كاظم حسن سعيد - البعثة المصرية لكشف مخطوطات المعتزلة

تعد اليمن من اكبر المناجم للمخطوطات .. خاصة ما يتعلق بفرقة المعتزلة التي ظهرت اخر العهد الاموي وازدهرت بالعهد العباسي كفرقة كلامية قدمت العقل على النصوص . واحد اسباب انتشار هذه المخطوطات باليمن هو تقارب نهج الزيدية مع المعتزلة ..وتتباين الاحصائيات حول المخطوطات اليمنية , منهم من يقدرها ب 80 ألف مخطوطة والبعض يعدها ما يقارب المليون نسخة .وبفضل الامامين :احمد بن سليمان ت 566 ه ــ وعبد الله بن حمزة ت 614 ه فقد ارسلا وفودا لجمع وجلب كتب الزيدية والمعتزلة من العراق وبلاد الجيل والديلم \ شمال ايران \ .
عبر التاريخ العربي كان الباحثون والمؤلفون لا يعتمدون على فكر المعتزلة المكتوب وانما من مصادر قد تكون تناقضهم او تختلف معهم .. الا ان المستشرق السويدي هنريك صامويل تمكن من العثور على نسخة من كتاب القاضي ابن الخياط المعتزلي <الانتصار للرد على ابن الراوندي > الذي تصدى فيه لكتاب بن الراوندي <فضيحة المعتزلة > \وتمكن هنريك من تحقيقه وطباعته في دمشق , بعد جهد بليغ لان النسخة وشمت بختم التحريم.

بتوجيه من طه حسين وصلت البعثة العلمية لمصر الى اليمن لاستكشاف مخطوطات المعتزلة وغيرها , سنة 1936قطعوا 2500 كم , ثلثا المسافة بالسيارات وثلث مشيا وعلى الدواب فجلبوا 6000 عينة من الحيوانات الصغيرة وكمية كبيرة من المخطوطات التي صورت بالميكروفيلم ونشرت كلها ب 14مجلدا .منها كتاب القاضي , المغني , وكتاب شرح الاصول الخمسة .
وقيل ان الصدفة لعبت دورا بكشف عدد من المخطوطات اثر انهيار احد المنازل في اليمن .
مر عهد بين المثقفين ان من لم يقرا الوجودية وسارتر ليس مثقفا , اما اليوم فمن يحيي كنوز طه حسين ورجال احياء التراث يعتبر \دءة قديمة \... قد نختلف معهم ومعه بالرأي لكن من باب احترام الجهد المعرفي علينا ان نتفهم ونثمن رواد النهضة العربية .


كاظم حسن سعيد \ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى