هجيرة نسرين بن جدو - موتانا المنتصرون...

كانوا يموتون ببطء، يومًا بعد يوم، قرروا أن يموتوا، بضربة ذكاء، وتضحية سامية، بشجاعة، وجرأة.

إن إلحاق الإذلال العالمي بإسرائيل، وجيش التساهل، و جيش الدفاع الصهيوني لم ولن ،يكون، و لن يقهر بعد الآن
ولكن وراء هذا العمل الفذ، هناك العديد من الدروس المستفادة:
1 لقد تغير الخوف!
2. جيش الدفاع الإسرائيلي ليس منيعًا!
3 ـ لن يأتي أحد لمساعدة مقاتلي حماس
4. غزة وحدها في هذه المعركة....... لقد كانت دائما وحدها!
5 حكام عرب محنطون من الخوف!
6. لم تعد منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الفلسطينيين، بل المحاور المفضلة للصهاينة فقط.

ولا شك أن المقاتلين الفلسطينيين سيخسرون هذه المعركة أمام قوة إسرائيل المرعبة، غزة في أفضل الأحوال ستدمر بالحديد والنار مرة أخرى، الصمت المطبق في العواصم العربية ليس مستغربا...القول بأننا مع الفلسطينيين شيء منطقي و تحقيق ذلك على أرض الواقع أمر آخر، لم تهنئ أي عاصمة عربية، أعني لا أحد هنأ حماس على عمليتها العسكرية، و لا دولة قدمت الدعم القوي، بالسلاح والمتطوعين، لمساندة مقاتلي حماس! لا أحد يجرؤ على الخوف من إقالته من قبل الإمبراطورية دون إشعار أو مكافأة نهاية الخدمة.

أعطاء المال للذي لا يوصف ليجعل تجارته مع الإسرائليين مربحة:
شارك في المجهود الحربي.........لا.
عن طريق إرسال المتطوعين،............. لا!
اسلحة................................................ .....لا !
الكلام العديم الفائدة و الحديث العقيم و و و.......... نعم

نحن لا نخاطر بأي شيء، وفي حال فقد الصبي الكبير أعصابه، و تخلص من خجله ، سوف يدير ضهره، معلنا أن كلماتهم قد أسيء فهمها، وتم إخراجها من سياقها.

لم يعد لدينا شيء مقدس، ولا القضايا النبيلة، ولا مسجد عمر، ولا حياة البشر، لا شيء يعنينا، ولا يمسنا
إن المجتمع الدولي، أي أصدقاء إسرائيل غير المشروطين، يدين بأقصى قوة ويخشى الهجوم الوحشي الذي يقوم به إرهابيو حماس
إرهابي .....الأفواه مغلقة..... رسائل مموهة تذهب إلى كل مكان، تؤكَد، و تختم بالختم الأبيض الممنوح للعبرانيين، لاستخدام وإساءة استخدام القوة و العنف بمباركة الإمبراطورية: الحق المقدس في الدفاع بالاعتداء على الآخرين

إذا امتد الصراع للأسف إلى لبنان أو إلى دولة عربية أو ما تبقى منها، عندها ستفتح أبواب الجحيم على مصراعيها، ويطلق العنان لإسرائيل لتصب على هذه الدول ((الإخوة)) طوفاناً من الحديد والنار، وتعيدهم إلى عصر الكرومانيون!!
وفي ظل النظرة المتواطئة والمرعبة للدول العربية، والتكريم بأعلامها، التي علاوة على ذلك، ملطخة بالدماء والجبن، فقد حان الوقت لهم للحصول على المزيد

إذا أظهر الشعب العربي للأسف موجة تضامن مع إخوانه في غزة، فسوف يتعرض لقمع دموي، لن يتردد الحكام المحليون ولو لثانية واحدة في إعطاء القوات، التي ستكون قادرة على التباهي بالنصر لمرة واحدة، على الشعب المنزوع السلاح.

نعم انتصار بلا مجد، بلا مهارة، انتصار الجبان، متأكدين من انتصارهم ضد هذه الصهارة من الشعب.

ولكن أن ننتصر بلا خطر ننتصر بلا مجد

الكفاح من أجل الشرف إن بقي من ذلك شيء فهو في مكان آخر
........
هناك حيث يواجه الشجعان جنود جيش الدفاع الإسرائيلي
...في غزة حيث النساء والأطفال يتوسلون إلى الله وإخوانهم العرب أن يهبوا لمساعدتهم دون الكثير من الأوهام.

هؤلاء الأشخاص الشجعان سيموتون، وهم يعرفون ذلك، وهم يضحون بحياتهم من أجل قضيتهم وكرامتهم يرفضون الموت ببطء..

تضحية رائعة ،ليس هناك ما هو أسوأ من التضحية بحياتك.

دموعي تنهمر على المقاتلين وعلى سكان غزة......................

كراهيتي ليست للعبرانيين، وليست لدول العالم ....بل لنا جميعاً، أو جميعنا، الذين نعيش تحت النير، و التي في لحظات المعاناة الكبيرة هذه، قست قلوبنا وأبعدت أعيننا.

سيظل هؤلاء المقاتلون منتصرين إلى الأبد وإلى الأبد
المجد و الخلود لهؤلاء الموتى المنتصرين!!

هجيرة نسرين بن جدو.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى