إبراهيم قيس جركس - مدرسة الحمقى [١]

[١]

أهلاً ومرحباً بكم جميعاً. هذه دورة تعريفيَّة في مدرستنا؛ مدرسة البُلَهاء. خَمِّنوا مَن يَدرُس هنا؟ هذا صحيح. هذا هو المكان الذي يَدرُسُ فيه الحَمقى والبُلَهاء. لماذا؟ لكي يُصبِحوا حَمقى حقيقيّين. لذا أيُّها الحمقى الأعِزّاء، أهلاً بكم في المستوى الأوَّل من مَدرسة البُلَهاء. هل شَعَرَ أيّاً منكم بالإهانة أو الإساءة؟ لا؟ حسناً، هذه مجرّد بداية فقط.

لوضع النّقاط على الحروف، سأطرَح سؤالاً آخَر. مَن يُدَرِّسُ الحمقى في مَدرسة البُلَهاء؟ إنَّه أحمَق بالأحرى. لذا اسمحوا لي أن أقدِّمَ لكم نفسي، المُحاضِر -أحمَق- من الدَّرَجَة الأولى.
هكذا إذن، لقد تمَّ اختياركَ مِن قِبَلِ القَيِّمين على شؤونكَ، لأنَّهم اعتقدوا أنَّك تستحقُّ أن تَخضَعَ لدورة أحمَق. حسناً، سوف نتأكَّدُ من ذلك.

إذاً، هناك اثنا عَشَرَ شخصاً هنا، أربع ثلاثيّات من أربعة قيِّمين. نعم، نعم، نعم. هؤلاء الثلاثة لي أنا. وأنا القَيِّمَ عليهم.

أنتم وأنا في جَيبٍ زَمَكانيٍ، لذا بغَضّ النَّظَر عن مقدار الوقت الذي نَقضيه نحن وأنتم هنا، ستعودون في الوقت المُناسب إلى اللحظة نفسها التي غادرتموها. نعم، نعم، نعم. هناك مُمَثِّلون عن عصور زمنيَّة مختلفة هنا. السّفر عبر الزَّمَن، هل هذا ممكنٌ؟ إنَّه سؤالٌ مثيرٌ للاهتمام حقاً. اسمحوا لي فقط أن أقول أنَّ هناك بعض الثَّغرات في الزَّمكان بالنّسبَة لأحمقٍ حاصِلٍ على شهادة جودة.

لذلك، دَعونا نَتحَدَّثُ عن الفَساد، لكن لنُسَمِّي هذه الظّاهرة تسميَةً أخرى. أقترح، مَثَلاً، أن نُسَمّي هذه الظّاهرة “الإفساد”، ومُرتَكبيها ومُمارِسيها باسم “المُفسِدون”. هل لديكم مانِع؟ حسناً. إذاً مهمَّتُكُم الرّئيسيّة التَّظاهُرَ بالسَّعادة، مهما قلتُ لكم.

يجب أن يبدو الأحمق الحقيقيّ مُحَطَّماً وغبيّاً في آنٍ معاً. لذا حاولوا أن تَرقوا إلى مستوى هذا المُسَمَّى. نعم، نعم، نعم. كلّ يومٍ نتمرَّن على ذلك أمام المرآة مدَّة عشر دقائق على الأقل. أوه، بالمناسبة، حاولوا تأدية دور الأحمق. حسناً، أعتقد أنَّكم بحاجةٍ للتمرُّن مرَّتين يومياً على الأقل.

هل من الممكن محاربة "مُفسِد"؟ هل يمكن هزيمته والتَّغَلُّبَ عليه؟ هناك مَنْ هُم أكثَرُ عرضَةً لهذه الظّاهرة، وهناك مَنْ هُم أقَل.

أصول الحَرب: من الأعلى إلى الأسفل. وماذا تفعلون عندما يكون المُفسِدون في كلِّ مكان؟ أو بالأحرى لا يوجَدُ مكانٌ لا يَتَواجَدون فيه.

الإصلاحُ حَقٌّ. لكن لا يمكن تنفيذ هذه الإصلاحات إلا مِنْ قِبَلِ شخصٍ من خارج دائرة المُفسِدين، ويتمتَّع بسلطَةٍ مُطلَقَة.
هل مِنَ المُمكِن السَّماح لأناسٍ آخرين الدّخول إلى منزلك تحت وَعدِ التَّغَلُّب على المُفسِدين؟ لا أريد لهؤلاء أن يُسَيطروا على منازلكم. بغَضِّ النَّظَر عن كيفيَّة تطهير هؤلاء لمنازكم منَ المُفسِدين. هل يمكن الوثوق بأيّ شخصٍ حول هذا الأمر؟
حيث يُهَيمن المُفسِد ويَسود، يَحدُث في بعض الأحيان شذوذ. ويَظهَرُ فارِسٌ يريد هزيمة رؤوس التّنّين مُتَعَدِّد الرؤوس.
كيف السَّبيل إلى ذلك؟ من أجل استعادة النّظام ووَضع الأمور في نِصابِها، من الضَّروريّ أن يخشى الجميع المُفسِد،، وأن يكون لدى الجميع، أو كتلة حَرِجَة مِنَ الحَشد، دافع لمحارَبَة هذا الأفعُوان. كيف السبيل إلى ذلك؟ أيقِظ الجميع حتّى يُدرِكوا فجأةً كم هوَ مُثيرٌ للاشمئزاز وفظيع، ولتحريك عَجَلَةَ العقاب من الإصلاحات الفوريَّة التي ستغيِّر كلَّ شخصٍ وكلَّ شيءٍ، حسناً، أو على الأقل كتلة جماهيريَّة حَرِجَة تسمَحُ لكَ بالفَوز، وتمنَعُ هذا الأفعوان من الانبعاث من جديد.

لذلك، حان الآن موعد واجبكم المَنزلي. اجمَعوا من السّجلّات التّاريخيَّة أكبَرَ قَدرٍ مُمكِنٍ من البيانات حول كيفيَّة محاربة هذا الأفعوان.

تعليمكُم مُكلِفٌ جدّاً بالنّسبة لحُكّامِكُم، إذاً فَمَن ذا الذي لَن يُحاول، كما في تلك الحكاية التي أخبَرَ بها أحد الشَّخصيّات التّاريخيّة زوجته أنَّهُ ذاهِبٌ إلى عشيقته، وأنَّ العشيقة التي هو ذاهِبٌ إليها هي زوجته، وصَعَدَ إلى العلِّيَّة وبدأ هناك في الدَّرس والدَّرس والدَّرس.

وهكذا انتهى درسُنا، هيّا امضوا، وسأراكُم في الدَّرس التالي.
ماذا تقولون؟ ما الذي سيَحدُث؟ حسناً، يبدو الأمر كحكاية كلاسيكيّة أخرى، حيث يتَجَوَّلُ رَجلٌ حول مَحَطَّة قطارٍ ويَصرُخ -أعِدْ لي الحقيبة! أعِد لي الحقيبة! وبعدَ ذلك ستكون هي نفسها في المَرَّة القادمة. هل تعرفونها؟ كلا؟ حسناً إذاً، سأخبركم بها في الدَّرس القادم. فأنا ما زلتُ أتَقاضى راتبي مقابل الوقت الذي أمضيه معكم بأيِّ حالٍ.

#مدرسة_الحمقى
#ستيفان_فلاديميرفيتش_زافيالوف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى