أيمن مارديني - هو الأب، وأنا الأبن، ولكن من منا الروح القدس؟

وأصل الى سقف السماء أفتح كوة وأسأل الله:
هل رأيت ابني؟
أنا أبحث عنه. ولد صغير يبلغ من القهر عتياً، ولكن حلمه صغير؛ فقط لعبة يحضنها عند نومه. له من شيب الخوف الكثير، إلا يدي تخفف عنه الوطأة. آخر مرة رأيته فيها كان يلاحق الاسماك الصغيرة تحت زرقة البحر. كان يعدها ويتردد في الرقم التالي ويفرح عند تذكره. كان يسألني متى الوصول الى الجزيرة. وكان يذهب عني خوفي أن يأتي القرصان الأسود ويقول: انظر إليّ... أنا أيضا لديّ فوق عيني غمامة القرصان. لا تخف سيكون صديقي ولن يقترب منا.

الله هل لديك ابني؟
أعلم أنك تحب الصغار، وتضحك عند ضحكهم. ولكني أخاف أن يأتي اليك وأرتعد من فراقه، ولن يكفيني موتي والعالم عند ......
لن أكمل، ولكن...
إن أتاك فاعطه شالي هذا يدفئه. كم أحب أن يختبيء تحت طرفه وأنا أرتديه ويقول: رائحتك تدفئني.
ولا تنس رسمته هذه أيضاً، هو لم يكملها بعد.
وعند نومه هو يحب أن تمسد له ظهره، هي ثوان قليلة وينام بعدها. ولكن لا تغادر سريره يا الله. ستفاجئه رعدة صغيرة... لا تقلق، هي فقط مجرد لهو اليوم الفائت لم يغادره بعد، وسيكمله في صباح اليوم التالي.

الله ترى إن لم يأت لديك أين يكون الآن؟
هل سرقته الجنية في غفلة مني وعنك؟
هل جذبته بسحرها وأغوته بحديقة الحلوى والسكر؟
هل ذهب إليها طوعاً أم هي أجبرته عنوة؟
هل ستهدئ قلقي ووجلي ياالله؟
هل ستزرع فيه بردك وسلامك، وتطفيء نار قلبي؟
أجل هو ماء البحر من نار ولهيب وسعيرها يتلظى.

يا الله ياالله
هل يمكن أن تتعرف اليه إن أشهرت لك صورته؟
الله ... أجبني...هديء من روعي ودلني عليه وأرشده إلي...
الله أين أنت منه الآن ... أين أنت مني؟
الله !!!
وأعلم أنك صلبت ابنك
وأخفيت كليمك
وعلى حد السكين وضعت رأس ابن نبيك
الله؟؟؟
أجبني .. أنا على قلق وخوف وموج ريح الحزن يغرقني.
الله ...
ويأتي صوت سامي لي وهو يقول: لقد كذب البحر علينا يا أبتاه...كذب البحر علينا.
وصمت.

2015

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى