د. محمد عباس محمد عرابي - من معالم أسيوط في كتابات الرحالة والمؤرخين القدامى.. (كتابات ابن بطوطة والمقريزي أنموذجًا )

أسيوط مدينة عريقة حضارتها ضاربة في فجر التاريخ تدل على ذلك آثار البداري وتاسا وغيرها؛ ولقد زار أسيوط قديما كبار الرحالة والمؤرخين وأثنوا عليها وعلى أهلها وأشاروا إلى بعض معالمها في كتاباتهم، وفي هذا المقال عرض لأبرز ما قاله المؤرخون القدامى عن أسيوط:

أقوال ابن بطوطة عن أسيوط:

قال ابن بطوطة في كتابه [تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار] أسيوط مدينة رفيعة أسواقها بديعة

قال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة منفلوط: وسافرت من هذه المدينة إلى مدينة أسيوط. وهي مدينة رفيعة أسواقها بديعة "وضبط اسمها بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وضم الياء آخر الحروف واو وطاء مهملة". وقاضيها شرف الدين بن عبد الرحيم، وبها من المشايخ الفضلاء الصالح شهاب الدين بن الصباغ، أضافني بزاويته.

وقال ابن بطوطة عن اللقب الذي اشتهر به شرف الدين قاضي أسيوط: وقاضي أسيوط شرف الدين بن عبد الرحيم الملقب بـ "حاصل ما ثم"، لقب اشتهر به وأصله أن القضاة بديار مصر والشام بأيديهم الأوقاف والصدقات لأبناء السبيل، فإذا أتى فقير لمدينة من المدن قصد القاضي بها، فيعطيه ما قدر له. فكان القاضي إذا أتاه الفقير يقول له حاصل ما ثم أي لم يبق من المال الحاصل شيء فلقب بذلك ولزمه.

وقال ابن بطوطة بعد خروجه من مدينة أخميم في صعيد مصر: ثم (رحلنا) إلى مدينة أسيوط.

وقال التازي: كانت أسيوط مقر إقامة الحاكم العام لمصر العليا على ما يقوله ابن دقماق، وسنرى أن ابن بطوطة يجعل مدينة قوص هي مقر الحاكم، وقد تحدث ابن جبير عن أسوارها، وبعد ذلك ذكر ياقوت أن بها نحواً من خمسة وسبعين كنيسة.

أقوال المقريزي عن أسيوط:

يقول المقريزي:"كان بصعيد مصر نخلة تحمل 10 أرادب تمرًا فغصبها بعض الولاة، فلم تحمل في ذلك العام ولا تمرة واحدة، وكانت هذه النخلة في الجانب الغربي، وبيع منها في الغلاء كل ويبة دينار، أما أمير المؤمنين هارون بن محمد الرشيد حين صورت الدنيا له لم يستحسن إلا كورة أسيوط من صعيد مصر، فإنها 30 ألف فدانًا في استواء من الأرض، لو وقعت فيها قطره ماء لانتشرت في جميعها"

من معالم أسيوط: الجامع الأموي من مسجد الجمعة اليتيمة إلى معهد ديني

وتحدث المؤرخون الجامع الأموي في أسيوط من مسجد الجمعة اليتيمة إلى معهد ديني

وهو جامع يقع على مساحة 3 آلاف مترًا شُيد المسجد الأموي بحي غرب أسيوط “الجامع الكبير” الذي يعود تاريخه إلى العصر الأيوبي، ثم جدد في عهد الملك فؤاد الأول. جدران أثرية مزينة

ما قاله المقريزي في خططه عن دير مارمينا المعلق بأبنوب أسيوط:

قال المقريزي في خططه:"هو دير لطيف معلق في الجبل وهو نقر في الحجر على صخرة تحتها عقبة لا يتوصل إليه من أعلاه ولا أسفله وإنما جملت له نقور في الجبل فإذا أراد أحد أن يصعد إليه أرخيت له سلبة فأمسكها بيده وجعل رجليه في النقور وصعد وبه طاحونة يديرها حمار واحد ويطل على النيل مباشرة تجاه منفلوط وهو اسم بومينا"

المقريزي يتحدث عن "دير السيدة العذراء"

"دير السيدة العذراء" يقع بجبل أسيوط الغربي، في 3 كيلو متر غرب قرية دير الجنادلة التي تبعد 22 كيلو جنوب غرب مدينة أسيوط، وتقع على الطريق الغربي بين مركزي أبوتيح والغنايم، ويعد واحدا من المزارات الدينية بالمحافظة والمعالم السياحية والقبطية في مصر، ويقصده آلاف الزائرين من مصريين وأجانب على مدى العام، لكي يتعرفوا على هذا المكان، وقد ذكر المقريزى هذا الدير في القرن 15، ومعظم آثار هذا الدير عبارة عن مغارات قديمة منحوتة في الجبل غالبًا كانت محاجر فرعونية "مصرية قديمة استعملها الرهبان كمساكِن لهم.

المراجع :


مريم الرميحي ،الصعيد في عيون المقريزي قبل 600 عام،موقع باب مصر 12مايو، 2020


علاء المنياوي ،لطيف معلق في الجبل .. قصة مكان أثري ذكره المقريزي في خططه.. تعرف عليه،صحيفة صدى البلد الأربعاء 19/فبراير/2020 - لطيف معلق في الجبل .. قصة مكان أثري ذكره المقريزي في خططه.. تعرف عليه

محمود عجمي ، أقباط أسيوط يحتفلون بعيد حالة الحديد بـ"زفة أيقونات العذراء"،صحيفة اليوم السابع ،السبت، 23 يونيو 2018 https://www.youm7.com/story/2018/6/23

الجامع الأموي في أسيوط من مسجد الجمعة اليتيمة إلى معهد ديني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى