

لنا الهلالُ السعيدُ

فكلَّ يومِ خميسٍ

يكون للناسِ عيدُ



التهنئة بالعيد عند الشاعر العباسي ابن الرومي:

يقول ابن الرومي في المدح والتهنئة بالعيد:

وَلَمَّا اِنْقَضَى شَهْرُ الصِّيَامِ بِفَضْلِهِ



يُحْكَى هَلَاَلُ الْعِيدِ مِنْ جَانِبِ الْغَرْبِ



كَحَاجِبِ شَيْخِ شَاب مَنْ طُولِ عَمْرِهِ



يُشِيرُ لَنَا بِالرَّمْزِ لِلْأَكْلِ وَالشُّرْبِ



قَدْ مَضَى الصَّوْمُ صَاحِبًا مَحْمُودًا



وَأَتَى الْفُطْرُ صَاحِبًا مودودا



ذَهَبَ الصَّوْم وَهُوَ يَحْكِيكَ نُسْكَا



وَأَتَى الْفُطْرُ وَهُوَ يَحْكِيكَ جُودَا



مهيار الديلمي مهنئا بالصوم والعيد

يقول مهيار الديلمي مهنئا بالصوم والعيد

فلله أنت أبن نفس سمت ... لغايتها قبل أن تولدا

إذا خير اختار إحدى اثنت ... ين إما العلاء وإما الردى

كأني أراك وقد زاحموا ... بك الشمس إذ عزلوا الفرقدا

وخاطوا النجوم قميصا عليك ... ولاثوا السحاب مكان الردا

فما أمكن اسمع أزدك ... قوافي بادئة عودا

لو استطاع سامع أبياتها ... إذا قام راويها منشدا

يصير أبياتها سبحة ... ومثل قرطاسها مسجدا

مهنئة أبداً من علاك ... بما استأنف الحظ أو جددا

وبالصوم والعيد حتى تكون ... آخر من صام أو عيدا



وداع رمضان واستقبال عيد الفطر المبارك:

يقول الشاعر العباسي "البحتري" في وداع رمضان واستقبال عيد الفطر المبارك (من بحر الطويل):

مضى الشهر محمودًا ولو قال مخبرًا

لأثنى بما أوليت أيامه الشهر

عصمت بتقوى الله والورع الذي

أتيت فلا لغو لديك ولا هجر

وقدمت سعيًا صالحًا لك ذخره

وكل الذي قدمت من صالح ذخر

وحال عليك الحول بالقطر مقبلًا

فالباليمن والإقبال قابلك الفطر









وقال أمير الشعراء "أحمد شوقي" في التهنئة بالعيد:



مَولايَ ، عيدُ الفطرِ صُبحُ سُعودِه

في مصرَ أسفر عن سنا بشراكا

فاستقبلِ الآمالَ فيه بشائراً

وأشائراً تجالى على علياكا

وتلقَّ أَعيادَ الزمان مُنيرةً

فهناؤُه ما كان فيه هَناكا

أيامكَ الغرُّ السعيدةُ كلها

عيدٌ ، فعيدُ العالمين بَقاك



العيد في نظر المتنبي عندما كان في السجن

يصور المتنبي حال من يعاني من الفقد والآلام في يوم العيد... فيقول :

عيـدٌ بأيّـةِ حـالٍ جِئْـتَ يا عيـدُ

بمـا مضـى أم بأمْـرٍ فيكَ تجديـدُ

أمّـا الأحِبـة فالبيـداءُ دونَـهــم

فليـت دونــك بيـداً دونهـم بيـدُ

المتنبي في مدح سيف الدولة الحمداني وفي التهنئة بالعيد

ويقول المتنبي في مدح سيف الدولة الحمداني وفي التهنئة بالعيد:

هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ

وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا

وَلا زالَتِ الأَعيادُ لُبسَكَ بَعدَهُ

تُسَلِّمُ مَخروقًا وَتُعطي مُجدَّدا

فَذا اليَومُ في الأَيّامِ مِثلُكَ في الوَرى

كَما كُنتَ فيهِم أَوحَدًا كانَ أَوحَدَ

وفي هذا يقول الشاعر الأمير "أبوفراس الحمداني" أيضًا :

يا عيد ما جئت بمحبوب

على معنى القلب مكروب

يا عيد قد عدت على ناظر

عن كل حسن فيك محجوب

يا وحشة الدار التي ربها

أصبح في أثواب مربوب

قد طلع العيد على أهلها

بوجه لا حسن ولا طيب

ما لي وللدهر وأحداثه

لقد رماني بالأعاجيب





ما يعنيه العيد:

يبين لنا أحد الشعراء المعاصرين ما يعنيه العيد فيقول :

لـلـمـسلمين مــدارَ الـعـامِ عـيـدانِ

فـطـرٌ وأضـحى فـأكرمْ بـالعباداتِ

يُــعــيّــدون إذا أدَّوا فَــرائــضَـهـم

فـعـيدُهم فـرحـةٌ مـنـهم بـطاعاتِ

لــكــنـه نــظــرةٌ لــلـجـارِ حــانـيـةٌ

ولـلـقريبِ وأصـحـابِ الـمـصيباتِ

العيدُ تجديدُ وَصْلٍ في ذوي رحمٍ

فـوصْـلُها أمــرُ رحـمانِ الـسماواتِ

الـعيدُ عـونٌ لأهـلِ البؤسِ يَنْشلُهم

مـنْ بـؤسهِم وهو تَخفيف لويلاتِ

الـعـيدُ إدخــالُ أفــراحٍ عـلى أُسـرٍ

مـحـزونـةٍ هــدّهـا ثِـقْـلِ الـمـلماتِ

الـعـيدُ تـفـريحُ أطـفـالٍ وتـوسـعةً

عـلى ذوي الـعسْرِ أو أهلِ القرباتِ

مـا الـعيدُ تـعطيلُ أعـمالٍ وتـسليةُ

فاللهوُ عــارٌ لــدى أهـلِ الـمروءاتِ

يبين لنا الشاعر محمد الأسمر ما يعنيه العيدو يحث على الصدقة في العيد للفقراء في يوم العيد في يوم العيد؛ فيقول:

هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به

وبذلك الخير فيه خير ما صنعا

أيامــه موسـم للبــر تزرعـه

وعند ربي يخبي المرء ما زرعا

فتعهدوا الناس فيه: من أضر به

ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا

وبددوا عن ذوي القربى شجونهم

دعــا الإله لهذا والرسول معا

واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم

بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا

العيد فرحة :

ويبين لنا أحد الشعراء المعاصرين أيضًا أن العيد فرحة فيقول:

الـعـيـدُ حــلّ..ومـا أدراك مــا الـعـيدُ !

زُفّــوا الـقـصيدَ لـكـي تـحلو الـزغاريدُ

فـي العيد كم ضمّختْنا سِحِر ضِحكتنا

مِــسْــكـاً وودّعــنــا حــــزْنٌ وتـنْـهـيـدُ

فـي الـعيد كـم رقَـصتْ أشـواقُنا عَبَقاً

واعْشوشَبَتْ من صدى أفراحِنا البِيْدُ!

السعادة يوم العيد:

يصف الدكتور زكي مبارك السعادة يوم العيد فيقول:

قد قضينا في العيد يوما سعيدا

هو يوم السرور جديد

وشربنا خمرا حلالا فكانت

فوق ما تفعل العيون السود

رب ثغر في العيد جاد بثغر

هو أشهى ما يمنح العنقود

يا نديمي يباح في العيد طيف

لا نرى في خياله ما نريد

أيها العيد والظباء ألوف

لست أدرى واللَه ماذا أصيد

هذه الفتنة المضيئة ليلاً

ونهاراً قلبي بها معمود

إن محراب حسنها في حياتي

معبد عنده يطيب السجود

إن ما قد لقيت من عطفها الحلو

درسه من جهلها أستفيد

آه من خدها ومن مقلتيها

إن قلبي من ظلمهن شريد

جاد بالفتنة اللعوب زمان

هو بالفتنة اللعوب سعيد

المراجع :

*عبد الموجود عبد الحافظ ، من وحي العيد،مجلة الرسالة/العدد 940/في دنيا الشعراء

*محمود ثروت أبو الفضل، العيد مع الشعراء

شبكة الألوكة 11/8/2013 ميلادي - 4/10/1434 هـ


*صحيفة الرأي :

إشراقات النقد / العيد في عيون الشعر العربي إشراقات النقد- العيد في عيون الشعر العربي

*عمران عبد الله : أفراح وتهنئة ومديح.. هكذا تكلم الشعراء العرب في العيد، https://www.aljazeera.net/culture/2020/8/2

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى