رجل طاعن في السن توفيت زوجته منذ فترة وتفرق أولاده في اتجاهات الأرض الأربعة بعد أن أصبح كل منهم مسؤولا عن أسرة وأولاد... يقيم الرجل في بيت قديم متهالك ينافسه في القدم ... البيت عبارة عن حجرة واحدة ملحق بها كما يقولون عفشة مياه ،يقع البيت في وسط الطريق الرئيس تماماً للحي ، البلدية تريد رصف الشارع ففاوضته بتوصية من الأهالي بتعويضه مسكنا آخر بديلا عن بيته الذي لابد أن يهدم لأن الطريق: بوجود البيت على هذه الحالة: يتحول لفرعين كما اتخذ نهر النيل مسارا جديدا، فكان فرع رشيد وفرع دمياط عن يسار البيت ويمينه يصبح عرض الطريق حينها بعد أن فلقه البيت نصفين، حوالى ثلاثة أمتار وعن شماله أقل من ذلك قليلا، فهو عبارة خازوق خرج من تحت الأرض بارزا لسكان الحي .
رفض الرجل فكرة الهدم وكل اقتراحات الحلول المبنية على التعويض المباشر من أجل مصلحة سكان الحي فالبيت يعطل عملية إنشاء الصرف الصحي ولكنه بعد شد وجذب أبدى بعض اللين أثناء إحدى جولات للتفاوض الشاقة العسيرة معه والمستمرة معه منذ فترة ،و هذا اللين الذي أبداه الرجل يتمثل بموافقة مشروطة وهي أن يهدم البيت بعد موته فوافق الجميع ولكن كان للرجل طلبا آخر وهو أن يحرر هذا الاتفاق الشفوي في عقد مكتوب ويوقع عليه شهود بعدم التعرض من كل سكان الحي ما دام على قيد الحياة.. فلم يتوقف سن القلم عن التوقيع من الأهالي فرحا بذلك لأن الرجل كما يقولون قدم في الدنيا وقدم في الآخرة ،بعد أن ترك الزمن على وجهه علامات من تجاعيد وتغضنات تخبر بقرب الرحيل، فأنت تستطيع أن تعد عظام قفصه الصدري بالواحدة من شدة بروزها ومفارقة اللحم لها منذ زمن بعيد مضى و تقوس ساقيه وانحنائه وحدبه الذي جعله ينظر للأرض منذ دهر، وكأنه يبحث عن شيء عزيز لديه فقده منذ عقود من الزمان .
مرت السنون يطلب بعضها بعضاً توفى كل من وقع على العقد كشهود من سكان الحي بعد أن طعنوا في السن وبلغوا من العمر عتيا ويئسوا من موته.. ففضلوا الانتقال للآخرة وتركوا له الدنيا والبيت والشارع يمرح فيه.. أما هو فحي يرزق والصحة بمب و تمام، وعال العال والاشيا معدن... تفرغ في الفترة الأخيرة لمشاكسة كل من يقابله من خلق الله وكل من يمر بجوار بيته أو يحاول الاقتراب منه..... حتى تحول الخناق والجدل أسلوب حياة...آخرهم الباعة الجائلين ممن يعلنون عن بضاعتهم بمكبرات الصوت فعندما يقتربون من بيته يمرون ويفرون بسرعة البرق من أمامه حتى لا ينقض ممسكاً بمكبر الصوت ويذهب به لرئيس الحي لكي يحرر محضرا للبائع ، فعلها كثيراً.
أصبح مقبلا على الحياة بصورة ملفته في الفترة الأخيرة والتي تخطت المائة بما يقترب من عقد قضمه من المائة الثانية... أصبح يرتدي برمودا بنطلون قصير تطل من داخله قدمين أشبه بسيقان المعزة أو أقدام شخص مريض بداء السل من عدة عقود خلت... يصل البنطلون البرمودا لصدره الذي لا يكف عن رفعه باستمرار، لأعلى استعدادا للعمل أمام البيت، فقد زرع أخيرا مجموعة أشجار صغيرة تضرب حوله سورا جميلا من الخضرة يقوم بعملية ريها وتهذيب وتشذيب أوراقها كل صباح بمقص اشتراه مؤخراً من أجل ذاك فلا تجرؤ ورقة واحدة أن تميل أو أن تبرز ناتئة تتقدم سنتمترا عن الأخرى... الكل بنيان مرصوص وكأنه الشجر الصغير يشعر برزالة الرجل فهو أعوذ بالله سليط اللسان ثرثار ولا الست زينات صدقي في أفلام الأبيض والأسود كثير الغمز واللمز على عباد الله يستحق شرفنتح أن يتتلمذ على يديه ... شديد الجدل حتى يصبح جورجياس البيزنطي قائد جماعة السوفسطائيين هاوي بالنسبة له ...
ما زال البيت قائم وينتظر الجيل الثاني من أبناء الموقعين على العقد بعدم التعرض له حتى يتوفاه الله لكي يتم تطوير الحي بعد هدم البيت وتتمكن شركة الغاز الطبيعي من توصيله للمنازل ..تفاجئ أهل الحي في الفترة الأخيرة بعملية تجديد وإصلاح لبيت العجوز تتم بسرعة وعلى عجل...البيت الذي يبدو من بعيد لمن لا يعرف قصته مقاما لأحد العارفين وأولياء الله الصالحين ولكن سكان الحي علموا من مصادر أكيدة أن الرجل مل حياة الوحدة فقد أوصى من يبحث له عن زوجة مناسبة تشاركه حياته وتقاسمه لقمته و تؤنس وحدته .
ابرهيم الديرجل طاعن في السن توفيت زوجته منذ فترة وتفرق أولاده في اتجاهات الأرض الأربعة بعد أن أصبح كل منهم مسؤولا عن أسرة وأولاد... يقيم الرجل في بيت قديم متهالك ينافسه في القدم ... البيت عبارة عن حجرة واحدة ملحق بها كما يقولون عفشة مياه ،يقع البيت في وسط الطريق الرئيس تماماً للحي ، البلدية تريد رصف الشارع ففاوضته بتوصية من الأهالي بتعويضه مسكنا آخر بديلا عن بيته الذي لابد أن يهدم لأن الطريق: بوجود البيت على هذه الحالة: يتحول لفرعين كما اتخذ نهر النيل مسارا جديدا، فكان فرع رشيد وفرع دمياط عن يسار البيت ويمينه يصبح عرض الطريق حينها بعد أن فلقه البيت نصفين، حوالى ثلاثة أمتار وعن شماله أقل من ذلك قليلا، فهو عبارة خازوق خرج من تحت الأرض بارزا لسكان الحي .
رفض الرجل فكرة الهدم وكل اقتراحات الحلول المبنية على التعويض المباشر من أجل مصلحة سكان الحي فالبيت يعطل عملية إنشاء الصرف الصحي ولكنه بعد شد وجذب أبدى بعض اللين أثناء إحدى جولات للتفاوض الشاقة العسيرة معه والمستمرة معه منذ فترة ،و هذا اللين الذي أبداه الرجل يتمثل بموافقة مشروطة وهي أن يهدم البيت بعد موته فوافق الجميع ولكن كان للرجل طلبا آخر وهو أن يحرر هذا الاتفاق الشفوي في عقد مكتوب ويوقع عليه شهود بعدم التعرض من كل سكان الحي ما دام على قيد الحياة.. فلم يتوقف سن القلم عن التوقيع من الأهالي فرحا بذلك لأن الرجل كما يقولون قدم في الدنيا وقدم في الآخرة ،بعد أن ترك الزمن على وجهه علامات من تجاعيد وتغضنات تخبر بقرب الرحيل، فأنت تستطيع أن تعد عظام قفصه الصدري بالواحدة من شدة بروزها ومفارقة اللحم لها منذ زمن بعيد مضى و تقوس ساقيه وانحنائه وحدبه الذي جعله ينظر للأرض منذ دهر، وكأنه يبحث عن شيء عزيز لديه فقده منذ عقود من الزمان .
مرت السنون يطلب بعضها بعضاً توفى كل من وقع على العقد كشهود من سكان الحي بعد أن طعنوا في السن وبلغوا من العمر عتيا ويئسوا من موته.. ففضلوا الانتقال للآخرة وتركوا له الدنيا والبيت والشارع يمرح فيه.. أما هو فحي يرزق والصحة بمب و تمام، وعال العال والاشيا معدن... تفرغ في الفترة الأخيرة لمشاكسة كل من يقابله من خلق الله وكل من يمر بجوار بيته أو يحاول الاقتراب منه..... حتى تحول الخناق والجدل أسلوب حياة...آخرهم الباعة الجائلين ممن يعلنون عن بضاعتهم بمكبرات الصوت فعندما يقتربون من بيته يمرون ويفرون بسرعة البرق من أمامه حتى لا ينقض ممسكاً بمكبر الصوت ويذهب به لرئيس الحي لكي يحرر محضرا للبائع ، فعلها كثيراً.
أصبح مقبلا على الحياة بصورة ملفته في الفترة الأخيرة والتي تخطت المائة بما يقترب من عقد قضمه من المائة الثانية... أصبح يرتدي برمودا بنطلون قصير تطل من داخله قدمين أشبه بسيقان المعزة أو أقدام شخص مريض بداء السل من عدة عقود خلت... يصل البنطلون البرمودا لصدره الذي لا يكف عن رفعه باستمرار، لأعلى استعدادا للعمل أمام البيت، فقد زرع أخيرا مجموعة أشجار صغيرة تضرب حوله سورا جميلا من الخضرة يقوم بعملية ريها وتهذيب وتشذيب أوراقها كل صباح بمقص اشتراه مؤخراً من أجل ذاك فلا تجرؤ ورقة واحدة أن تميل أو أن تبرز ناتئة تتقدم سنتمترا عن الأخرى... الكل بنيان مرصوص وكأنه الشجر الصغير يشعر برزالة الرجل فهو أعوذ بالله سليط اللسان ثرثار ولا الست زينات صدقي في أفلام الأبيض والأسود كثير الغمز واللمز على عباد الله يستحق شرفنتح أن يتتلمذ على يديه ... شديد الجدل حتى يصبح جورجياس البيزنطي قائد جماعة السوفسطائيين هاوي بالنسبة له ...
ما زال البيت قائم وينتظر الجيل الثاني من أبناء الموقعين على العقد بعدم التعرض له حتى يتوفاه الله لكي يتم تطوير الحي بعد هدم البيت وتتمكن شركة الغاز الطبيعي من توصيله للمنازل ..تفاجئ أهل الحي في الفترة الأخيرة بعملية تجديد وإصلاح لبيت العجوز تتم بسرعة وعلى عجل...البيت الذي يبدو من بعيد لمن لا يعرف قصته مقاما لأحد العارفين وأولياء الله الصالحين ولكن سكان الحي علموا من مصادر أكيدة أن الرجل مل حياة الوحدة فقد أوصى من يبحث له عن زوجة مناسبة تشاركه حياته وتقاسمه لقمته و تؤنس وحدته .
ابرهيم الديب
رفض الرجل فكرة الهدم وكل اقتراحات الحلول المبنية على التعويض المباشر من أجل مصلحة سكان الحي فالبيت يعطل عملية إنشاء الصرف الصحي ولكنه بعد شد وجذب أبدى بعض اللين أثناء إحدى جولات للتفاوض الشاقة العسيرة معه والمستمرة معه منذ فترة ،و هذا اللين الذي أبداه الرجل يتمثل بموافقة مشروطة وهي أن يهدم البيت بعد موته فوافق الجميع ولكن كان للرجل طلبا آخر وهو أن يحرر هذا الاتفاق الشفوي في عقد مكتوب ويوقع عليه شهود بعدم التعرض من كل سكان الحي ما دام على قيد الحياة.. فلم يتوقف سن القلم عن التوقيع من الأهالي فرحا بذلك لأن الرجل كما يقولون قدم في الدنيا وقدم في الآخرة ،بعد أن ترك الزمن على وجهه علامات من تجاعيد وتغضنات تخبر بقرب الرحيل، فأنت تستطيع أن تعد عظام قفصه الصدري بالواحدة من شدة بروزها ومفارقة اللحم لها منذ زمن بعيد مضى و تقوس ساقيه وانحنائه وحدبه الذي جعله ينظر للأرض منذ دهر، وكأنه يبحث عن شيء عزيز لديه فقده منذ عقود من الزمان .
مرت السنون يطلب بعضها بعضاً توفى كل من وقع على العقد كشهود من سكان الحي بعد أن طعنوا في السن وبلغوا من العمر عتيا ويئسوا من موته.. ففضلوا الانتقال للآخرة وتركوا له الدنيا والبيت والشارع يمرح فيه.. أما هو فحي يرزق والصحة بمب و تمام، وعال العال والاشيا معدن... تفرغ في الفترة الأخيرة لمشاكسة كل من يقابله من خلق الله وكل من يمر بجوار بيته أو يحاول الاقتراب منه..... حتى تحول الخناق والجدل أسلوب حياة...آخرهم الباعة الجائلين ممن يعلنون عن بضاعتهم بمكبرات الصوت فعندما يقتربون من بيته يمرون ويفرون بسرعة البرق من أمامه حتى لا ينقض ممسكاً بمكبر الصوت ويذهب به لرئيس الحي لكي يحرر محضرا للبائع ، فعلها كثيراً.
أصبح مقبلا على الحياة بصورة ملفته في الفترة الأخيرة والتي تخطت المائة بما يقترب من عقد قضمه من المائة الثانية... أصبح يرتدي برمودا بنطلون قصير تطل من داخله قدمين أشبه بسيقان المعزة أو أقدام شخص مريض بداء السل من عدة عقود خلت... يصل البنطلون البرمودا لصدره الذي لا يكف عن رفعه باستمرار، لأعلى استعدادا للعمل أمام البيت، فقد زرع أخيرا مجموعة أشجار صغيرة تضرب حوله سورا جميلا من الخضرة يقوم بعملية ريها وتهذيب وتشذيب أوراقها كل صباح بمقص اشتراه مؤخراً من أجل ذاك فلا تجرؤ ورقة واحدة أن تميل أو أن تبرز ناتئة تتقدم سنتمترا عن الأخرى... الكل بنيان مرصوص وكأنه الشجر الصغير يشعر برزالة الرجل فهو أعوذ بالله سليط اللسان ثرثار ولا الست زينات صدقي في أفلام الأبيض والأسود كثير الغمز واللمز على عباد الله يستحق شرفنتح أن يتتلمذ على يديه ... شديد الجدل حتى يصبح جورجياس البيزنطي قائد جماعة السوفسطائيين هاوي بالنسبة له ...
ما زال البيت قائم وينتظر الجيل الثاني من أبناء الموقعين على العقد بعدم التعرض له حتى يتوفاه الله لكي يتم تطوير الحي بعد هدم البيت وتتمكن شركة الغاز الطبيعي من توصيله للمنازل ..تفاجئ أهل الحي في الفترة الأخيرة بعملية تجديد وإصلاح لبيت العجوز تتم بسرعة وعلى عجل...البيت الذي يبدو من بعيد لمن لا يعرف قصته مقاما لأحد العارفين وأولياء الله الصالحين ولكن سكان الحي علموا من مصادر أكيدة أن الرجل مل حياة الوحدة فقد أوصى من يبحث له عن زوجة مناسبة تشاركه حياته وتقاسمه لقمته و تؤنس وحدته .
ابرهيم الديرجل طاعن في السن توفيت زوجته منذ فترة وتفرق أولاده في اتجاهات الأرض الأربعة بعد أن أصبح كل منهم مسؤولا عن أسرة وأولاد... يقيم الرجل في بيت قديم متهالك ينافسه في القدم ... البيت عبارة عن حجرة واحدة ملحق بها كما يقولون عفشة مياه ،يقع البيت في وسط الطريق الرئيس تماماً للحي ، البلدية تريد رصف الشارع ففاوضته بتوصية من الأهالي بتعويضه مسكنا آخر بديلا عن بيته الذي لابد أن يهدم لأن الطريق: بوجود البيت على هذه الحالة: يتحول لفرعين كما اتخذ نهر النيل مسارا جديدا، فكان فرع رشيد وفرع دمياط عن يسار البيت ويمينه يصبح عرض الطريق حينها بعد أن فلقه البيت نصفين، حوالى ثلاثة أمتار وعن شماله أقل من ذلك قليلا، فهو عبارة خازوق خرج من تحت الأرض بارزا لسكان الحي .
رفض الرجل فكرة الهدم وكل اقتراحات الحلول المبنية على التعويض المباشر من أجل مصلحة سكان الحي فالبيت يعطل عملية إنشاء الصرف الصحي ولكنه بعد شد وجذب أبدى بعض اللين أثناء إحدى جولات للتفاوض الشاقة العسيرة معه والمستمرة معه منذ فترة ،و هذا اللين الذي أبداه الرجل يتمثل بموافقة مشروطة وهي أن يهدم البيت بعد موته فوافق الجميع ولكن كان للرجل طلبا آخر وهو أن يحرر هذا الاتفاق الشفوي في عقد مكتوب ويوقع عليه شهود بعدم التعرض من كل سكان الحي ما دام على قيد الحياة.. فلم يتوقف سن القلم عن التوقيع من الأهالي فرحا بذلك لأن الرجل كما يقولون قدم في الدنيا وقدم في الآخرة ،بعد أن ترك الزمن على وجهه علامات من تجاعيد وتغضنات تخبر بقرب الرحيل، فأنت تستطيع أن تعد عظام قفصه الصدري بالواحدة من شدة بروزها ومفارقة اللحم لها منذ زمن بعيد مضى و تقوس ساقيه وانحنائه وحدبه الذي جعله ينظر للأرض منذ دهر، وكأنه يبحث عن شيء عزيز لديه فقده منذ عقود من الزمان .
مرت السنون يطلب بعضها بعضاً توفى كل من وقع على العقد كشهود من سكان الحي بعد أن طعنوا في السن وبلغوا من العمر عتيا ويئسوا من موته.. ففضلوا الانتقال للآخرة وتركوا له الدنيا والبيت والشارع يمرح فيه.. أما هو فحي يرزق والصحة بمب و تمام، وعال العال والاشيا معدن... تفرغ في الفترة الأخيرة لمشاكسة كل من يقابله من خلق الله وكل من يمر بجوار بيته أو يحاول الاقتراب منه..... حتى تحول الخناق والجدل أسلوب حياة...آخرهم الباعة الجائلين ممن يعلنون عن بضاعتهم بمكبرات الصوت فعندما يقتربون من بيته يمرون ويفرون بسرعة البرق من أمامه حتى لا ينقض ممسكاً بمكبر الصوت ويذهب به لرئيس الحي لكي يحرر محضرا للبائع ، فعلها كثيراً.
أصبح مقبلا على الحياة بصورة ملفته في الفترة الأخيرة والتي تخطت المائة بما يقترب من عقد قضمه من المائة الثانية... أصبح يرتدي برمودا بنطلون قصير تطل من داخله قدمين أشبه بسيقان المعزة أو أقدام شخص مريض بداء السل من عدة عقود خلت... يصل البنطلون البرمودا لصدره الذي لا يكف عن رفعه باستمرار، لأعلى استعدادا للعمل أمام البيت، فقد زرع أخيرا مجموعة أشجار صغيرة تضرب حوله سورا جميلا من الخضرة يقوم بعملية ريها وتهذيب وتشذيب أوراقها كل صباح بمقص اشتراه مؤخراً من أجل ذاك فلا تجرؤ ورقة واحدة أن تميل أو أن تبرز ناتئة تتقدم سنتمترا عن الأخرى... الكل بنيان مرصوص وكأنه الشجر الصغير يشعر برزالة الرجل فهو أعوذ بالله سليط اللسان ثرثار ولا الست زينات صدقي في أفلام الأبيض والأسود كثير الغمز واللمز على عباد الله يستحق شرفنتح أن يتتلمذ على يديه ... شديد الجدل حتى يصبح جورجياس البيزنطي قائد جماعة السوفسطائيين هاوي بالنسبة له ...
ما زال البيت قائم وينتظر الجيل الثاني من أبناء الموقعين على العقد بعدم التعرض له حتى يتوفاه الله لكي يتم تطوير الحي بعد هدم البيت وتتمكن شركة الغاز الطبيعي من توصيله للمنازل ..تفاجئ أهل الحي في الفترة الأخيرة بعملية تجديد وإصلاح لبيت العجوز تتم بسرعة وعلى عجل...البيت الذي يبدو من بعيد لمن لا يعرف قصته مقاما لأحد العارفين وأولياء الله الصالحين ولكن سكان الحي علموا من مصادر أكيدة أن الرجل مل حياة الوحدة فقد أوصى من يبحث له عن زوجة مناسبة تشاركه حياته وتقاسمه لقمته و تؤنس وحدته .
ابرهيم الديب