المستشار بهاء المري - يوميات قاض -5- غِياب.. قصة قصيرة

سَافَرَ الزَّوجُ الشابُ إلى الخارج بعد شَهر واحدٍ من عُرسِه، عَقْد العَمل مُجزٍ لا يُمكن رَفضه، تَمتثل العَروس الشابة لضُغوط الحياة وتوافق صاغرة، وتنتقلُ إلى بَيت أسرتها كطلب والديها حتى يَعود.

الشَّقة غُرفتان، تَتقاسَمُ هي وشقيقها الطالب بالسنة النهائية بكلية الطب إحداهما، والوالدان الغرفة الأخرى.

يَعثُر الناسُ قُرب مَقلب للقِمامةِ على جُثةٍ لمَولودٍ لقيطٍ مَذبوحٌ، تُوالى الشرطة البَحث والتحري، لم تهتدِ إلى شيء حتى تَطوع شقيق الزوج بالإدلاء بمعلومات، قال: رأيتها قريبًا في السوق وبطنها بارزة، وأخي بالخارج ولم تَحمل منه قبل سفره.

تَكثفَت جُهودُ البحث، جِيء بها، إعياءٌ تبدو مَظاهره جليةً عليها، وُوجِهَت بأقوال شقيق الزوج، لم تُطل المُراوَغة، اعترفت، لتنجلي صُورةَ ما حدث: إنَّ شيئًا ما، صار يَنقصها بعد سَفر زوجها، حَاولت جاهدة مُقاومتهِ من دون جَدوى، وجدت أخيها أمامها، يَقضيان وقتًا طويلاً من الليل معًا، والوالدان الطاعنان في السن في غرفتهما.

بدأت تسأله الحديثَ عن علاقاته النِّسائية، لم يُجاريها، تُقابله بملابس النوم كلما عاد متأخرًا، لم يكترث، تتصنَّعُ النوم وتُظهر شيئًا من مفاتنها، يُغطِّيها، لم يشكُ لحظةً في مأربها.

ضاقَ صدرها، ولكنها لم تيأس، كانت مُقتنعة تمامًا بفكرتها وعقدت العزم على تنفيذها، تُعاود الكرَّة الليلة تلو الليلة، فكرت في أن تُصارحه، بَيدَ أنها خشيَت رَد فِعلهِ الذي لا تتوقعه، حدثتها نفسها بأن غِوايته حتى يبدأ هو، أقرب طريق.

لم تَفقد جميع الحِيَل، وفي ليلةٍ احتدَم فيها جُوعها، سهَرت حتى يَعود، كانت ملابسها فاضحة، اتخذت وضعًا في نومها يكشفُ عن أماكن حساسةٍ قصدت إظهارها، هالهُ ما رأى، لم يُصدِّقُ عينيه، وقف مَبهوتًا لا يدري كيف يَتصرف، شَعرَ بدقات قلبه تتزايد، وأطرافه تتصلب.


كانت تلمحهُ بعَينين نصف مُغمَضَتين،همَّت من رقدتها، اتجهت فورًا إلى الباب، كانت قد وضَعت مفتاحه فيه من الداخل، في سرعة خاطفة غَلَّقتهُ،ابتدرتهُ مُغتاظة:

- يا أخي افهم (بقة) جننتني!!

لم تُعطهِ فرصة للرَّد، احتوته بين ذراعيها، أمطرته بقبلاتها، حاولَ المقاومة، أحكمَت ذراعيها حَول عُنقه، يَشيح بوجهه، تدفعه على السرير وتَعتليه وتوالي قُبلاتها، فَحيحُ أنفاسها ألهب مَشاعره، ضعفت مقاومته، خارت قُواه، وفي لحظةٍ كانا كزَوجين، واستمرت المعاشرة، وكان اللقيطُ قتيل الدعوى.






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى