بنيامين يوخنا دانيال - أمن السائح .. مسؤولية من؟

يعتبر أمن السائح أحد الجوانب الرئيسية في موضوع الامن السياحي , لما يشكله ( أي السائح ) من أهمية في المعادلة السياحية . و يشير إلى رعاية و حماية السائح أثناء السفر و خلال فترة اقامته في البلد المضيف ضد المخاطر و التهديدات المحتملة التي قد تواجهه في الظروف الطبيعية ( حوادث : طريق , غرق , سرقة , نصب و احتيال , حريق , فقدان ... ) , و الاستثنائية ( الإرهاب , التهديد بالقتل و الاختطاف , الاضطرابات السياسية و الأمنية , الكوارث الطبيعية من زلازل و فيضانات .. الخ ) . و الحيلولة دون إصابته بأي أذى جسدي أو معنوي , أو إيقاع أية أضرار أو خسائر بممتلكاته الشخصية ( حقائب سفر , مبالغ نقدية , بطاقة ائتمانية , جواز سفر , الكمبيوتر المحمول .. الخ ) .

و هي جوانب أشارت اليها المدونة العالمية لآداب السياحة المعتمدة بموجب القرار ( 10111 ) 406 / أي / آر أي اس / الصادر عن الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية التي انعقدت في ( تشيلي – سانتياغو ) خلال الفترة 27 أيلول – 1 تشرين الأول 1999 . و من خلال الفقرة ( 4 ) من ( المادة الأولى ) التي جاء فيها : ( على السلطات العامة حماية السياح و الزوار و ممتلكاتهم , و عليها أن تولي اهتماما خاصا لسلامة السياح الأجانب بحكم وضعهم الذي يسهل فيه تعرضهم للخطر . كما عليها أن تسهل استخدام وسائل الحصول على المعلومات و الوقاية و الامن و التأمين و المساعدة التي يحتاجون اليها . كما ينبغي أن تدان بشدة أية هجمات أو اعتداءات أو عمليات خطف أو تهديد للسياحة و المشتغلين بها و المعاقبة عليها بقوة وفقا للقوانين الوطنية . و كذلك بالنسبة لأي تخريب متعمد للمرافق السياحية أو لعناصر التراث الثقافي أو الطبيعي ) .

و يشمل أمن السائح أيضا الجوانب الصحية و سبل وقايته من الامراض و الأوبئة ( الملاريا , انفلونزا الطيور , التهاب الكبد الفيروسي , انفلونزا الخنازير , نقص المناعة المكتسبة .. الخ ) التي قد يتعرض لها أثناء ركوبه وسائط النقل ( طائرة , قطار , باخرة , حافلة , سيارة أجرة ) . أو عند اقامته في منشآت الايواء , أو تناوله الطعام و الشراب , أو خروجه بجولات سياحية إلى المتاحف و المناطق الاثرية و المحميات الطبيعية , او مشاهدته للمهرجانات و الاحتفالات , أو حضوره إحدى المسرحيات أو أحد الأفلام السينمائية , أو خروجه للتسوق من أحد المولات أو الأسواق الشعبية , أو ارتياده لأحد المراقص أو الملاهي الليلية .

إن تأمين أمن السائح ليس فقط مسؤولية السلطات العامة و الأجهزة الإدارية القائمة على إدارة المنشآت و المؤسسات السياحية و الفندقية في البلد المضيف , بل هي أيضا مسؤولية السلطات المختصة في البلد الذي ينتمي اليه السائح , و التي ينبغي أن تنبه مواطنها بالصعوبات و المخاطر و التهديدات المحتملة التي قد يواجهها في البلد المضيف , مع ضرورة توفيرها لكافة وسائل العون و المساعدة أثناء اقامته فيه , و من خلال سفارة أو قنصلية البلد , و عبر وسائل الاتصال المعروفة ( التلفون , الشبكة العنكبوتية ), و إصدار بيانات التحذير الضرورية عند الحاجة .

كما على السائح أن يدرس أيضا هذه الجوانب على نحو جيد قبل مغادرته بلده , و أن يحتاط لها و يعمل حسابها , كأن يأخذ اللقاحات المضادة للأمراض و الأوبئة إن أمكن , و أن يتجنب الذهاب إلى الأماكن التي يسود فيها التوتر و الاضطرابات , أو من المحتمل أن تتعرض للكوارث الطبيعية , و أن يلتزم بالتوجيهات و التعليمات الصادرة بهذا الشأن قدر الإمكان , عملا بالفقرة ( 6 ) من ( المادة الأولى ) من المدونة أعلاه و التي جاء فيها ( على السياح و الزوار قبل المغادرة مسؤولية التعرف على خصائص الدول التي يعتزمون زيارتها . كما يجب مراعاة المخاطر الصحية و الأمنية التي قد تكون موجودة عند سفرهم إلى خارج مكان اقامتهم المعتاد , و التصرف تجاهها بطريقة تمكنهم من تقليل تلك المخاطر على حدها الأدنى ) .

---------------------

للمزيد من الاطلاع , ينظر ( السياحة و الإرهاب ) للباحث , مطبعة بيشوا , أربيل – العراق 2011 .





يوختا.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى