عبده: مغرم كثيرا بأخبار الناس، وعلاقة العائلات ببعضها البعض ، هذ نسيب فلان و هذا تنحدر أصوله لأسرة تنتمي جذورها: لعائلة: هاجرت إلينا من المطرية دقهلية منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان، لتسقر هنا في دمياط وهو تاريخ :حفر قناة السويس ،هي ليست هجرة بالمعنى المألوف للكلمة بل تعتبرها هروباً لمجموعة كبيرة من هذه الأسر جاءت من المطرية و المنزلة، لأن السلطة كانت تجبر أفراد هذه الأسر المشاركة: في عملية حفر قناة السويس بالسخرة دون اجر ، سبحان مغير الاحوال سمعت في السابق أن هذه الأسرة عندما جاءت إلى هنا كانت :تسأل الله ما تقيم بها صلبها على مدار اليوم , اما طعام العشاء إن لم تجد منه ما يكفيها كانت: تكمل هذه الوجبة نوما، ولكنهم بعد مصاهرة عائلة فلان، فتح الله عليهم من وسع، واصبحوا أثرياء و أصحاب مصالح وأموال ، سبحان العاطي، وبنبرة ،يفهم منها السامع اعتراض عبده على ما آلت إليه حال هذه الأسرة المهاجرة من رغد العيش ، يواصل عبده اللهم لا اعتراض .
يقص كل ذلك بتفاصيل مملة؛ للمجموعة الذي يجلس بينها كل صباح، وفي وقت معلوم ، لا تنقص هذه المجموعة التي تستمع إليه الشغف الشديد لكي تصغي لعبده، بل وتطلب المزيد من الحكايات التي يسردها ببراعة، يبدو عبده لمن لا يعرفه جيدا أنه شخص غير متطفل. بل مغرم بهذا النوع من المعرفة و يختزن خريطة وشبكة أغلب العائلات بتفاصيلها في ذاكرته، يجلس على الدوام بجوار هذه المجموعة، يجلس أحد الأشخاص كل صباح، يتناول القهوة ويحرص ،كأنه طقسا مقدساً ، دخل عبده المقهى، صباح أحد الأيام فلم يجد مجموعته التي من وظيفتها الأساسية في الحياة الاستماع لقصص عبده، وحكاياته فنظر للشخص الذي يتناول القهوة نظرة فاحصة، بدا من هيئة عبده أنه مملوء بقصص وحكايات كثيرة و بشهية مفتوحة لسرد الكثير منها، ثم اقترب هذه المرة من الشخص الذي نظر إليه سابقآ ، وعبده يفكر أن يكون هذا الشخص بديلا عن المجموعة لسماع قصصه.فهو لن يهدأ إلا إذا أفرغ ما جعبته ، و أن يمارس هوايته المفضلة.
هذا الشخص يعرف عبده جيدة ويتحاشى الجلوس معه أو التواجد معه في أي مكان، قدر الاستطاعة فألقى عليه عبده سلاما ، لم ينتظر له رداً، ثم أقترب من مكانه الذي يجلس به متردداً بعض الشئ، ليستطلع الأمر هل هناك قبول له من هذا الشخص حتى يقص عليه حكاياته، فإذا كانت النتيجة إيجابية يبدأ على الفور سرد ملحمته التي تسكنه وأصبحت تؤرقه، فلوح له بيده مرة أخرى على استحياء، فرفع له الرجل ذراعه بفتور شديد أشبه بسلام الغرباء ،ولكن عبده أعتبر ذلك علامة قبول له من الشخص، وأصبح في سرعة البرق يجلس معه على نفس الطاولة ثم كانت فترة صمت لم تطل ، بعد أن مر أمامهم شاب، لا يعرفه الشخص الذي يجلس مع عبده الذي أمعن النظر فيه ، ثم التفت للشخص الذي يتحاشى الجلوس معه و يتناول القهوة منفرداً وهو يومئ برأسه حركة ماكرة منه؛ ليلفت نظره للشاب ليقول: وهو يغمز بعينه: صاحبك تقدم أمس؛ لخطبة بنت الحاج سيد المصري، ولكن طلبه رفض نهائيا ثم أردف دون أن ينتظر منه جواباً .
أصل خال الجدع آل عدى ده كان :حرامي زمان، وأبوه نصاب و عمره ما أشترى حاجة من حد، ودفع حقها قبل أن يسترسل عبده الذي نسي نفسه، ياريت على كده أبوه بخيل بس، ده أني كمان سمعت إنه: بخيل جلدة ، حسبي الله ونعم الوكيل ونعم في ده بشر، بيقولوا والله أعلم :إنه وارث أبوه آل هو جد الجدع آل طالع فيها وماشي عامل فيها أبو عرام ، عارف ليه أصل الطبع غلاب، لأن عائلته مش من دمياط في الأساس، عالم كسر ملهاش أصول، بعيد عنك، فقام هذا الشخص بإفراغ ما تبقى من كوب القهوة فى فمه دفعة واحد، وعبده يواصل، ناس من غير جذور، وعندما وجد عبده عدم أستحابه لكل قصصه وحكاياته من هذا الشخص المترفع عليه إلى الان، أو الدخول معه في حوار أو مناقشة قال وهو يتصنع التقوي: الله يصلح حاله ، مالنا، ومال الناس يا عم ،كل الناس خير، وبركة ثم نادى عبده على القهوجى:هات شاي يا حسن،،ثم سأل الشخص الذي لم يرد بكلمة واحدة: تشرب حاجة فشكره متعللا بأن ليس لديه وقت.
فاقترب حسن القهوجي من عبده وسأله بعفوية : ألا قولي يا معلم عبده: فيه ناس كانوا قاعدين هنا في القهوة امبارح وجت سيرتك ،وقالوا أن أصلك صعيدي مش من دمياط وان جدك هاجر إلى هنا من شدة الفقر، يعني كان على باب الله، لا يجد قوت يومه، ليرأف به أهل المنطقة ويزوجوه من جدتك وكانت ست معدمة بائسة فقيرة فاتها قطار الزواج مقطوعة من شجرة، وأنا قاعد أقول سمارك ده منين، فانتفض عبده ثائرا يبرطم اخرس يا كلب يا ابن..... أنا معايا شجرة العائلة جدي الكبير مولود في حارة البركة ودي شهدت معركة بين أهل دمياط والصليبيين وكان يحارب مع جدي سيدك السيد أبو المعاطي وجمال الدين شيحة وأثناء ثورته مين الناس قالوا كده يا حسن فكان أحد أشخاص المجموعة يدخل القهوة في نفس الوقت فأشار حسن إليه، ليمسك عبده بخناقه على الفور ويضربه بوكس تعقبه مباشرةً روسية لتسبب فتح منطقة كبيرة من جبهته، في حاجة لمهارة طبيب و لعدة غرز لتعيد منطقة الجرح سيرتها الأولى، قبل أن يتناول صاحب الجبهة المفتوحة وهو يترنح كرسي ويهوي به على رأس عبده ،ليتمدد الاثنان مباشرةً مغمى عليهما أمام المقهى قبل أن تقلهما عربة الاسعاف إلى المستشفى..
يقص كل ذلك بتفاصيل مملة؛ للمجموعة الذي يجلس بينها كل صباح، وفي وقت معلوم ، لا تنقص هذه المجموعة التي تستمع إليه الشغف الشديد لكي تصغي لعبده، بل وتطلب المزيد من الحكايات التي يسردها ببراعة، يبدو عبده لمن لا يعرفه جيدا أنه شخص غير متطفل. بل مغرم بهذا النوع من المعرفة و يختزن خريطة وشبكة أغلب العائلات بتفاصيلها في ذاكرته، يجلس على الدوام بجوار هذه المجموعة، يجلس أحد الأشخاص كل صباح، يتناول القهوة ويحرص ،كأنه طقسا مقدساً ، دخل عبده المقهى، صباح أحد الأيام فلم يجد مجموعته التي من وظيفتها الأساسية في الحياة الاستماع لقصص عبده، وحكاياته فنظر للشخص الذي يتناول القهوة نظرة فاحصة، بدا من هيئة عبده أنه مملوء بقصص وحكايات كثيرة و بشهية مفتوحة لسرد الكثير منها، ثم اقترب هذه المرة من الشخص الذي نظر إليه سابقآ ، وعبده يفكر أن يكون هذا الشخص بديلا عن المجموعة لسماع قصصه.فهو لن يهدأ إلا إذا أفرغ ما جعبته ، و أن يمارس هوايته المفضلة.
هذا الشخص يعرف عبده جيدة ويتحاشى الجلوس معه أو التواجد معه في أي مكان، قدر الاستطاعة فألقى عليه عبده سلاما ، لم ينتظر له رداً، ثم أقترب من مكانه الذي يجلس به متردداً بعض الشئ، ليستطلع الأمر هل هناك قبول له من هذا الشخص حتى يقص عليه حكاياته، فإذا كانت النتيجة إيجابية يبدأ على الفور سرد ملحمته التي تسكنه وأصبحت تؤرقه، فلوح له بيده مرة أخرى على استحياء، فرفع له الرجل ذراعه بفتور شديد أشبه بسلام الغرباء ،ولكن عبده أعتبر ذلك علامة قبول له من الشخص، وأصبح في سرعة البرق يجلس معه على نفس الطاولة ثم كانت فترة صمت لم تطل ، بعد أن مر أمامهم شاب، لا يعرفه الشخص الذي يجلس مع عبده الذي أمعن النظر فيه ، ثم التفت للشخص الذي يتحاشى الجلوس معه و يتناول القهوة منفرداً وهو يومئ برأسه حركة ماكرة منه؛ ليلفت نظره للشاب ليقول: وهو يغمز بعينه: صاحبك تقدم أمس؛ لخطبة بنت الحاج سيد المصري، ولكن طلبه رفض نهائيا ثم أردف دون أن ينتظر منه جواباً .
أصل خال الجدع آل عدى ده كان :حرامي زمان، وأبوه نصاب و عمره ما أشترى حاجة من حد، ودفع حقها قبل أن يسترسل عبده الذي نسي نفسه، ياريت على كده أبوه بخيل بس، ده أني كمان سمعت إنه: بخيل جلدة ، حسبي الله ونعم الوكيل ونعم في ده بشر، بيقولوا والله أعلم :إنه وارث أبوه آل هو جد الجدع آل طالع فيها وماشي عامل فيها أبو عرام ، عارف ليه أصل الطبع غلاب، لأن عائلته مش من دمياط في الأساس، عالم كسر ملهاش أصول، بعيد عنك، فقام هذا الشخص بإفراغ ما تبقى من كوب القهوة فى فمه دفعة واحد، وعبده يواصل، ناس من غير جذور، وعندما وجد عبده عدم أستحابه لكل قصصه وحكاياته من هذا الشخص المترفع عليه إلى الان، أو الدخول معه في حوار أو مناقشة قال وهو يتصنع التقوي: الله يصلح حاله ، مالنا، ومال الناس يا عم ،كل الناس خير، وبركة ثم نادى عبده على القهوجى:هات شاي يا حسن،،ثم سأل الشخص الذي لم يرد بكلمة واحدة: تشرب حاجة فشكره متعللا بأن ليس لديه وقت.
فاقترب حسن القهوجي من عبده وسأله بعفوية : ألا قولي يا معلم عبده: فيه ناس كانوا قاعدين هنا في القهوة امبارح وجت سيرتك ،وقالوا أن أصلك صعيدي مش من دمياط وان جدك هاجر إلى هنا من شدة الفقر، يعني كان على باب الله، لا يجد قوت يومه، ليرأف به أهل المنطقة ويزوجوه من جدتك وكانت ست معدمة بائسة فقيرة فاتها قطار الزواج مقطوعة من شجرة، وأنا قاعد أقول سمارك ده منين، فانتفض عبده ثائرا يبرطم اخرس يا كلب يا ابن..... أنا معايا شجرة العائلة جدي الكبير مولود في حارة البركة ودي شهدت معركة بين أهل دمياط والصليبيين وكان يحارب مع جدي سيدك السيد أبو المعاطي وجمال الدين شيحة وأثناء ثورته مين الناس قالوا كده يا حسن فكان أحد أشخاص المجموعة يدخل القهوة في نفس الوقت فأشار حسن إليه، ليمسك عبده بخناقه على الفور ويضربه بوكس تعقبه مباشرةً روسية لتسبب فتح منطقة كبيرة من جبهته، في حاجة لمهارة طبيب و لعدة غرز لتعيد منطقة الجرح سيرتها الأولى، قبل أن يتناول صاحب الجبهة المفتوحة وهو يترنح كرسي ويهوي به على رأس عبده ،ليتمدد الاثنان مباشرةً مغمى عليهما أمام المقهى قبل أن تقلهما عربة الاسعاف إلى المستشفى..