أنهيتُ محاضرة المُحاسبة المالية بعد أن حمدت الله على مرور الثواني والدقائق بسلام دون أن يرصدني أستاذي نائمًا؛ فقد كانت من أثقل المواد ولا أظن أني أبليتُ بلاءً حسنًا في تلك الكلية؛ على أية حال فقد قادتني الأقدار لألتحق بها كانت رغبةُ والدي في الالتحاق بإحدى كليات جامعة القاهرة العريقة
وفور انتهاء المحاضرة بحثتُ كثيرًا عن صديقي "حسن"ولكن يبدو أنه لن يأتي اليوم ليحضر هذه المحاضرات ثقيلة الدم ، لا أدري ما الذي قادني لاستقل سيارتي البيچو وأذهب إلى منزله القابع داخل أحد أزقة السيدة زينب ؛وقد عقدت العزم لنأكل سويًا ما تيسر من شوربة الكوارع ولحمة الراس والفتة والذي منه… وقفت أمام منزله و أطلقت صُفارتي المشهورة ليطل عليّ من نافذته فلم يستجب فأطلقتُ الصفارة الثانية مصطحبة بنداء يُشبة أصوات الباعة من حولي يا حسن يا بو علي أطلّ حسن قائلًا : أطلع يا محمد عايزك كويس إنك جيت قولت له. يا عم انزل انت عازمك ع الغدا رد قائلًا أطلع بس….. وبالفعل أغلقت سيارتي وجمعت أغراضي محفظتي نظارتي ووضعتهما في جيب قميصي أتذكر جيدًا تلك النظارة وما أحدثته من ضجة بين أصدقائي فقد كانت تُشبة نظارات رشدي أباظة وأحمد رمزي نظارة ثُقلت أذرعها بماء الذهب عالي الجودة أهدتني إياها أمي مكافأة نجاحي بعد عودتها من رحلة حجٍ مبرور وسرعان ما صعدت السلالم بخفةٍ ورشاقة معهودين ، لأجد باب المنزل مفتوحًا وحسن في انتظاري قائلًا : أدخل يا محمد تعانقنا ومن ثم تسائلت : مالك يا حسن شكلك مضايق وكان ذلك بسبب مرض والدته الذي اشتد عليها فأخذني لألقي نظرة؛ لأجدها في شدة المرض ولا يمكن أن تمكث في المنزل أكثر من ذلك لابد وأن تنقل لأقرب مشفى ولكن ما يُصيب حسن بالحسرة والعجز ليس مرض والدته فحسب إنما قلة حيلته في الحصول على ثمن العلاج فأسرعت لأخرج محفظتي من جيب قميصي فسقطت نظارتي وسمعت صوت تهشمها تحت قدمي ولكن لم أعيرها اهتمامي في لحظتها فقط ما يعنيني فك كربة صديقي جمعتُ شتات أفكاري ونظارتي الملقاة على الأرض لأستقل سيارتي أنا وصديقي ووالدته حتى وصلنا إلى أقرب مشفى لأشد على يده وأوصيه أن تعثر في أي شيء لا يتردد في أخباري .. وعلى قدر سعادتي حين قدرني الله على فك كُربة صديقي كانت هناك غصة في قلبي على نظارتي لقيمتها المعنوية الرمزية التي لن تعوض … وصلت إلى منزلي بعد يومٍ مُختلط المشاعر ؛ نمتُ استقيظتُ في اليوم التالي لأستأنف يومي فنظرت إلى نظارتي لأتفقدها بنظرة حزن ويأس ، لكن حدث ما هو غير متوقع وجدتها سليمة تمامًا لم تكسر ولم يمسها خدشٌ؛ انشرح صدري وانزاحت غصة قلبي.
وفور انتهاء المحاضرة بحثتُ كثيرًا عن صديقي "حسن"ولكن يبدو أنه لن يأتي اليوم ليحضر هذه المحاضرات ثقيلة الدم ، لا أدري ما الذي قادني لاستقل سيارتي البيچو وأذهب إلى منزله القابع داخل أحد أزقة السيدة زينب ؛وقد عقدت العزم لنأكل سويًا ما تيسر من شوربة الكوارع ولحمة الراس والفتة والذي منه… وقفت أمام منزله و أطلقت صُفارتي المشهورة ليطل عليّ من نافذته فلم يستجب فأطلقتُ الصفارة الثانية مصطحبة بنداء يُشبة أصوات الباعة من حولي يا حسن يا بو علي أطلّ حسن قائلًا : أطلع يا محمد عايزك كويس إنك جيت قولت له. يا عم انزل انت عازمك ع الغدا رد قائلًا أطلع بس….. وبالفعل أغلقت سيارتي وجمعت أغراضي محفظتي نظارتي ووضعتهما في جيب قميصي أتذكر جيدًا تلك النظارة وما أحدثته من ضجة بين أصدقائي فقد كانت تُشبة نظارات رشدي أباظة وأحمد رمزي نظارة ثُقلت أذرعها بماء الذهب عالي الجودة أهدتني إياها أمي مكافأة نجاحي بعد عودتها من رحلة حجٍ مبرور وسرعان ما صعدت السلالم بخفةٍ ورشاقة معهودين ، لأجد باب المنزل مفتوحًا وحسن في انتظاري قائلًا : أدخل يا محمد تعانقنا ومن ثم تسائلت : مالك يا حسن شكلك مضايق وكان ذلك بسبب مرض والدته الذي اشتد عليها فأخذني لألقي نظرة؛ لأجدها في شدة المرض ولا يمكن أن تمكث في المنزل أكثر من ذلك لابد وأن تنقل لأقرب مشفى ولكن ما يُصيب حسن بالحسرة والعجز ليس مرض والدته فحسب إنما قلة حيلته في الحصول على ثمن العلاج فأسرعت لأخرج محفظتي من جيب قميصي فسقطت نظارتي وسمعت صوت تهشمها تحت قدمي ولكن لم أعيرها اهتمامي في لحظتها فقط ما يعنيني فك كربة صديقي جمعتُ شتات أفكاري ونظارتي الملقاة على الأرض لأستقل سيارتي أنا وصديقي ووالدته حتى وصلنا إلى أقرب مشفى لأشد على يده وأوصيه أن تعثر في أي شيء لا يتردد في أخباري .. وعلى قدر سعادتي حين قدرني الله على فك كُربة صديقي كانت هناك غصة في قلبي على نظارتي لقيمتها المعنوية الرمزية التي لن تعوض … وصلت إلى منزلي بعد يومٍ مُختلط المشاعر ؛ نمتُ استقيظتُ في اليوم التالي لأستأنف يومي فنظرت إلى نظارتي لأتفقدها بنظرة حزن ويأس ، لكن حدث ما هو غير متوقع وجدتها سليمة تمامًا لم تكسر ولم يمسها خدشٌ؛ انشرح صدري وانزاحت غصة قلبي.