معاذ الأهدل - تراتيل

ألفيتُ فيكِ ترانيمي وقيثاريْ = ولــوعةَ الشــوقِ في تحديقِ آذارِ
ومشرقَ الرّوحِ لمَّا كنتُ أفقدها = بينَ الغياباتِ كانَ الموتُ إبحاري
يمَّمتُ نحوَ جحيمِ البُعدِ قافيتي = فــآذنـتـني بــبـوحِ الــوردِ للنَّـــارِ
وغادرَ الوترُ المجنونُ من لغتي = فاستوطنَ النايُ منثوري وأشعاري
على ضِفاف الأسى أشعلتُ بوصلتي = فـــأرشدتني إلى دنيـــاكِ أوتــاري
وطُفتُ بالعالمِ المجنونِ أنشدهُ = كيفَ الحياةُ وقد ضيَّعتُ إصراري؟
كانتْ تميسُ كنورِ الفجرِ نرجسةٌ = حولي وحولَ لماها سقتُ أنهاري
أهديتُها من كنوزِ الحبِّ أجملها = ومــا يزالُ لها بوحي وإسراري
كالمُزنِ تهمي صباحات معطَّرة = وكالنَّدى يحتويني طيفها السَّاري
وكالبراءةِ والأَلحانِ ضحكتُها = معـــزوفةٌ إنْ تغنَّتْ جُنَّ إبهاري
دنياكِ يا دنيتي بوحٌ بلا لغةٍ = وفي سماها تماهتْ كلُّ أخباري
حملتُ شوقكِ ورداً في تنفُّسهِ = يجلو صباحي ويلقاني بأسماري
ما رُمْتُ بُعدَكِ والأشواقُ تقتلني = ولا استكانتْ بدنيا البُعدِ أقداري
وها أنا في جحيمِ الموجِ يقذفني = وما انْحَنتْ لِسوى عينيكِ أسواري
سنلتقي ونعيمُ الكونِ يعزفنا = نُمـوسـقُ الأفــقَ تلويــحـاً بأنـــــوارِ
نرتِّلُ الوجدَ ألحاناً مخلَّدةً = ينسابُ حُبّاً كضِحكِ الجدولِ الجاري
وكالفرشاتِ نجني شُهدَ لهفتنا = نَحيا ربيــعاً وننـسى بؤسَ أقـداري
.......


د. معاذ الأهدل - شاعر يمني مقيم بالمغرب
سلا الجديدة
28/03/2017

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى