د. علي زين العابدين الحسيني - عمرو الزيات ... الوثبة الثقافية الديوانية

ظهرت جريدة "الديوان الجديد" بعد غياب مجلات عريقة من سماء الأدب، فملأت فراغاً، وسدت حاجة كثير من المتطلعين إلى الثقافة القويمة لا المعرفة الخفيفة، صرنا ننتظر صدور "الديوان الجديد" مع أول كل شهر بفارغ الصبر، تلك الحالة النفسية التي أنا عليها قبل بداية كل شهر تذكرني بما أخبرني به أستاذي الراوية محمد رجب البيومي من حاله وأصحابه وهم ينتظرون صدور مجلة "الرسالة" للأستاذ أحمد حسن الزيات، والحال أن الديوان الجديد بكتّابها يمثلون مدرسة أدبية حافلة بالأساتذة والخريجين، نقرأ في صفحاتها ما فيه تبسيط العلم، وتعميم الثقافة، وإحياء اللغة، وإنهاض الأدب.
ولا يمكن الحديث عن الديواني عمرو الزيات Amr Elzayat دون الإشارة إلى قدراته في إصدار تلك الجريدة الأدبية الثقافية التي تختلف اختلافاً ملحوظاً عن غيرها، وفي ظني أن رئاسة تحرير مثل هذه المجلات التي هي في الأصل امتداد لفكرة جيل الروّاد موهبةٌ خاصةٌ تحتاج كثيراً من المهارات والأفكار، ومن خلال جريدته كانت اكتشافات الزيات للكثير من المبدعين، فمنح كثيرين فرصة النشر في ملتقى ثقافي، وحنا عليهم في وقت تنكر لهم كثيرون من رؤساء التحرير ومشرفي الصفحات الثقافية، وأخذ بأيديهم إلى الكتابة الجادة دون الالتفات إلى تحقيق مصالحه الشخصية.
هكذا كان عمرو الزيات بقلبه المملوء بالمحبة وذائقته الفائقة لكلّ إبداع مغايراً للسائد والمألوف في الثقافة، فهو المحافظ على نهج الكبار، الناشر لأفكارهم، وتعدّ جريدته مؤازرة فكرية مبكرة من طراز رفيع لجماعة الديوان ورؤوسه العقاد وشكري والمازني، فهو ديواني الأدب كأشد ما يكون الأديب ديوانياً، ورث فكرة العقاد، وتكلم بلسان المازني، وصاحب شكري وأدبه، ثم كان ثلاثتهم أصحاب الأثر في التعمق النقدي والأدبي لديه.
أجل إنه يمثل نموذجاً لذلك الرعيل من جيل الشباب الذي تأثر بطبقة أساتذة الأساتذة، حيث عكف على كتب هؤلاء قراءة ودراسة، فتأثر خطاهم، وسار على نهجهم، وانطبعت نفسه وكتابته بطابعهم، وحاول متابعتهم في القضايا الثقافية، فهو إذا تحدث إلى أصحابه المثقفين تحدث بلغة جماعة "الديوان" حتى عرف بذلك، بل هو مما يفخر به ويعتز، وقد يلجأ إلى روحه المبهجة السارة لتثبيت ذلك في الأذهان!
إنّ الزيات على كلّ حال ديواني القراءة، ديواني الاختيار، ديواني الحس، ديوان الذوق، ديواني الفكر، ديوانيّ النقد، وأرى أنه بهذه الاختيارات يرتفع إلى الطبقات العالية التي تحسن الحكم على النصوص الأدبية، وفوق ذلك أنّه -بصدقٍ- نموذج رفيع من نماذج المثقفين الذين تخلقوا بالآداب العامة الراقية، واستطاعوا أن يبنوا صفحة عزيزة من صفحات الثقافة المعاصرة التي سيقف عندها النقاد كثيراً!
ولد الزيات في محافظة "كفر الشيخ" عام 1974م بقرية "إبيانة" مسقط رأس الزعيم "سعد زغلول" في أسرة ميسورة ذات ظل من الجاه، وقد درس المرحلة الابتدائية في مدرسة "سعد زغلول"، والمدرسة هي قصر الزعيم الذي تحول فيما بعد مدرسة ابتدائية، ثم درس المرحلتين الإعدادية في مدرسة "مطوبس الإعدادية"، والثانوية في مدرسة "مطوبس الثانوية المشتركة" بمركز مطوبس، وشهدت أيامه في الثانوية نشاطاً موصولًا في الاهتمام باللغة العربية، وظهرت عليه بعض المواهب الأدبية التي جذبت إليه الأنظار من أساتذته.
انتقل إلى القاهرة، ودرس في كلية "دار العلوم"، ولدراسته بها أثره في تكوين شخصيته العلمية الثرية بالفهم الصحيح لقضايا الأدب والثقافة، وللدراعمة على وجه العموم طابع أدبيّ روحيّ تحسه في آثار من نشَّأتهم دار العلوم وإن تداولتهم المدن والقرى، وقد لوحظ بعد الالتحاق بها كيف صنعت دار العلوم طابعاً خاصاً لتطور الأدب والمجال النقدي لديه، فأقبل على الدرس والتحصيل.
ولقد أتيح للدرعميّ الناشئ أن ينتسب إلي "دار العلوم" في عصر الكبار، وأن يستمع إلى محاضراتهم في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ويتتلمذ على كبار علمائها؛ كالعالم الجليل أحمد هيكل وزير الثقافة، والعلامة عبد اللطيف عبد الحليم (أبي همام) تلميذ العقاد، والعلم الفريد الطاهر أحمد مكي، والعلامة علي الجندي، والدكتور علي أبو المكارم، والدكتور كمال بشر، والدكتور صلاح رزق، والدكتور عبد الواحد علام، والدكتور أبو اليزيد الشرقاوي، والدكتور علي عشري زايد، والعلامة الموسوعي عبد الصبور شاهين، والفقيه الجليل محمد بلتاجي حسن، والدكتور محمد قاسم المنسي، والدكتور عبد السلام حامد وغيرهم.
كان الطالب في هذه الحقبة شديد الحماسة للعلم والأدب، يقرأ كلّ ما يصل إلى يده من مؤلفات أدبية وكتب نقدية، وينظر كثيراً في المجلات التي عنيت بالأدب المعاصر والحياة النقدية، وكانت مقالات جيل الروّاد من أدباء القرن الماضي تفتح أمام عقله وطموحه آفاقاً جديدة، ولعله استقرّ في ذهنه في هذا الوقت فكرة إنشاء مجلة أدبية تعيد للثقافة هيبتها وأهدافها، نظر فوجد الجو الثقافي بمصر في حاجة إلى جريدة أدبية ذات اتجاه هادف وعمق أصيل!
ومن الحق أن يقال: إنه نسيج وحده في أسلوب الهزل في الجد، والجد في الهزل، ففي أسلوبه سخرية وتهكم في بعض الأحايين ممزوجة بالفوائد الخفية والدرر البعيدة عن الأذهان، عادة ما يجعلها طريقته في إبداء رأيه في بعض القضايا المعاصرة، وقد يوجز في بعض حديثه إلى حد الإلغاز، أضف إلى هذا براعة العبارة وتغليب الفكاهة مما مكنه من امتلاك روح الجرأة، ولم يحاول في كتابته أن يتخذ طريق النفاق والزلفى كما هو عادة كثيرين، وإنما اتخذ الطريق الأشقى والأقسى، حتى على نفسه، فلم يعبأ بما تعارف عليه المثقفون من ألقاب عصرية، بل يرفضها ولا يعبأ بها، وقد يسخر من أغلبها.
حدث أني طلبت ذات ضحى منه سيرته الذاتية فكتب لي عبارة موجزة: "السيرة الذاتية: عمرو الزيات فقط"، هكذا تبدو صورته من خلال الاعتزاز بنفسه، يمتزج فيها الخلق الحسن، والكرامة، والتواضع، والتندر، والرجولية الظاهرة، واعتداده بشخصيته، ومآل هذه الصفات انعتاقه من عبودة التبعية، والاستقلال الثقافي، فهو في القراءة متحرر، وفي الأدب متطور، وفي النقد مجتهد. ولنشأته الأسرية أثر في ذلك، فقد كان جده من المعاصرين لسعد زغلول، وبحكم النشأة في بلدة واحدة (قرية صغيرة) كان جميع أهلها أسرة واحدة، ولقد سمع من أبيه أن الزعيم كان صديقاً لكل أهل القرية، ويقوم تمثال كبير للزعيم الراحل أمام بيته في مدخل القرية حتى الآن، وأثر عن جده أنه كان أديباً محباً للأدب، إلّا أنه لم يعثر على أي أثر من آثاره الأدبية، وقد يرجع ذلك إلى عدم الاهتمام بمثل هذه الأمور في الريف.
بدأ الزيات حياته الأدبية منذ حداثته، وعمل للثقافة بهدوء وصمت على سمته المعهود، مبتعداً عن الشهرة، ومعرضاً عن الأدب التجاري الذي يقبل عيه ذوو المنافع الشخصية، ورضي بما اغتنم من حفاظه على رسم الأدباء الكبار، وهذه الثقة العميقة من أحبابه ومريدي جريدته "الديوان"، ومرده في ذلك تلك النفس الكبيرة المتعلقة بالأصالة والرواد العظماء مع سعة اطلاعه وشمول ثقافته! وعندي أن جريدة "الديوان الجديد" تعدّ من أرقى الجرائد الأدبية التي يركن إلى وضوح أهدافها، وقوة كتّابها، وعمق موادها، وإخلاص خدمتها للأدب العربي.
ومعرفتي بالزيات معرفة قارئ، لا مشافه أو مخالط، فلم تتح لي الظروف رؤيته، وبيني وبينه رسائل كثيرة في الأدب والثقافة، ودار بيني وبينه نوع من أوجه الاختلاف حول بعض الشخصيات الأدبية؛ كالمنفلوطيّ، على أني أتابع كل حرف يكتبه، وأسجل عبر الأيام في دفتري الخاص ما فهمته عن شخصيته من خلال هذه القراءات، وفي محاولة لرسم صورة عن قرب لعمرو الزيات أقول: إنه ناقد أدبي، وأديب كاتب، ورئيس تحرير، واسع الثقافة، ذو عقلية جامعة بين التراث والمعاصرة، متحمس الروح، دمث الخلق، إنسانيّ النزعة، بارز الشخصية في كل رأي يراه، شديد الاحتمال، حسنُ التأتي، عميق الرأي، صانع نفسه، مسخر القدمين في خدمة غيره، واسطة العقد بين المشتغلين بالأدب، مثقل بالذكريات والتجارب.
يعرف الرجل كنه الحياة، ويختار حياة النقاء، ويؤثر الروح على المادة، ويصيخ إلى هاتف القلم كلما ناداه، يحتل مكانته بشخصه قبل أن يحتلها بسيرته، ويصادق المثقفين على اختلاف توجهاتهم، ويسعى إلى استكتابهم لجريدته في الغدو والرواح، ويتلطف في طلب ما يريده من المقالات من أعيانهم، ويحافظ على امتداد أدب الكبار، ويخلي نفسه من الارتباطات الثقافية التي تطوع لسانه لأغراضها أو تكيفه بقوالبها، ويحرص على اختيار مادة غنية في كل ما ينشره، ويفسح للكثير من بحوث الأدب، ويشغل نفسه حيث تجب الراحة بترتيب المقالات لنشرها، ثم هو بعد ذلك يستحيل أن يلجأ إلى مجاملة أحد في الأدب فيثني على من لا يستحقّ الثناء!
وقد أتفهم أن يكون الشخص النابه أديباً كاتباً، فإن الصحف تتيح هذا الأمر لمن يمتلك أدوات الكتابة، أما أن يكون صاحبَ جريدة أدبية ثقافية ممتازة يرسم طريقها، ويستكتب أقلامها، ويسعى لنشرها دون انقطاع، وتزيد الجريدة على الزمان بهجة وجمالًا، فهذا موضع الفخر والتقدير حقاً!
ولقد طالما ألححت على الزيات في أن تكون جريدة "الديوان الجديد" ورقية، فهي أحق بذلك، لكنّه يتخوف من الوضع المالي المتذبذب في عالم الطباعة، ثم طلبت منه أن يطبع أعدادها على الأقلّ في مجلدات يمكن الرجوع إليها لاستظهار مادتها، ولا زلت أنتظر!
لا أنكر أن نتاج الزيات العلمي من ناحية الكم وحده قد يكون أقل مما يمتلكه من أدوات نقدية عزيزة، وهو مما يقال عنه: عقله أكبر من قلمه، وصمته أكثر من حديثه؛ لأن الأديب الناقد شغل بأمور المعيشة، ولا أريد أن أتحيف الزيات فأزعم أن صعوبات الحياة المعاصرة قد حالت دون التفرغ للكتابة والزيادة في إنتاجه المعرفي، لكني على ثقة أنه يستطيع أن يعطي أكثر مما أعطى، ولعل حظه العاثر لم ينهض به -فيما أعلم- إلا مرة واحدة، تلك المرة هي التي أتاح له فيها قلم صديقه الأستاذ الطلعة ناقد الجيل محمد دحروج، فأبان عن جهوده، وأظهر شيئاً من جهوده الثقافية في كتابه "أسوار وأفكار ... عمرو الزيات ودوره في المشهد الثقافي المصري المعاصر"، وهو كتاب قيم وفريد في بابه؛ أراد به مؤلفه دفع نقاد المشهد وأدبائه لاستقراء ما عند النابغين من إبداع وتقييم جاد، غاية ذلك إرساء ضوابط تجمع بين الجد المنضبط والحرية الفاعلة، وتؤدي إلى بناء صرح فكري حضاري.
ولا بدّ من الإقرار هنا بأن من نفحات الدهر وآيات الزيات أنه كان وسيلة التعرف على صديقنا الشاعر الكبير محمد دحروج وغيره من أولياء الثقافة المعاصرة، فأنشأ مودة وثقى بيني وبينه، وعرفت فيهما النبل، والبذل، والوفاء، والإنصاف عند الخلاف، واجتماع الأرواح قبل تلاقي الأجساد، فإذا تلاقت الروح وتآلفت أودعت المودة والألفة في سائر الأعمال.
لا أدري أأكون مخطئاً أم مصيباً حين أزعم أن قوة الزيات النقدية تجلت فيما كتبه في الجزء الأول من كتابه "شوارد مقالات في الأدب والنقد"، ومقدماته لعدد غير قليل من الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية والكتب، هذا إلى جانب مقالاته المنشورة في الصحف والمجلات المصرية والعربية والعالمية، وله تحت الطبع: شوراد مقالات في الأدب والنقد (الجزء الثاني)، والطبع والتجديد في مقامات الغزاوي، وشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الحالي، وهو مفيد فيما ينوي أن ينشره، وأرجو ألا تضن عليه الأيام بما يريد.
يتمهل الزيات كثيراً في كتابته بتأنقه في الأسلوب، واعتنائه بالفكرة، فلا يقبل على الكتابة الجادة إلا بعد فترات قد تكون متقاربة أو متباعدة، ولربما انشغل بمراجعة كتابة غيره -لإعدادها للنشر- عن كتابته، وهو في هذا يبتعد ابتعاداً كلياً عن صنيع أستاذه الأديب الكبير إبراهيم المازني الذي عرف عنه أنّه كثير الكتابة والنشر على حد سواء، فلم ينقطع عن الإنشاء يوماً واحداً.
وأنا أرصد خطوات الزيات في الكتابة فأجده في طريقه الممتد الطويل شبيهاً بشخصية عبد العزيز البشري، فقد أمضى البشري من عمره ثلاثين عاماً في الكتابة إلّا أنه يعدّ من المقلين لأسباب معروفة لا تبتعد كثيراً عن شخصية الزيات وصنيعه، ومن أثر امتياز الزيات في كتابته أنه إذا كتب أجاد، وإذا نقد أصاب، وإذا حاور أقنع، وإذا حاضر أمتع، وإذا جادل أسكت.
وعمله في نشر الثقافة الجادة والاحتفاء بمجال الكلمة هو الجانب اللامع من حياة عمرو الزيات، فإذا أضيف إلى هذا عمله بالتعليم عرفت إلى أي حدٍ امتدت جوانب اهتماماته وتوسعت آفاقه، فلم يكد ينال درجة "الليسانس" من دار العلوم حتى عين مدرساً لللغة العربية بالتعليم العام بهمة وطموح.
ومما يذكر بالثناء له أنّه دعا في أكثر من مناسبة إلى ضرورة الاحتفاء بمئوية أستاذي العلامة محمد رجب البيومي في وقت تجاهل فيه الكثيرون تلك الذكرى. كنتُ أعرف عن البيومي أنّه رجل ديواني النزعة محب لمدرسة "الديوان"، وأعلم أيضاً عن عمرو الزيات أنّه كثير الاشتغال بمناحي الثقافة يلتمسها في كل ناحية، إلّا أن أكثر ميله في هذا الباب إلى مدرسة الديوان وأربابها، ميل كبر معه حتى صار يعرف بهذا النوع من الشغف، ولشغفه هذا مظاهر يعرفها عنه كل أصحابه، وقد طلبت منه أن يكتب مقالًا عن البيومي تجديداً لذكراه في مئويته الخالدة، فكتب مقالًا حافلًا بعنوان "إلى روح العلامة البيومي في مئوية مولده ... البيومي وجماعة الديوان" وهو مقال دليل صدق الانتماء وعمق الوفاء لأساتذته، على أنّ ما يلفت النظر ويسترعي الإعجاب في هذا المقال براعة السبك في الأسلوب، وربط الأفكار بعضها مع بعض، وصقال الإنشاء، والقوة في الإقناع.
وأقرّ هنا إقرار العارف الشاكر بأنّ الزيات قد أتاح لي فرصة نشر سلسلة عن مئوية أستاذي رجب البيومي لسنة كاملة، ووفر عليّ وقتاً كثيراً في الطريق الذي قطعته لتثبيت فكرة الالتفات إلى شخصية البيومي وأدبه، ولا يكتفي بذلك، بل يبادر بعد نشر كل مقال بكتابة كلمات جليلة يرصعها بكريم من العواطف وبسخي من العبارات على صفحته، فيكون لها في نفوس القراء موضع اعتناء بشخصية البيومي لفرط ما يتمتع به الزيات من إجلال واحترام في الوسط الثقافي.
حين يكتب التاريخ الحديث حوادث الثقافة سيكون للديواني عمرو الزيات ذكر خالد في صفحاته المشرفة، وإذا سعى قلمي مشوقاً إلى تصوير بعض اللمحات السريعة في حياة عمرو الزيات وأدبه فإن له مقالًا أكثر عمقاً -بعد حين- عن هذه الشخصية الجليلة، يفصل فيها القول، ويعتني بالتفاصيل، ويسلط الضوء على جهوده الثقافية؛ لأني لم أقل كل ما أريد أن أقوله عن هذا الرجل الذي يؤدي دوره على أتم وجه بصمت، وإذا ما ذكرتُ بالتكريم والاعتزاز هذا الأديب فإنما أكرم فيه الأدب الأصيل والمثل العليا التي هي عدتنا في بقاء الثقافة الهادفة، وتحقيق نشرها للأجيال الصاعدة.
لعلي بلغت! ولعلي وفيت!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى