إن شئت أن تدرك فعليك أن تعاني، وأنا صار قلبي كما السماء، أجمع فيه أشلاء خوفي وأحرقها حتي الرماد ... صرت كما قطرة ندي فوق زهرة لوتس ترتعش علي صدر هذا الزمان، لماذا أيها الوقت تفزع الزهر في قلبي ؟! الدموع بلغت عيني، وحزن يتساقط كما حبات المطر...لماذا جعلت الصقر يجاور البلبل ؟!..أنا عشت حياتي لم أعرف طريقا يعيدني إلي الوراء، نسيت زهرات أجمعها لأتزين بها، نسيت كيف تجمع البلابل أعشاشها، كل بهجتي أجدها في نتوءات الصخور، في ثورات الأرض، في صرخات الزلازل ...حتي الشمس ليست وحيدة ...وليل صار مني وأنا منه، يتدفق من روحي، يتسحب النهار بعيدا إلي قمم الجبال، نهار يحط كما طير غريب يستريح من عناء السفر، يرنو إلي ما تبقي من شعاع آثر الرحيل، وعتمة تتساقط من السقوف البعيدة، تنسج ستارا بألف لون علي وجه مساء أعشق مواقيته، مساء يهدهد من حزني، يهمس لي : " لا تدع عينيك تدمعان، امضي بالحياة كما آخرون، انزعي عنك هذا الشجن، ستعودي كما زهرة بنفسج من روح ليل تعشقي مواقيته، لا شيء يحيا وحده في هذا الوجود، حتي الشمس هناك ليست وحيدة .
****
في الظهيرة الدوارة منذ الأزل، ترامت الأغنية الأبدية الغامضة للطائر البعيد الذي لم يره أحد ...وظهيرة لا أحب مواقيتها ...من ظلمة ليل أعشق ملامحه أشرق نجم في التيه البعيد وأنا التي غافلها الوقت ولم تحدق بعد في وجه الحياة ...وآخر في داخلي من بين قضبان نافذة صغيرة، شخص يلاحق مواقيتي بفضول غريب، هو ذاته الشخص الساكن في حجرات قلبي رغم تلك الأبواب الموصدة، وحياة تمضي بي، من علي محطات الأفول تتبدد هدية العمر الثمين، هناك أري جسد الأرض يمطر غبارا، وصوت يهمس لي : " وجهك نور، يسكنه ضوء شديد الكبرياء، وجهك كوجه ملكة ... " يهمس لي وهو لا يعرف أنني ضيعت عبق الأغنية في غور سحيق، رحل النور من فوق البحيرة، صارت سنوات عمري كومة مهملة من الذكريات، وصدي صوت يفضل أن أسقط لاهثة وأموت، من أن أموت موتا بطيئا ..
****
هناك تطل البحيرة كما لوحة فضية قهرها السكون، قمر هو لي، قمر صغير لازال يذرف شعاعا خافتا، اللوحة الفضية تبدو أكثر اتساعا وعمقا، وحشة وكآبة، هل أظل واقفة هنا علي أرض غريبة أتلقي صفعات الريح ؟!، وعيناي تغطيهما سحابة من رذاذ النسمات الباردة، وأرواح تعانق روحي تكره المتطفلين، تختفي عني لتعانق زهرات اللوتس .
بشري أبو شرار
****
في الظهيرة الدوارة منذ الأزل، ترامت الأغنية الأبدية الغامضة للطائر البعيد الذي لم يره أحد ...وظهيرة لا أحب مواقيتها ...من ظلمة ليل أعشق ملامحه أشرق نجم في التيه البعيد وأنا التي غافلها الوقت ولم تحدق بعد في وجه الحياة ...وآخر في داخلي من بين قضبان نافذة صغيرة، شخص يلاحق مواقيتي بفضول غريب، هو ذاته الشخص الساكن في حجرات قلبي رغم تلك الأبواب الموصدة، وحياة تمضي بي، من علي محطات الأفول تتبدد هدية العمر الثمين، هناك أري جسد الأرض يمطر غبارا، وصوت يهمس لي : " وجهك نور، يسكنه ضوء شديد الكبرياء، وجهك كوجه ملكة ... " يهمس لي وهو لا يعرف أنني ضيعت عبق الأغنية في غور سحيق، رحل النور من فوق البحيرة، صارت سنوات عمري كومة مهملة من الذكريات، وصدي صوت يفضل أن أسقط لاهثة وأموت، من أن أموت موتا بطيئا ..
****
هناك تطل البحيرة كما لوحة فضية قهرها السكون، قمر هو لي، قمر صغير لازال يذرف شعاعا خافتا، اللوحة الفضية تبدو أكثر اتساعا وعمقا، وحشة وكآبة، هل أظل واقفة هنا علي أرض غريبة أتلقي صفعات الريح ؟!، وعيناي تغطيهما سحابة من رذاذ النسمات الباردة، وأرواح تعانق روحي تكره المتطفلين، تختفي عني لتعانق زهرات اللوتس .
بشري أبو شرار