أ. د. عادل الأسطة - القاهر والظافر وجمال عبد الناصر

قبل حرب حزيران ١٩٦٧ كنت ناصري الهوى لأن أبي كان كذلك ، فقد أصغى إلى خطابات جمال عبد الناصر وأصغيت معه إليها ، غير مكترثين بملاحقة النظام الأردني لمن يستمع إلى إذاعة صوت العرب أو لمن يعلق صورة جمال عبد الناصر على الحائط ، وظلت صورته في بيتنا في مكانها ، وعندما انتقلنا في ١٩٧٨ من بيت المخيم إلى بيتنا الحالي ظل أبي يحتفظ بالصورة .
كان عبد الناصر والإعلام المصري يذكرون القاهر والظافر ويتغنون بها ؛ لأنها ستهزم دولة الباطل .
عندما حلت الهزيمة في أيام الحرب الأولى صار اسم الصاروخين يتندر به ، فلا قاهر قهر ولا ظافر ظفر ولا ناصر انتصر ولم تتحرر يافا وحيفا ولم يعد اللاجئون ، وفي ١٩٧١ كتب محمود درويش قصيدته " سرحان يشرب القهوة في الكافتيريا " وقال :
" قذفناهم بالحروف السمينة "
ولم يصيروا هباء ولا ألم بهم الردى ، فنحن من صرنا هباء وألقى الجنود بأرواحهم في مهاوي الردى . لم نسمع صليل السيوف ولم نطلع عليهم طلوع المنون .
الآن أتخيل جمال عبد الناصر يبعث من قبره ويحيي حركة الجهاد التي حققت له أحلامه ، فقصفت بالظافر والقاهر .
الخيالي هو الواقعي الأكيد ، ومع أننا لا ندري إلى أين تتجه المنطقة وكيف ستسير الحرب إلا أن ما كان خيالا صار حقيقة ، والحرب كر وفر .
هل عنوان قصيدة أمل دنقل " لا تصالح " هو شعار الجهاد ؟
الناس في غزة منقسمون ما بين مؤيد للقصف وما بين معارض ، وحين أسأل عن رأيي أجيب :
- لا رأي لي ، فلن يقدم رأيي ولن يؤخر . رأيي هو أن المنطقة منذ ١٨٧٨ و ١٨٨٢ تسير بهذا الاتجاه .
شئنا أم أبينا : الأرض سوداء جدا .
مساء الخير يا غزة
خربشات عادل الاسطة
١١ / ٥ / ٢٠٢٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى