شكري بوترعة - التشريقة الأخيرة لابن عربي

أعرفك ... عفوا أتذكر أني كنت أعرفك
كنت / لم تكن تجيئ في الظلمة الأولى
كنت / لم تكن في حيز ليل المفهوم / لم تكن مستقرا بعد في العبارة
........................................
تدنو لتتدلى فوق الماء / عموديا على الماء
ليس تماما
لم تكن منحنيا بعض الدرجة
كان الماء ملآنا عشقا و شبقا
بحجم السموات السبع
معذرة لم تكن السماء سوى نصف الصّدَفَة
وأنت نصفها المحجوز في المعنى
بعض وجهي وجهك
بعض وجهك وجهي
كنت أفيض بك
كنت تفيض بي
أنا أنت و أكثر / أنت أنا و أكثر
تجيئ في الصباح / قبل الصباح
لكني أعرفك
فارفع عن وجهك هذا الحجاب
لتدركك الأبصار
نحن قراءتك الخاطئة
إحتضنتك في الغمغمات
وهذه الأرض ليست على ما يرام
أعدني إذن إلى الظلمة الأولى
قبل إقتتال الشقيقين
وعُد أنت إلى ما قبل العبارة
عُد إلى زاويتك في ليل المفهوم
سأعطيك ولائم الغيب
لم أكن / كنتُ الغائبَ الحاضر
الغائب عن البيت
الغائب عن الوعي
الغائب عن الجسد
الحاضر في الموت
المقذوفَ كآنية الطين نحو المستحيل
المحذوف كجيل
...................................
...................................
إذن نحن محض طيفين / أفق لهذا السديم
فهيأ لي مائدتك والكُوز
لأغتسل وأدخل في تجربتك
سراجي موقدة
انتظرتك متى ترجع
حتى إذا جئت فتحتُ لك الوقت
والتابوت ومعناك القديم
ساعةُ الرمل امتلأت
و لم تكتنز العين نصفك المخفِيّ عن الأذن
أمهلناك
حتى إذا جئت إحتجزتك الأساطير
قالت لي فراشة القلب :
لا تذهب بعيدا في النبع
ولا تعد من الظلمة صفرَ العينين
لا فرق الآن بين الأشياء
بين الفرح المغيّم
و قلق الآلهة من المعرفة
هي الكينونة / وقدَة الطين
تختفي لكنها تظهر لحظة الانسحاب
فاصعد واصعد وكُن أفقيّ الصعود
كي تسود
و كي أعود فَذّا إلى التراب
لم تكن من قلق خلقتني
إنما أنت عاشقي
وأنا صورتك في العماء
أورثتني القلق الأول / بداية التأويل
أورثتني الخوف من التفاح والنار والمعرفة
أنا المهشم والمهمش في النصوص
منذ عاطفة قابيل
عموديا على الماء / هيأت الغراب والطين
لحكمة الدفن في المعنى
وحرية الموت في المعنى السجين
الآن وقفتُ على بابك
تتخاطفني ملائكة وإيقاعات ضوئية
ثمانية أيائلَ تحتك
و تحتك القلم الأعلى والكرسي
و عريُ الخليقة من الذنوب ......

شكري بوترعة
أعلى