حرصت على الذهاب لمعرض الكتاب في القاهرة كل عام، كنت أنا وصديقي شوقي بدر يوسف نقضي في القاهرة ثلاثة أيام لا شغل لنا سوى شراء الكتب والمجلات الأدبية.
وقتها نصحني الصديق الناقد حسين عيد – عليه رحمة الله - بأن اشتري واقرأ رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر، قال لي بحماس شديد: ستغيرك.
واشتريتها وقرأتها، وقرأها أصدقائي شوقي وعبد الله هاشم وسعيد بكر ومحمد عبد الله عيسى، وناقشناها في ندوة الجمعة في بيت عبد الله هاشم، تحمس لها البعض، وادرك أن الكلمات المسيئة للدين الإسلامي والرسول والقرآن، قيلت على لسان أحد أبطال الرواية الملحدين، وهو ليس رأي المؤلف. ورأي البعض إن حتى هذا ما كان يجب أن يقال، لأنه سيثير جدل ونقاش خاصة من مدعي الثقافة.
00
مرت سنوات كثيرة، وفوجئنا عام 1999بسلسلة آفاق الكتابة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة - والتي يشرف عليها الروائي إبراهيم أصلان، وهي تختص بنشر الإبداع العربي- تنشر الرواية، في طبعة شعبية، وتباع بثلاثة جنيهات. فانتشرت الرواية في مصر، وعرضت مشكلتها على مستوى متسع وكبير، وهنا تكمن الخطورة، فيا ويلنا لو نوقشت مشاكلنا بين شفاه مدعي الثقافة، المهم أن كاتب مثير للجدل، كان قد أرسل لهيئة قصور رواية، أظن في سلسة أصوات أدبية، فرفضوا نشرها لضعف مستواها، فأرسل نسخة من رواية وليمة لأعشاب البحر، لجريدة الشعب، واعترض على ما جاء فيها من آراء أحد أبطال الرواية. فوصل الأمر إلى خروج مظاهرات لطلبة جامعة الأزهر، وسقوط جرحى من الطلاب ورجال الأمن، وبيانات فى مجلس الشعب، واصطفاف لجماعات التشدد الدينى، وفى مواجهتهم صرخات للتنويريين والمثقفين.
ولأن سيادة الرئيس حسني مبارك حاصل على درجة الدكتوراة في العناد، فهو لم يتخذ موقفا من وزارة الثقافة بخصوص هذا الأمر، يعنى لم يعاقبهم لنشرهم رواية مثيرة للجدل- خاصة هيئة قصور الثقافة - ، من باب محدش يقدر يلوي ذراعي، رغم استياءه مما حدث. ( وهذه عادته وطريقته، فجريدة الأهالي – مثلا - ظلت تهاجم وزير من أصل سكندري، لمدة طويلة، وهو مصر على ألا يستجيب لمطالبهم ويعزله، حتى مات هذا الوزير وهو يخطب في لقاء جماهيري في الإسكندرية، ونال تكريما لم ينله أي وزير غيره )
00
وحدث ما ينتظره حسني مبارك منذ أزمة رواية وليمة لآعشاب البحر، فقد أصدرت هيئة قصور الثقافة ثلاث روايات فيها مشاكل وإثارة، وهي أحلام محرمة لمحمود حامد وابناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وقبل وبعد لتوفيق عبد الرحمن. واحدة منها تتعرض بطريقة مستترة للنيل من شاعر العامية الكبير عبد الرحمن الأبنودي. فذهب سيادته لمقابلة رئيس الوزراء وقتها، وشكا إليه، وهنا جاءت الفرصة لحسني مبارك ليحاسبهم على ما فعلوه، ليس بخصوص الروايات الثلاثة المثيرة للجدل، وإنما في الأساس على ما فعلوه بنشرهم رواية وليمة لأعشاب البحر، التي أدت لقيام مظاهرات ووقوع جرحى بين المتظاهرين وقوات الأمن، فتم عزل كل قيادات هيئة قصور الثقافة: رئيسها المرحوم علي أبو شادي، ومحمد البساطي رئيس تحرير سلسلة أصوات أدبية وإبراهيم أصلان رئيس تحرير آفاق الكتابة التي نشرت وليمة لأعشاب البحر، وعزلوا صديقنا أحمد عبد الرازق أبو العلا من مجلة الثقافة الجديدة، الذي كان ينشر لنا، رغم أنه لا صلة له بما حدث.
وقتها نصحني الصديق الناقد حسين عيد – عليه رحمة الله - بأن اشتري واقرأ رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب السوري حيدر حيدر، قال لي بحماس شديد: ستغيرك.
واشتريتها وقرأتها، وقرأها أصدقائي شوقي وعبد الله هاشم وسعيد بكر ومحمد عبد الله عيسى، وناقشناها في ندوة الجمعة في بيت عبد الله هاشم، تحمس لها البعض، وادرك أن الكلمات المسيئة للدين الإسلامي والرسول والقرآن، قيلت على لسان أحد أبطال الرواية الملحدين، وهو ليس رأي المؤلف. ورأي البعض إن حتى هذا ما كان يجب أن يقال، لأنه سيثير جدل ونقاش خاصة من مدعي الثقافة.
00
مرت سنوات كثيرة، وفوجئنا عام 1999بسلسلة آفاق الكتابة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة - والتي يشرف عليها الروائي إبراهيم أصلان، وهي تختص بنشر الإبداع العربي- تنشر الرواية، في طبعة شعبية، وتباع بثلاثة جنيهات. فانتشرت الرواية في مصر، وعرضت مشكلتها على مستوى متسع وكبير، وهنا تكمن الخطورة، فيا ويلنا لو نوقشت مشاكلنا بين شفاه مدعي الثقافة، المهم أن كاتب مثير للجدل، كان قد أرسل لهيئة قصور رواية، أظن في سلسة أصوات أدبية، فرفضوا نشرها لضعف مستواها، فأرسل نسخة من رواية وليمة لأعشاب البحر، لجريدة الشعب، واعترض على ما جاء فيها من آراء أحد أبطال الرواية. فوصل الأمر إلى خروج مظاهرات لطلبة جامعة الأزهر، وسقوط جرحى من الطلاب ورجال الأمن، وبيانات فى مجلس الشعب، واصطفاف لجماعات التشدد الدينى، وفى مواجهتهم صرخات للتنويريين والمثقفين.
ولأن سيادة الرئيس حسني مبارك حاصل على درجة الدكتوراة في العناد، فهو لم يتخذ موقفا من وزارة الثقافة بخصوص هذا الأمر، يعنى لم يعاقبهم لنشرهم رواية مثيرة للجدل- خاصة هيئة قصور الثقافة - ، من باب محدش يقدر يلوي ذراعي، رغم استياءه مما حدث. ( وهذه عادته وطريقته، فجريدة الأهالي – مثلا - ظلت تهاجم وزير من أصل سكندري، لمدة طويلة، وهو مصر على ألا يستجيب لمطالبهم ويعزله، حتى مات هذا الوزير وهو يخطب في لقاء جماهيري في الإسكندرية، ونال تكريما لم ينله أي وزير غيره )
00
وحدث ما ينتظره حسني مبارك منذ أزمة رواية وليمة لآعشاب البحر، فقد أصدرت هيئة قصور الثقافة ثلاث روايات فيها مشاكل وإثارة، وهي أحلام محرمة لمحمود حامد وابناء الخطأ الرومانسي لياسر شعبان، وقبل وبعد لتوفيق عبد الرحمن. واحدة منها تتعرض بطريقة مستترة للنيل من شاعر العامية الكبير عبد الرحمن الأبنودي. فذهب سيادته لمقابلة رئيس الوزراء وقتها، وشكا إليه، وهنا جاءت الفرصة لحسني مبارك ليحاسبهم على ما فعلوه، ليس بخصوص الروايات الثلاثة المثيرة للجدل، وإنما في الأساس على ما فعلوه بنشرهم رواية وليمة لأعشاب البحر، التي أدت لقيام مظاهرات ووقوع جرحى بين المتظاهرين وقوات الأمن، فتم عزل كل قيادات هيئة قصور الثقافة: رئيسها المرحوم علي أبو شادي، ومحمد البساطي رئيس تحرير سلسلة أصوات أدبية وإبراهيم أصلان رئيس تحرير آفاق الكتابة التي نشرت وليمة لأعشاب البحر، وعزلوا صديقنا أحمد عبد الرازق أبو العلا من مجلة الثقافة الجديدة، الذي كان ينشر لنا، رغم أنه لا صلة له بما حدث.