خيري حسن - (موال) مصر.. و( موال ) الشيخ إمام!

"بلدى يا نبع النور سلسال
يسقى الفكرة للأجيال"
لقد عاش المُلحن والمُغنى المصرى الأصيل إمام محمد عيسي - وشهرته الشيخ إمام - حياته الفقيرة، وأحلامه الكبيرة، وأفكاره العظيمة، وأنغامه الحزينة، يُؤمن بأن مصر مصدر النور، ومحور الكون، ومهد الحضارة، وأن هذه الفكرة - فكرة نبع النور - ما هي إلا - كما قال صديقه وشاعره المفضل( الفاجومى) أحمد فؤاد نجم - فكرة عظيمة للأجيال! تغنيها وتسقيها بالعزة، والكرامة، والفداء، والشهادة، والتضحية بالنفس والروح، جيل وراء جيل قوية، وعفية، وتظل للأمة العربية - كعهدها القريب منذ نكبة 1948- وتظل للإنسانية - كعهدها القديم - "نبع النور سلسال"!
°°°
(القاهرة - 1974)
فى يوم 4 سبتمبر من ذلك العام وقف الشيخ إمام أمام المحقق - طبقا لقانون العقوبات المادة 102 مكرر (أ) - متهما بجريمة الهجوم على رئيس أمريكى جاء لزيارة البلاد.
المحقق: أنت متهم "ببث دعايات مثيرة وكاذبة ومغرضة"
- أنا؟!
نعم أنت
- "أنا لم أهاجم أشخاصا وإنما أهاجم أوضاعا"
ونيكسون بابا؟!
- "أنا لا أقول شيئا غيرة الغنوة!
- وهي دي غنوة؟
- " أنا أؤيد حرب أكتوبر وأعتقد أنها بشرة خير وأًمجد حرب أكتوبر وبطولاتها".
- أنا أسألك عن المستر نيكسون؟
-" مستر نيكسون...قلت لى" ؟! ثم أردف الشيخ إمام قائلاً: "لما حضر المستر نيكسون إلى مصر أنا عملت له زفة تمرمغ به الأرض"!
إذن تعترف؟
- "أعترف بإيه"؟
بأنك أحدثت بلبلة وتكديرا للرأى العام!
-"ما اعترف به فقط الآن هو أن حرب أكتوبر عمل مُعجز وعظيم وأرجو أن يظل هذا المعجز سارى المفعول حتى تحرر الأرض شبرا شبرا"
لكنك هاجمت زيارة الرئيس الأمريكى
- "طيب وماله"!
وماله إزاي؟
-"أنا اعترضت على زيارته لمصر؛ لأنه الشريان الذى يغذى إسرائيل بالأسلحة والمساعدات لذلك غنيت:
"شرفت يا نيكسون بابا
يا بتاع الووترجيت
عملوا لك قيمة وسيما
سلاطين الفول والزيت"
وهذه القصيدة لا تهاجم سوى نيكسون بالذات"!
ولماذا الهجوم عليه؟
- "أنا رأيي أن يكون تفاهمنا مع الأمريكان والروس بشرط أن نكون أصحاب الرأى الأول والأخير فى كل شيء" ثم أضاف: "إن كلاً من الأمريكان والروس متآمران ضدنا، بدليل اعترافهما بإسرائيل"!
°°°
(مكتب التحقيق - بعد ساعات)
ومن أغنية إلى أغنية، ومن لحن إلى لحن، ومن معتقل إلى معتقل، ومن قرية فى الجيزة جنوب القاهرة إلى شقة متواضعة فى قلب القاهرة (الغورية - حوش قدم) ومن الطفولة إلى الرجولة، ومن المهد إلى اللحد، عاش (الشيخ إمام ) يرفض كل ما اعترف به نيكسون بابا وكل (بابا) من زعماء العالم.
°°°
(القاهرة - 2023)
ومنذ 28 سنة تقريباً - فى 7 يونيو - آيار - 1995 مات( الشيخ إمام) وهو يعرف، ويقر، ويعترف - فقط - أن - مصر - هى "نبع النور سلسال"!
بعدما عاش يعرف - ويُقر - ويعترف أنها - بالحق، وبالعدل، وبالأرض، وبالعرض، وبالانتماء، وبالضمير الجمعى/ والشعبى... بالتاريخ.. ( وبالجندى محمد صلاح ) عاشت مصر( موال) - وما أجمله من موال - عاشت.."تسقى الفكرة للأجيال"!
لذلك عاش يُغني:
"يا أم النيل سايل / مواويل
كل مغنى وله موال"
ومصر - كانت - وستظل - بالموقع والموضع - (موال) الشيخ إمام !
-------------
خيري حسن
• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال المؤلف.
• الشعر المصاحب للشاعر أحمد فؤاد نجم.
• الصورة:
الشيخ إمام بريشة الفنان
الصحفى الكبير: سامى أمين.

• المصادر:
شاعر تكدير الرأي العام - صلاح عيسي - الملفات القضائية للشاعر أحمد فؤاد نجم - دراسة ووثائق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى