د. علي ثويني - أسماء الشهور العربية والتباين في التاريخ والجغرافيا

تعود فكرة ضبط التقاويم إلي جذور سومرية وأكدية عراقية وكذلك مصرية. وأخذها الفينيقيون تباعا في أفلاكهم إلى ثقافات البحر المتوسط ولاسيما الرومانية منها التي ورثتها عن الإغريق والشاميين وأقحمت فيها أسماء قياصرتهم كيوليوس وأغسطس،ثم ليعيدوها إلى العالم وتتلقفها الثقافات. ونجد ما يدل على الأصول الرافدينية لذلك النظام الفلكي الذي ينم عن دلالات عقيدية، هو كم من الكلمات المقدسة من مثل (Astrology وastronomy) التي تعني التنجيم والفلك، وكذلك (Star, Stella) التي تعني النجمة وهي بمجملها تحريف مهذب لكلمة (عشتار Ashtar) المقدسة للبابليين ورمزوا لها بنجمة الصباح وهي نفسها عثتر لدى عرب الجاهلية. وقد نجد اسم تموز (دوموز) حبيبها مازال يقبع في قلب التقاويم الآرامية التي ورثناها. وكلمة تقويم متحدرة من مصدر (قّوم) التي تعني إزالة الاعوجاج من الشيء وتعديله وهي تشكل مجموعة القواعد للتوفيق بين السنة المدنية والسنة الاستوائية ولتقسيم الأزمنة وجاء معنى تقويم البلدان بين طولها وعرضها وخراج أراضيها.
وما زالت كلمة (روزنامة) الفارسية تستعمل حتي اليوم والتي هي في حقيقتها مركبة من كلمتين (روز) وتعني يوم و(نامة) وتعني كتاب أي كتاب الأيام، ومن الطريف أن الإيرانيين يفضلون استعمال كلمة (تقويم) العربية علي (روزنامتهم). واليوم لدينا صنفان من التقاويم المستعملة هي القمرية أو العربية والأخري الشمسية (الإفرنجية أو المسيحية أو الميلادية). واستعمل جل العرب التقويم الميلادي ما عدا المملكة العربية السعودية التي تستعمل التقويم الهجري. واتبعت الدول صيغة ذكر التاريخين معا ولاسيما في الوثائق الرسمية. وانحصر دور الهجري لدى العامة في ضبط التواريخ الدينية. وكلمة الشهر ترد في الآرامية بلهجتيها الغربية والشرقية بصيغة (يرخو ــ يرخا) التي جاءت منها (يؤرخ) العربية وكلمة (الشهر) تعني كذلك القمر في العربية وقد وردت في القرآن الكريم، سورة البقرة ــ الآية: 184 (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ). وقد كانت في اللغات السامية (العربية البائدة) تعني الأمر نفسه بسبب ارتباط الشهور بدورة القمر فقد سميت (سهر) في بعضها وكذلك (سين) الذي اقتبست منه كلمة سيناء، بما تعنيه الكلمة من روحانيات وعبادة اله القمر لديهم. وهي في الآرامية (Sharo شارو)، حيث ذكر (الجواليقي) في (الاتقان ص 140) بأن اصل الكلمة سرياني (سهر) الذي عرب بعد ذلك. وجاء لدى العرب بما يعني الكثير فقال في ذلك (ثعلب) بأنه سمي شهرا لشهرته وبيانه لان الناس يشهرون دخوله وخروجه. وقال غيره سمي شهرا باسم الهلال لانه إذا أهل يسمى شهرا، وقال (ذو الرمة): يري الشهر قبل الناس وهو نحيل. وثمة شهور قمرية تدعى الأشهر الحرم، وقد حددت لها قوانينها وضوابطها وصل حد تحريم وتحليل صيد البر والبحر، ومنع بها إعلان الحرب الذي تمادى به أهل السياسة والإرهاب ذوو اللباس الديني اليوم ليعلنوا الحرب متى شاؤوا. وقد قالت العرب إن الأشهر الحرم أربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، ثلاثة منها سرد وواحد فرد، ويرد في تراث العرب أن شذت عنها قبائل بني خثعم وبني طي، حيث كانوا مثل عرب اليوم يستحلون في تلك الشهور الحروب. وكان لعرب الشام أو الحجاز واليمن تقاويمهم قبل الإسلام، التي سرعان ما اضمحلت بعد إقرار التقويم الهجري فمثلا أرخ سكان مدينة بصرى في سجلاتهم لتأريخ يقل بـ 105 أعوام عن التاريخ الميلادي المعاصر،كما وجد ذلك (دوسو) عندما تتبع منابع الخط النبطي في بادية الشام، ولاسيما في حرة وادي السوط في جنوب حوران. وثمة جداول نظمت لضبط الفرق بين التاريخيين الهجري والميلادي ولاسيما لدى الباحثين والمؤرخين الذين يستسهلون إضافة العدد622 وهو عام الهجرة الميلادي الذي حدث في 16 تموز (يوليو) عام 622م الى التاريخ الهجري مع ضربها بمعامل بسيط فحواه الفرق (11 يوما) بين التقويمين ليظهر لهم بالتقريب العام الميلادي. ومن الطريف في التقاويم الميلادية الشائعة اليوم أن السيد المسيح (ع) لم يولد في سنة 0 ميلادية وإنما في عهد هيرودوس الروماني يرجح عام 4 م وتختلف الطوائف المسيحية في يوم ميلاده، ليشكل بذلك حالة العد تقويميا مبهما وخالياً من الدقة. وهو يضاف إلي العدد الكبير من المغالطات التي جوهرها تكريس الاحتفاء بذكرى زهو الحضارة الرومانية الوثنية، مثلما هي أسماء الأشهر، أكثر مما هو تمجيد لذكرى ميلاد نبي عظيم ومبشر إعجازي بعقيدة عالمية موحدة. ويقول في ذلك (توم فلن) في كتابه (الخلل في عيد الميلاد ــ ص19): (إن عددا هائلا من الأعراف المقترنة بعيد الميلاد اليوم تعود جذوره إلى تقاليد دينية وثنية، لما قبل المسيحية. فبعض التقاليد يحمل مفاهيم اجتماعية عرقية، أو فلكية سوف ينبذها الواعون منا إذا عرف صلب فحواها). ويؤكد ذلك في موضع آخر قائلا: (إن أحد أوجه السخرية المتعلقة بعيد الميلاد هو قلة ما هو مسيحي حقا في مضمونه). وتعود الحقيقة إلي بدايات المسيحية والاحتفال الذي تبنته الكنيسة وتعود في حقيقتها لإرث وثني حينما كان يحتفل الرومان بعيد الكوكب زحل في أواسط شهر كانون الأول (ديسمبر)، وكانوا يمارسون فيها عادات إيقاد الشموع وتبادل الهدايا وكذلك طقوس الولائم المتقنة والسكر المفرط والفحشاء المتحرر. أما شجرة عيد الميلاد فهي تعود للشعوب الجرمانية عندما كانت تحتفل بالخضرة الدائمة الباقية بعد ضمورها في موسم الثلج ونفض الأشجار الذي مقتته العقلية البشرية.

عاشور اول شهور العرب
الروزنامة : كتب الايام
تجوال في التقاويم السومرية والبابلية والاوربية
وما يتعلق بشخصية (بابانويل) الخرافية وما ذلك العجوز الذي يرد بعربته ليوزع الهدايا علي الأطفال، وما في حقيقتها إلا تقليد شعبي ما زال الفنلنديون والنرويجيون وغيرهم يتخاصمون بحماس على انتمائه لثقافاتهم. ويصر البلقانيون (الأرثوذوكس) على كونه القديس أصطيفان الذي يكتسي الحظوة لديهم.. وهكذا. وعلى الرغم من كل هذا اللغط فما زال بعض أصحابنا يتوقون شوقا لأن يكونوا جزءا من هذا المهرجان العرفي دؤوبين على تطبيق طقوسه على الرغم من براءته من أي مسحة روحية. والاهتمام به يرد من باب اقتصادي محض حيث تنشط خلاله الحركة التجارية التي تحتاجها السوق الرأسمالية في دوران المال وتصاعد الأرباح.
وما وصلنا من ميراث ثقافات المنطقة العربية اليوم عيد شم النسيم وفيضان النيل في مصر الوارد من التواريخ الفرعونية وكذلك الحال في كثير من الأعياد الرافدينية. فما زال الفلاحون في جنوب العراق يستعملون اسم نيسان للدلالة على موسم الحصاد الذي يرد بصيغة الفعل (نيسن)، وكذلك في ذكرى عيد رأس السنة البابلية(الأكيتو) الذي هو بالأساس قد وردهم من السومريين عندما كانوا يطلقون عليه اسم (زكموك). وقد كان في هذه المناسبة يعاد تجديد البيعة للملك في بابل والذي يصادف الأيام الأحد عشر الأولي من هذا الشهر والتي تقع اليوم في نهايات آذار (مارس) وبدايات نيسان (ابريل) ويصادف موسم الاعتدال الربيعي. فهو في العراق عيد دورة السنة أو عيد النوروز. وتحتفل به كل شعوب الشرق تقريبا، ومن المؤكد بأن الأكراد والفرس وتبعهم من ثم الترك كانوا قد أخذوه من بابل، وهو يصادف يوم 21 آذار (مارس) أو تساوي الليل والنهار. وكلمة نوروز تعني بالفارسية (اليوم الجديد) وهو يصادف يوم دخول الشمس برج الجدي. وبالمعني نفسه يطلقون عليه في التركية (يني كون) الذي يعني اليوم الجديد كذلك. وفي التاريخ الإسلامي كان ذلك يمارس علي نطاق دوري في مدن بغداد وسامراء خلال الحقبة العباسية وكان المتوكل يوزع فيه الهدايا، حتي ورد على لسان البحتري اذ يقول:
لا تخل من عيش يكرّ سروره
أبداً ونيروز عليك معادِ
ومن الجدير ذكره أن طائفة الصابئة (المندائية) في العراق ما زالوا يطبقون التقويم البابلي حتى يومنا هذا في أعيادهم الدينية، ويعتبرون أن يوم 21 آذار(مارس) هو يوم تساوي الليل مع النهار واتصال ذلك بالتوازن بين عالم الأنوار والظلمات الذي تنبني علي أساسه عقيدتهم. وما زالوا يعتبرون يوم 20 كانون الأول (البنجل) وهو يوم زيادة النهار على الليل وزيادة عالم النور أو (هيبل زيوا) في عقيدتهم. وبصدد أسماء الشهور، فان جلها ورد من التسميات القديمة فمثلا نجد في الأشهر القمرية اسم عاشور وهو أول شهور العرب وهو نفسه وارد من الديانات القديمة في العراق التي مجدت آلههم (أشور) الذي أتي بتسمية الآشوريين، وكان قد اقتبسه الفرس كذلك واسموه (أهورا) مقترنا بالآلهة الفارسية القديمة. وفي سياق اقتباس الكلمات من الفارسية نجد كلمة (مهرجان) التي تعني عيد الملك وهو الذي يحتفل به في الخريف.
وبسبب جهل المؤرخين المسلمين بالآرامية واللغات الشرقية المنقرضة عموما فكان سهلا عليهم أن ينسبوا الكلمات لأصول فارسية أو رومية أو يقربوها إلى معان في العربية كونها من (السامي المشترك) مثل كلمة (كانون) التي ما زالت تستعمل بدلالات لغوية تعني موقد النار بما يعني الشتاء الذي تحل به المواقد. وذكر البيروني بعض التسميات وظن بأنها مجوسية ويعني بابلية لاختلاط الحال عنده بين المانوية البابلية والزرادشتية الفارسية. ونجد ما قاله صاحب اللسان مبتدئاً بشهر (آب ــ أغسطس): (وآب من الشهور الأعجمية معرب) وتمادى في ذلك بخصوص شهري كانون (والكونان شهران في قلب الشتاء، رومية). ووهم مثله صاحب (القاموس) بقوله: (وحزيران اسم شهر بالرومية وكذلك نيسان وتشرين وآذار). وزاد (الشرتوني) (ج2: ص 1108) شرحا بقوله (والكونان شهران في قلب الشتاء، وقيل هو عربي مأخوذ من معني الثقل لشدة برده وصعوبة المتسبب والحركة فيه وقيل دخيل). وقال (البيروني) في (الآثار الباقية ص 59 و318) (المجوس وقد يسمون الشهور بالأسماء السريانية، أما النصارى بالشام والعراق وخراسان فقد مزجوا بين شهور الروم وشهور اليهود، وسموها بأسماء سريانية وافقوا في بعضها اليهود وباينوهم في بعضها). وقال (ابن العبري) في كتابة الفلكي السرياني الموسوم بـ(الصعود العقلي مج 2 ص 190): (فمن الأمم التي عدت بعض شهورها ثلاثين يوما ومنها أكثر من ثلاثين وبعضها أقل منه كالرومان واليونان والرهاويين (أهل حران أو أورفة ) والسريان، واما الرهاويون لما اقتبسوا أسماء الشهور من العبرانيين لم يوافقوهم في تقسيم كمية أيامها لكنهم وافقوا في ذلك اليونان والرومان. وفي قول هذا العلامة فان مجموعة من أسماء شهور العبرانيين لا توافق أسماء اشهر السريانيين وهي: مرحشوان، وكسيلو، وطيبث، وسيون والثلاثة الأولى توافق تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير). ومن الجدير ذكره أن لليهود بعض التسميات المشتركة مع السريان ولكن اللافت أنها تعني أشهر أخرى فمثلا أيار لديهم يعني شباط السرياني وحزيران يدعوه آذار أول ثم ثاني وأب يحل محل آيار.. الخ. وأورد الأب دورم في كتابه (البلاد الواردة في الكتاب المقدس ص 42)، ان طيبث Tebet وسيون Siwan اسمان بابليان، وليسا عبريين، ويؤكد اقتباس اليهود للكثير من المفاهيم ومنها أسفارهم من أساطير بابل. وذكر أيضا في كتابه آنف الذكر وكتابه المسمي بـ(الديانة الآشورية البابلية) أن أسماء اشهر آذار ونيسان وأيار وتموز وآب وأيلول (ويسمونه أولولو Ululu) وتشرين ويذكرونه مرخماً (تشري) كما هو عند العبرانيين والسريانيين أيضا Tesrit وهي بابلية الأصل، ومن البابلية أخذها العبرانيون والسريان فقال العبرانيون، نيس، واواب (مثل السريان) وتمز، وايلل، وسفط.أما حزيران، وكانون الأول، وكانون الثاني فأسماء سريانية ووردت كذلك (Hziron, Kanoun, Kadhmoio, Konoun, Traino).

حول المعني الروحي
ويمكن أن تكون بعض تلك التسميات من أصول سومرية وهي أولى الحضارات المثقفة في جنوب العراق مثل كلمة (دموزي) أو (تموز) الموحي بشغفهم بزوج آلهتهم القديمة (أنانا) التي أصبحت لدى البابليين عشتار. و( دموزي) تعني في لغتهم (الابن الشرعي) وتم انتقالها مثلما نقل الكثير من مظاهر الثقافة والحضارة إلى الاكديين أول الشعوب السامية (العربية البائدة) التي خرجت من الجزيرة، وانتقلت دواليك إلى من ورثها من الأقوام الآمورية والكنعانية والكلدانية والآرامية واقتبسها العبرانيون فأصبحت أحد اشهرهم ونقلها الفينيقيون إلى اليونان فحرفت وأصبحت (أدونيس) لتضطلع بالمعنى الروحي نفسه. وقد أكد ذلك عالم التاريخ (جيمس فريزر) في كتابه (القفص الذهبي) الذي ترجمه المرحوم جبرا إبراهيم جبرا. ومن الطريف ان نذكر هنا،أن العراقيين القدماء ولاسيما البابليين كانوا يحزنون في أيلول الذي يشعرهم ببواكير الخريف ونضوب الخصب والخضرة، وقد جعلوه موسما للبكاء والعويل على (دموزي) بعد أن زال خصبه، وما كلمة أولولو Ululu التي ورد منها (ايلول)إلا انها تعني الولولة أو النحيب في العربية ونلاحظ أنها قريبة لشقيقتها. وعلى الرغم من ذلك الثراء في ميراث ثقافة المنطقة العربية من مصادرها العراقية والشامية والمصرية فقد اختلف العرب في تتبع أي منها، وتفرقوا الى خمس مجاميع مميزة تتبع كل منها تقويماً معيناً، وهي:
1 ــ المغرب وقد استعمل أسماء الأشهر الرومانية بالصيغة التي استعملها العرب في الأندلس بسبب تماسهم واختلاطهم مع النصارى والتي نقلت إلي المغرب مع حركة التواصل بين الصوبين، لتستقر إلي يومنا هذا. وتلفظ الأسماء عربيا مثل غشث (أغسطس) وشتمبر.. الخ. ومن الطريف في ذلك وجود مناسبة شعبية في المغرب العربي يطلق عليها (الناير) وتمارس فيها طقوس الفرح وتبادل الهدايا والزيارات على نطاق واسع وهي مأخوذة من اسم (يناير) أو رأس السنة الميلادية الروماني.
2 ــ موريتانيا والجزائر وتونس وهي تستعمل الشهور الموروثة من التسميات الفرنسية لكنهم كتبوها بأحرف عربية مثل أوت (أغسطس ــ آب) وجوييه (يوليو ــ تموز) وجانفي(يناير ــ كانون2).. الخ.
3 ــ ليبيا وقد ارتأت القيادة السياسية في خضم النزعة الاستقلالية والانعتاق من هيمنة الغرب أن تقترح أسماء خاصة بها مستمدة من الأحداث السياسية أو المناخية أو حتى من الأعراف العربية البدوية منها مثل أشهر الطير والحرث أو سياسية مثل ناصر (يولية) والفاتح (سبتمبر).. الخ.
4 ــ مصر والسودان والجزيرة العربية، وبضمنها اليمن والخليج العربي الذي تبع للتأثيرات الثقافية المصرية وعائدا التكوين الأول لإدارات تلك البلدان، والتي اعتمدت على الخبرة المصرية التي استعملت تلك التسميات منذ (فرنجة) الحياة في مصر في القرن التاسع عشر على يد محمد علي باشا وورثته. والأشهر هنا أسماؤها رومانية بحتة حرفت للتسهيل، مثل يونيه ويوليو وأغسطس.. الخ. ومن الجدير بالذكر هنا أن جل تلك التسميات تخلو من المنطق السديد، فهي أما هجين من الاقتباسات الرومانية أو استرسال رقمي قديم حينما كان العام يبدأ في الشهر الثالث الحالي. فنجد (يناير) يعني شهر الشباب أو التجديد و(فبراير) يعني شهر التدفئة و(مارس) ورد من بقايا الوثنية ويعني المريخ. أما (أبريل) وهو مقتبس ومقلوب من لغات الثقافات السامية (العربية البائدة) بصيغة (أربع أيل) أو (اربيل) التي تعني الآلهة الأربعة، لما للرقم 4 من حظوة و(ايل) يعني (الله) العربية. ومن ناحية الترقيم فهو الأصح من حيث وروده الرابع. ونجد الخلل الرقمي مثلا في سبتمبر الذي يعني السابع وموقعه التاسع وأكتوبر ويعني الثامن وموقعه العاشر وديسمبر ويعني العاشر وموقعه الثاني عشر.
5 ــ العراق وبلاد الشام اللذان استمدا التسميات من جذور بابلية ــ أرامية (سريانية) اختارها الرعيل الأول من الإداريين والساسة الذين خلفوا الحقبة العثمانية. والأسماء هي آذار، ونيسان، وحزيران، وتموز.. الخ. وفي خضم هذا الخلاف الثقافي،ثمة حاجة لحل وسط بين الإدارات العربية، بغرض إيجاد صيغة تفاهم وسط بما يوفره من جهد ومساحة طباعية أو يرفع التلعثم الذي يقع به عاثرو الحظ من المذيعين، والأهم في كل ذلك أن يوحد تلك الثقافة المسكينة التي تئن في الصميم من فرقة السياسة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى