د. فارس الحسيني - نِقاطُ التَّشابهِ بين (الزَّرادشتيَّة) و(الإِسلام)! -5-

-5-

مِن خِلال قِراءاتي في الأَديان ، وجدتُ نِقاط تَشابهٍ ، ومَواضِع اقتباسٍ بين الأَديان ، ومِنها نِقاط التَّشابه بين ( الزَّرادشتيَّة ) و( الإِسلام) وبين حياة ( زرادشت) وحياة النَّبي مُحمَّد ( ص) ، وهي كثيرة لا يَسَعُني إِلَّا أنْ أذكرَ بَعضًا منها ، هِي :
1 . اعتكاف ( زرادشت) في جبل ( سبلان) ونُزولُهُ _ بعد ذلك_ بِفكرة دينهِ الجديد ، /
وهذا يُشابه اعتكاف النَّبي محمد( ص) في غار ( حِراء ) ونُزول الوحي عليه هناك .
2. مُحاربة الأَصنام ، والدَّعوة إِلى تَحطيمها ، فقد دعا ( زرادشت) لِذلك لِمدَّة عشر سنواتٍ ، وعانى ما عانى من اضطهادٍ وتنكيلٍ من قومهِ وعشيرتِهِ ، وكان أوَّل مُؤمنٍ بِهِ في تلك الفترة هو ( ابن عَمِّهِ ) ! !
3 .الإِيمان بِإله واحد هُو ( أهورا مزدا) ، ولكن يُناصبُهُ الحربَ ويُناصِب الإِنسان_ أَيضًا _ خَصمٌ لَدودٌ قويٌّ ولَهُ قُدُراتٌ هائلةٌ ، هو ( أهرمان) ، و( أهرمان) هو سبب الشَّرِّ والفَساد في العالَم فَهُوَ _ مَثَلًا _ سَبَبُ ظُهُورِ (( اللُّواط )) ، وهذا ما يَنسبُهُ المُسلمونَ إِلى ( الشَّيطان ) فَهُوَ أوَّلُ (( مَنْ قامَ بِعمل اللُّواط )) في مُعتقَد الإِسلام _ وكان العالَمُ في خَيرٍ مُطلَقٍ قبلَ ظُهُورهِ ! ، فَ( أهوروا مزدا ) يُقابل ( الله) ، و( أهرمان) يُقابل ( الشَّيطان) ! ، و( أهرمان ) _ مثل الشَّيطان _ (( ليسَ إِلهًا )) ! ، وفي هذهِ الفِكرةِ تَفسيرٌ لِلشِّرِّ الَّذي لَم تَستَطِعِ الأَديان القائِلةِ بِوُجودِ إِلهٍ مُطلَقِ الخير _ المَسيحيَّة والإِسلام خُصوُصًا _ تَعليلَ وُجودِ الشِّرِّ ،وسَماحِ الإِلهِ المُطلَق الخير بِهِ !!
4 . فَرَضَ ( زرادشت) على أتباع دينهِ ( خمسَ صَلَواتٍ) في اليوم واللَّيلة ، مع وضوء يسبق الصَّلاة بغسل الوجه واليَدين والقَدَمين ! . الجَنَّة _ عند زرادشت_ مادِّيَّةٌ ، فيها زَوجاتٌ جميلاتٌ ، ومُخلِصاتٌ ، وفيها طعامٌ لذيذٌ ، ويَنابيع وأشجارٌ وفَواكهُ طَيِّبةٌ ، وهذه هي الجنَّة الإِسلاميَّة ! /
6 . وجود جسر ( جنوات) الذي تَعبرهُ الرُّوح لِلوصول إِلى الجَنَّة أو السُّقوط في هاوية الجَحيم ، وهو أرفعُ من شِفرة السَّيف ! ، وهذا هو ( الصِّراط) في التَّعبير الإِسلامي !
7.وجود المُخَلِّص أو المُنقذ ، وهو ( شاوشنياط) وهو من ذُرِّيَّة ابنة ( زرادشت) ويأتي في آخر الزَّمان لِيقضي على الشَّرِّ في العالَم ! ، وهذا يُشابه فكرة ( المَهدي) في الإِسلام .
.........................................
المصادر _ حسب ورودها في المقالة _ هي :
1.فلسفة الشَّرق ، مهرداد مهرين ، ترجمة : محمود علاوي ، المجلس الأعلى للثَّقافة ، مصر ، 2003 ، ص195 . ، ص204 _ 205 . ، ص209 .
2. قصة الدِّيانات ، سليمان مظهر ، مكتبة مدبولي ، مصر ، ط2 ، 2002 ، ص297 .
3. قصَّة الحضارة ، ول ديورانت ، ترجمة : د. زكي نجيب محمود ، لجنة التَّأليف والتَّرجمة والنَّشر ، الإِدارة الثّقافيَّة في جامعة الدُّول العربيَّة ، مطابع الدَّجوي ، مصر _ القاهرة ، ط4 ، 1973 ، 1/ 429 .
4. الشَّيطانُ في الفكر الإِسلامي ( من خلالِ القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة ) ، حسين سليمان سليمان ، دار الهادي للطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع ، بيروت _ لبنان ، ط2 ، 2001 ، ص263 .
5. الفكر الدِّيني القديم ( دراسة في نشأة المعتقدات الدِّينيَّة ) ، د. هنية مفتاح القماطي ، منشورات جامعة قان يونس ، بنغازي _ ليبيا ، ط1 ، 2003 ، ص113 .
6. العبادات في الأَديان السَّماويَّة، عبد الرَّزاق رحيم صلال الموحي ، صفحات لِلدِّراسات والنَّشر والتَّوزيع ، دمشق ، 2008 ، ص45 .
7. المجوسية الزَّرادشتيَّة ( الفجر _ الغروب) ، ر. س. زيهنر ، ترجمة : أ . د . سهيل زكار ، التَّكوين لِلطِّباعة والنَّشر والتَّوزيع ، دمشق ، 2005 , ص378_ 379 .
8. الرَّحمن والشَّيطان ( الثَّنَويَّة الكونيَّة ولاهوت التَّاريخ في الدِّيانات الشَّرقيَّة) ، فراس السَّواح، منشورات دار علاء الدِّين ، دمشق ، ط3، 2004 ، ص88_ 89 .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى