ارتبط بذاكرة القرويّين على أنه صباح تخلّله نسيم بارد تسلّل من بين الكساء العالي لنباتات الدفلى، مثلما يمكن للمرء أن يتخيّل كيف يكون الصباح من تلك الفترة من شهر جانفي على ضفّتي مجردة الممتد كالبحر. كانت غالبيتهم متّفقة على أنها كانت مراسم جنائزية بسماء منخفضة ومحتشدة بسحب داكنة، ورائحة كثيفة من المياه الراكدة، وأنه كان يهطل في لحظة المصيبة رذاذ خفيف مثل الذي رآه العربي في حلمه قبل ليلة.
وقف بين الحشد الذي غصّ به الإسطبل الصغير ذو الجدران العارية، وسقف الزنك الصدئ، الذي شدته عوارض خشبية مصنوعة من جذوع أشجار الكلتوس، وكان مقطّب الجبين منكوش الشعر مختل الهندام، في هيئة النائم الذي أخذ على حين غرّة. وقد بدا عليه الذهول والصدمة. غير أن ذلك لم يمنعه من أن يبادل أقرب الواقفين بجانبه حديثا عابرا مفاده أن القدر قد قال كلمته في زوجته وانتهى الأمر. ولقد استطاع برباطة جأش لا عهد له بها أن يتصرّف كزوج وقعت زوجته تحت طائلة القضاء والقدر، حيث رفع مع الحشد النقّالة التي سجّى فوقها جسد المرأة بعد أن انتشلت من بين القائمتين الخلفيتين للعجلة الهائجة، والتي واصلت الضرب بحوافرها على أرضية الإسطبل المكسوة بالقش. وكان خوارها يزلزل الآفاق حتى أنه في ذلك الصباح كان العابرون لحقول عباد الشمس من الضفة الغربية للوادي، يتوقفون مستفسرين عما أصاب عجلة العربي البيضاء الجميلة ذات الجبين الأغر.
وقد راح الجمع ممن هبّوا لنجدة العربي ومن بينهم ضابط الحرس الوطني يرمقون ذلك المشهد السرياليّ، حيث كانت الضحية ممددة فوق القش بين القائمتين الخلفيتين للعجلة التي يبدو أنها راثت فوقها بعد أن رفستها رفسة قاتلة ومكثت تهش بذيلها. ثم انتحى الضابط بالعربي جانبا، في زاوية من الإسطبل المسقوف بالقزدير، بينما كانت الزوجة في وضع الموت المقدس توضع في سيارة الدفاع المدني، ممطرا إيّاه بأسئلته التي لا تنتهي أبدا، وكلها تدور حول ملابسات الحادثة. وكان على العربي أن يجيب على تلك الأسئلة الروتينية عن مضض، بفكر شارد وعينين زائغتين، تحدقان في السماء الرماديّة من خلال كوّة في سقف الإسطبل. كان في الحقيقة لا يزال تحت سطوة الليلة السابقة، يقارع ذاكرته في غابة من الأشجار الكثيفة، هي غابة الحلم.
ولم يكن في مقدور العربي أن يسرّ للضابط أنه رأى زوجته تموت في الحلم قبل ليلة، وأنه شاهد تفاصيل الحادثة مسبقا. كان بإمكانه استعراض شريط الواقعة مشهدا تلو آخر، منذ انصرافها إلى الإسطبل، إلى حين سماعه صرختها المدوية، ثم هبوبه لنجدتها، وأخيرا خروجه صارخا بصوت ملعلع طالبا النجدة.
كان ثمة ثغرة هائلة في ذهن الضابط، الذي مكث يرمقه من شعر رأسه إلى أخمص قدميه باحثا عن الحقيقة من خلال ذلك الهندام المخرّب. أعرب الضابط عن تلك الريبة بقوله أنه سيبقى على ذمّة العربي لإفادته بمعلومات إضافية يتذكرها فيما بعد. وطلب منه أن لا يغادر القرية، لأنه ربما استدعاه للمجيء إلى مركز الحرس في البلدة. كان حسّ الضابط الشاب يخبره بأن حلقة تنقص في رواية العربي، وأنّه من المرجّح أنه يخفي عنه شيئا مهماّ.
غير أن الأرمل كان في عالم آخر بعيدا تماما عن عالم الضابط الذي كان يطأ بقدميه أرض الصحو، بينما كان العربي يقف فوق غيمة الحلم الأوّل.
وقد لام العربي في الأثناء نفسه لكونه لم ينتبه لذلك الفأل السيئ في المرّة الأولى أثناء الحلم، ثم مرّة ثانية لما استيقظ عند الفجر وهو يعاني صداعا في رأسه وجفاف في حلقه، ومزاج معكّر جعله يهرع ليتقيأ. ولقد فسر العربي ذلك على أنه مجرّد الام طبيعية لليلة باردة صفّر فيها الهواء المثلج من خلال الثقوب الكثيرة في جدران وسقف الكوخ المبني بالقشّ. ثم إنه لمّا شعر وهو بين يقظة ونوم بعربية تنزع عنها الغطاء وتحشر ساقيها في النعل، كان بصدد أن يمنعها من الذهاب إلى الإسطبل، لكن الزمن كان قد كبس عجلاته جيّدا، وزيتها ثم دفعها ناحية المنحدر، ذارّا القليل من الرماد على حدس العربي الذي لمع في تلك الساعة المبكرة، ودفعه لدسّ نفسه تحت الأغطية الساخنة. عاد لينام مطمئنا إلا أنها سرعان ما تذهب لتضع أمام العجلة العلف والماء ثم تعود. وكان متأكدا كذلك أنها ككل مرّة سوق تنخزها بمهمازها المدبب وتجلدها جلدتين أو ثلاث بذنب الفرس، حتى لا ترفس سطل الماء بقائمتها، وتتركها تزيل القش المبلل والروث من تحتها. ثم حينما تنتهي من كل ذلك تقف أمامه تسد الباب بهامتها، عاقدة يديها خلفها، وخصلات الشعر الأشيب متهدلة على جبينها المعقود، وهي تبدو أكبر من عدد سنواتها الأربعين بكثير، بائسة الملامح، حزينة السمات. وتقول بصوت هو أشبه بالنواح كدأبها حين تناديه، وبعد أن تكون الشمس قد قطعت مسافة لا بأس بها في طريقا إلى كبد السماء:
هيا يا عربي قم وخذ العجلة لترعى قرب الوادي…
ثم لما غادر الناس، ضاربين أكفّهم بعضها ببعض آسفا على الزوجة المغدورة، كان الفضول يدفعه ليعود إلى الإسطبل ليـتأمل القاتلة عن قرب، وكأنه ليكتشف ذلك السلاح السرّي العجيب الذي وضع حدّا لحياة زوجته، وكان ينازع خاطرا غريبا ما انفك يساوره منذ وجد نفسه وحيدا وهو أنه حين يجنّ الليل سوف يرى الكابوس من جديد وأنّه سيموت بنفس الطريقة التي ماتت بها زوجته ذلك الصباح.
أقبل المساء ومباشرة بعد صلاة العصر، كان العربي قد خرج للجوار مستعينا بجيرانه القلائل والذين تناثرت منازلهم الباهتة الحزينة متباعدة في سهل الوادي على تهيئة مراسم تقبّل العزاء البسيطة. جلب دستتين من الكراسي المترهلة ورصفها أمام كوخه في انتظار المعزين. جلس وحيدا مهموما، يفكر، وكانت زخّات الحلم لا زالت تنهمر على رأسه من فوق مستعرضة الشجار الذي وقع بين العجلة وزوجته. وكان يرقب الشمس التي كانت تسرع من جهة الغرب، لتغطس في صفحة مجردة حذو الأفق، ولأوّل مرّة كان يراها تستعجل استدعاء المساء، حيث سيتسلل الكابوس تحت أجنحته الفضفاضة. وبالتوازي كانت ظلاله الرمادية تحقنه في عروقه بمخدّر، نام على إثره بين الكراسيّ البيضاء المرصوفة تحت جدار كوخه. أفاق مع آذان الفجر، ومشا بخطوات مشدودة بالأثقال ناحية الإسطبل ليقوم بنفس واجب المرحومة التي كانت تقوم له كلّ فجر قبل أن تتلقى حتفها. اقترب ماسكا بيد الرفش وبالبيد الأخرى سطل الماء، ورغم شعوره العميق بأنه باقترابه من العجلة إنما هو يقترب من حتفه، انحنى يفكّ وثاق العجلة، حتى يتمكن من إبعادها قليلا ويجمع روثها وبقايا علفها المبلل ببولها. ما كان للعجلة الحقودة لتخلف موعدها معه فكالت له الضربة المقدسة بين حاجبيه المعقودين. أحس بيد تهزه من كتفه دون هوادة، واعتقد بوعيه المستيقظ معه أن حين يفتح عينيه سيجد نفسه مستلقيا فوق القش جريحا، لكنه رأى الوجه الحائل، وخصلات الشعر الأشيب المتهدلة على الجبين المعقود، تقف أمامه عند طرف السرير الحديدي، بائسة الملامح حزينة السمات، تناديه بصوت هو أشبه بالنواح:
هيا يا عربي قم وخذ العجلة لترعى قرب الوادي….
في ذلك الصباح الشتوي، الذي احتشدت في سمائه سحب داكنة، والذي تخلله رذاذ خفيف وهبّت خلاله نفحات مجردة الباردة، كان القرويون العابرون إلى حقول عبّاد الشمس المجاورة، خلال الضفة الغربيّة للوادي، يرددون حكاية العربي الذي نام يوما بليله ونهاره دون انقطاع، ثم لما استيقظ هوى على رأس زوجته بفأسه التي كان يضعها دائما أسفل فراشه، ثم عدا حافي القدمين مرددا: لا يمكن أن تكوني حيّة… لقد وضعتك بيديّ هاتين فوق نقالة الموت….
________
*قاص من تونس
- نقلا عن ثقافات
وقف بين الحشد الذي غصّ به الإسطبل الصغير ذو الجدران العارية، وسقف الزنك الصدئ، الذي شدته عوارض خشبية مصنوعة من جذوع أشجار الكلتوس، وكان مقطّب الجبين منكوش الشعر مختل الهندام، في هيئة النائم الذي أخذ على حين غرّة. وقد بدا عليه الذهول والصدمة. غير أن ذلك لم يمنعه من أن يبادل أقرب الواقفين بجانبه حديثا عابرا مفاده أن القدر قد قال كلمته في زوجته وانتهى الأمر. ولقد استطاع برباطة جأش لا عهد له بها أن يتصرّف كزوج وقعت زوجته تحت طائلة القضاء والقدر، حيث رفع مع الحشد النقّالة التي سجّى فوقها جسد المرأة بعد أن انتشلت من بين القائمتين الخلفيتين للعجلة الهائجة، والتي واصلت الضرب بحوافرها على أرضية الإسطبل المكسوة بالقش. وكان خوارها يزلزل الآفاق حتى أنه في ذلك الصباح كان العابرون لحقول عباد الشمس من الضفة الغربية للوادي، يتوقفون مستفسرين عما أصاب عجلة العربي البيضاء الجميلة ذات الجبين الأغر.
وقد راح الجمع ممن هبّوا لنجدة العربي ومن بينهم ضابط الحرس الوطني يرمقون ذلك المشهد السرياليّ، حيث كانت الضحية ممددة فوق القش بين القائمتين الخلفيتين للعجلة التي يبدو أنها راثت فوقها بعد أن رفستها رفسة قاتلة ومكثت تهش بذيلها. ثم انتحى الضابط بالعربي جانبا، في زاوية من الإسطبل المسقوف بالقزدير، بينما كانت الزوجة في وضع الموت المقدس توضع في سيارة الدفاع المدني، ممطرا إيّاه بأسئلته التي لا تنتهي أبدا، وكلها تدور حول ملابسات الحادثة. وكان على العربي أن يجيب على تلك الأسئلة الروتينية عن مضض، بفكر شارد وعينين زائغتين، تحدقان في السماء الرماديّة من خلال كوّة في سقف الإسطبل. كان في الحقيقة لا يزال تحت سطوة الليلة السابقة، يقارع ذاكرته في غابة من الأشجار الكثيفة، هي غابة الحلم.
ولم يكن في مقدور العربي أن يسرّ للضابط أنه رأى زوجته تموت في الحلم قبل ليلة، وأنه شاهد تفاصيل الحادثة مسبقا. كان بإمكانه استعراض شريط الواقعة مشهدا تلو آخر، منذ انصرافها إلى الإسطبل، إلى حين سماعه صرختها المدوية، ثم هبوبه لنجدتها، وأخيرا خروجه صارخا بصوت ملعلع طالبا النجدة.
كان ثمة ثغرة هائلة في ذهن الضابط، الذي مكث يرمقه من شعر رأسه إلى أخمص قدميه باحثا عن الحقيقة من خلال ذلك الهندام المخرّب. أعرب الضابط عن تلك الريبة بقوله أنه سيبقى على ذمّة العربي لإفادته بمعلومات إضافية يتذكرها فيما بعد. وطلب منه أن لا يغادر القرية، لأنه ربما استدعاه للمجيء إلى مركز الحرس في البلدة. كان حسّ الضابط الشاب يخبره بأن حلقة تنقص في رواية العربي، وأنّه من المرجّح أنه يخفي عنه شيئا مهماّ.
غير أن الأرمل كان في عالم آخر بعيدا تماما عن عالم الضابط الذي كان يطأ بقدميه أرض الصحو، بينما كان العربي يقف فوق غيمة الحلم الأوّل.
وقد لام العربي في الأثناء نفسه لكونه لم ينتبه لذلك الفأل السيئ في المرّة الأولى أثناء الحلم، ثم مرّة ثانية لما استيقظ عند الفجر وهو يعاني صداعا في رأسه وجفاف في حلقه، ومزاج معكّر جعله يهرع ليتقيأ. ولقد فسر العربي ذلك على أنه مجرّد الام طبيعية لليلة باردة صفّر فيها الهواء المثلج من خلال الثقوب الكثيرة في جدران وسقف الكوخ المبني بالقشّ. ثم إنه لمّا شعر وهو بين يقظة ونوم بعربية تنزع عنها الغطاء وتحشر ساقيها في النعل، كان بصدد أن يمنعها من الذهاب إلى الإسطبل، لكن الزمن كان قد كبس عجلاته جيّدا، وزيتها ثم دفعها ناحية المنحدر، ذارّا القليل من الرماد على حدس العربي الذي لمع في تلك الساعة المبكرة، ودفعه لدسّ نفسه تحت الأغطية الساخنة. عاد لينام مطمئنا إلا أنها سرعان ما تذهب لتضع أمام العجلة العلف والماء ثم تعود. وكان متأكدا كذلك أنها ككل مرّة سوق تنخزها بمهمازها المدبب وتجلدها جلدتين أو ثلاث بذنب الفرس، حتى لا ترفس سطل الماء بقائمتها، وتتركها تزيل القش المبلل والروث من تحتها. ثم حينما تنتهي من كل ذلك تقف أمامه تسد الباب بهامتها، عاقدة يديها خلفها، وخصلات الشعر الأشيب متهدلة على جبينها المعقود، وهي تبدو أكبر من عدد سنواتها الأربعين بكثير، بائسة الملامح، حزينة السمات. وتقول بصوت هو أشبه بالنواح كدأبها حين تناديه، وبعد أن تكون الشمس قد قطعت مسافة لا بأس بها في طريقا إلى كبد السماء:
هيا يا عربي قم وخذ العجلة لترعى قرب الوادي…
ثم لما غادر الناس، ضاربين أكفّهم بعضها ببعض آسفا على الزوجة المغدورة، كان الفضول يدفعه ليعود إلى الإسطبل ليـتأمل القاتلة عن قرب، وكأنه ليكتشف ذلك السلاح السرّي العجيب الذي وضع حدّا لحياة زوجته، وكان ينازع خاطرا غريبا ما انفك يساوره منذ وجد نفسه وحيدا وهو أنه حين يجنّ الليل سوف يرى الكابوس من جديد وأنّه سيموت بنفس الطريقة التي ماتت بها زوجته ذلك الصباح.
أقبل المساء ومباشرة بعد صلاة العصر، كان العربي قد خرج للجوار مستعينا بجيرانه القلائل والذين تناثرت منازلهم الباهتة الحزينة متباعدة في سهل الوادي على تهيئة مراسم تقبّل العزاء البسيطة. جلب دستتين من الكراسي المترهلة ورصفها أمام كوخه في انتظار المعزين. جلس وحيدا مهموما، يفكر، وكانت زخّات الحلم لا زالت تنهمر على رأسه من فوق مستعرضة الشجار الذي وقع بين العجلة وزوجته. وكان يرقب الشمس التي كانت تسرع من جهة الغرب، لتغطس في صفحة مجردة حذو الأفق، ولأوّل مرّة كان يراها تستعجل استدعاء المساء، حيث سيتسلل الكابوس تحت أجنحته الفضفاضة. وبالتوازي كانت ظلاله الرمادية تحقنه في عروقه بمخدّر، نام على إثره بين الكراسيّ البيضاء المرصوفة تحت جدار كوخه. أفاق مع آذان الفجر، ومشا بخطوات مشدودة بالأثقال ناحية الإسطبل ليقوم بنفس واجب المرحومة التي كانت تقوم له كلّ فجر قبل أن تتلقى حتفها. اقترب ماسكا بيد الرفش وبالبيد الأخرى سطل الماء، ورغم شعوره العميق بأنه باقترابه من العجلة إنما هو يقترب من حتفه، انحنى يفكّ وثاق العجلة، حتى يتمكن من إبعادها قليلا ويجمع روثها وبقايا علفها المبلل ببولها. ما كان للعجلة الحقودة لتخلف موعدها معه فكالت له الضربة المقدسة بين حاجبيه المعقودين. أحس بيد تهزه من كتفه دون هوادة، واعتقد بوعيه المستيقظ معه أن حين يفتح عينيه سيجد نفسه مستلقيا فوق القش جريحا، لكنه رأى الوجه الحائل، وخصلات الشعر الأشيب المتهدلة على الجبين المعقود، تقف أمامه عند طرف السرير الحديدي، بائسة الملامح حزينة السمات، تناديه بصوت هو أشبه بالنواح:
هيا يا عربي قم وخذ العجلة لترعى قرب الوادي….
في ذلك الصباح الشتوي، الذي احتشدت في سمائه سحب داكنة، والذي تخلله رذاذ خفيف وهبّت خلاله نفحات مجردة الباردة، كان القرويون العابرون إلى حقول عبّاد الشمس المجاورة، خلال الضفة الغربيّة للوادي، يرددون حكاية العربي الذي نام يوما بليله ونهاره دون انقطاع، ثم لما استيقظ هوى على رأس زوجته بفأسه التي كان يضعها دائما أسفل فراشه، ثم عدا حافي القدمين مرددا: لا يمكن أن تكوني حيّة… لقد وضعتك بيديّ هاتين فوق نقالة الموت….
________
*قاص من تونس
- نقلا عن ثقافات