د. علي زين العابدين الحسيني - النوويّ العظيم

إنّ عظماء العلماء هم الأمثلة الحية لمعاني الحضارة والإنسانية، تلك المعاني التي يتقاسمها العلماء تقاسماً متفاوتاً، لكننا نرى كلّ معاني الصلاح والإجلال والإكبار والأخلاق السامية معظمة ومكبرة ومجسمة في عظماء العلماء؛ كالإمام النووي.

وإنّ البصير الموفق يبصر بعينه ويشعر بقلبه كل معاني العظمة في شخصيته الفريدة!

والنووي كما هو معدود في طليعة فقهاء الشافعية، كذلك هو في مقدمة المحدثين، وكما هو في عداد نوابغ المؤرخين فقد انتظم في سلك أكابر اللغويين، وكما هو في طليعة شراح السنة النبوية فقد عدّ من مصنفي كتب الطبقات والتراجم، وبينما يحله قوم في زمرة العلماء الربانيين يرفعه كثيرون إلى مكانة شيوخ الإسلام الكبار والأئمة المجددين، وهو في كل ذلك من الهداة المصلحين يسير في طريقه على الأمر الأول.

ومن اطلع على بعض مؤلفاته سلّم بتميزه في الفنون، وحكم أنّه مرجع في خزانة الفقه، بل هو المبتكر لتآليف كثيرة، ولا يزال إماماً يهتدى بهديه.

وللنووي فضيلة كبرى، فدراسة وقراءة كتبه شرفٌ عند الخاصة والعامة، بل إنّ طالب العلم يشرف عند أساتذته وأقرانه بحفظ كتبه؛ كمنهاج الطالبين ورياض الصالحين.

وإذا ورد ذكر النووي في مجالس أساتذتي على اللسان، أو طرقت سيرته الآذان انساقت الطمأنينة والراحة إلى المجلس، وبدت الجلالة لشخصيته في النفوس.

حقاً خاب وخسر مَن يتعرض لأولياء الله الصالحين!

إن النووي عبارة عن صحيفة كبيرة في تاريخ الحضارة الإسلامية، ولو أردنا أن نتكلم عن جهوده ومناقبه لاحتجنا إلى المجلدات الضخام!

مَن ذا الذي ينكر أنّ النووي لم يقف عند حد كونه عالماً، بل تعداه إلى كونه من عظماء الإسلام



د. علي زين العابدين الحسيني
كاتب ازهري


363911627_829953875068317_476844548533192492_n.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى