كاظم حسن سعيد - الكتابة على الستوتات والتكتك ودورهما

تشهد شوارع العراق مؤخرا ا نتشارا واسعا لحركة التكتك والستوتات حتى اكرهت المرور على منعها او مصادرتها او الحد منها . فهي وسيلة للمعيشة ومخبأ للعشاق وبقالة تصلك لباب منزلك ومقهى توفر لك الشاي والنركيلة ومنافس شرس للتكسيات لان اجرتها ارخص وهي القديرة على ايصال السلع لاشد الازقة ضيقا واسعاف لا تضاهى ايام الانتفاضات وحمالة للدعايات الانتخابة ولنقل ماء الآرو وقد تتحور لمكتبة متنقلة ومحالا لبيع الاوات المنزلية وقد تصبح خطوطا لنقل الطلبة .
ان انتشار البطالة وتسرب الطلاب من المدارس واقتناءها بالاقساط صيّر منها ظاهرة مرورية عصية على الكبح والانقراض , وبامكانك ان تتخيل خمس نساء يتلفعن بالعباءات مثقلات بالبضائع يؤجرن ستوتة متخلصات من العبأ والاجهاد وفاتحات ابوابا للثرثرة ومن يدري قد تتم خطوبة اثر التعارف فيها .
ولان الغالبة العظمى من سواق التكاتك والستوتات هم من المراهقين فيمكنك ان تتمثل كثرة الحوادث والتنمر .
ان كتابة وحفر عبارات العشق ورسم القلوب وغيرها على الحجر والجدران ومقاعد السيارات ليست ظاهرة جديدة .. وليست محلية ايضا فنرى عبارات على بعض العجلات مثل (don’t need adoor if you have no friends \لست بحاجة لابواب ان كنت بلا اصدقاء \.
لقد حاولت السلطات المرورية الحد او القضاء على العبارات على التكتك والعجلات التي لا تناسب الذوق العام ففرضت عليها غرامة 30 ألف دينار.. لكن الكتابة بازدياد .هناك عبارات كتبت تعكس غاية الاستهتار مثلا (اغتصب من تحب وسيزوجونها لك وفق المادة 395) .. وهو لم يخطيء قانونا لان هذه المادة موضع الجدل فعلا تغض النظر عن بشاعة الاغتصاب شرط ان يتزوجها .. لكن العبارة دعوة صريحة للاعتداء الجنسي .
بعض الكتابات تعكس التمسك بالموروث فنحن نذبح ماشية و دجاجة حين نقتني سيارة وعلى اقدام المتزوجين صباح ليلة الدخلة لهذا تقرا(الحسود لا يسود )او لصقة لصورة ام سبع عيون النيلية لطرد الحاسدين ..و (محروسة ام البنين ). وتنتشر العبارات التي تمجد السرعة (الحكني والموت بيد الله ) ..\عود الحكني وسميني قبق \...اسال التبليط عني ..اركض واغني . وقد تكون بعض الصيغ تمجد الحس العشائري ( الخفاجي راس مال الدولة )...
وقد ترى الثقة متوفرة فهذا صاحب السايبة \عجلة بسيطة رخيصة ايرانية الصنع \ يكتب :من هيبتك ما صعدتك نسوان .
وهناك دعوة للتحرر (يا بنية شيلي الربطة ترى الجنة مقبطة ) وتحجيم لدور المراة <حقوق المراة بالمطبخ > . لكن اصحاب سيارات الاجرة يتبرمون من الموظفين الذي يعملون مؤجرين بسياراتهم بعد الدوام (من انت موظف تشتغل تكسي ليش سمير , خرة بفلوسك )..
ويكتب صاحب السيارة المظللة متندرا \هسة اشوفك وما تشوفني \فيما يتحدى سائق سيارة ثمينة (افول باستكان على عناد البهبهان \.
وترى الكثير من العبارات تعكس حالة الاحباط والياس مثلا : (رميت همومي بالبحر طلع السمك يلطم ...حتى هدف حياتي طلع تسلل ... تحياتي لمن دمر حياتي .. ان رايت كل شيء جميل فاعلم انك سكران ..ع الحلوة وياك وع المرة الله وياك ... عشت مطلوب ثار وانة ما كاتل ) .. ومن التحدي هذه العبارة الخطرة (يتكلمون بظهري ولا يدرون دخان سيارتي مكياج لخواتهم ) .
لكن اكثر الكتابات انتشارا على العجلات والستوتات والتكتك هي التي تعكس الحالة الوجدانية ( حرام ايحل شعرها الما تعب بيها ....عمر عشته خسارة تريدني اربح بيك ...صير رجال وخرب حمرتها ولا تخرب كحلتها ...هنيالك نسيت الما كدر ينساك .. شنو ذنب العمر خلصته بس مشتاق ....خلص درب المحبة وناس عافت ناس .. لا تلوم نظراتي لوم عيونك ...غازلتك غزل حتى الجلب حس بيه بس هي المطايا احساس ما عدها ...جرحوني ومشوا حسبالهم ما طيب .. عفتك من ورة عنادك ) .
وترى تزيينا لافتا للتكتك والستوتة وقد زودها البعض بمراوح ومكيفات صغيرة تعمل بطاقة البطارية .. ومكبرات صوت تسلبك النوم (من عده طحين للبيع مكيف عاطل للبيع )...او تصدح بالاغاني والردات الحسينية باعلى ما يمكن من الذبذبات حتى نكاد نصاب بالصمم .
ارى ان الكتابات على التكتك والعجلات تعكس مساحة واسعة من تركيبة المجتمع العراقي تحتاج لدراسة معمقة ينبري لها علماء النفس والاجتماع .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى