د. محمد لبيب سالم - مجرد حنين..

أشعر هذه الأيام بحنين بالغ لقراءة كل شيء يذكرني بالماضي، ليس فقط القراءة، ولكني أشعر أيضا بالشغف لذكربات الطفولة البريئة، والميل كل الميل إلي سماع صوت تلاوات وتواشيح شيوخ الماضي، وحنين مذاب فيه لذة تسري في دمي لمشاهدة أفلام وحوارات ومباريات الماضي.

أحن إلي تراب أزقة الماضي، وأصبحت استمتع جدا بصوت قدماي وهي تلامس أرض الشوارع التي كنت أمشي علي أرصفتها في الماضي.

لست أدري لماذا كل هذا الحنين إلي الماضي، أهو الحنين إلي براءة الطفولة والصبا، أم هو الشغف في التغيير، أم هو الحنين إلي دفء العائلة الكبيرة وضحكات أبي وابتسامات أمي، أم هو مجرد الهروب من الحاضر الملتهب من كل جانب.

وقد يكون كل ذلك، ولكن ما يهم هو شعوري بهذا الحنين الجارف إلي كل رشفة من كؤوس الماضي، والمهم أيضا هو تلذذي بهذا الشعور الذي أصبح كالماء العذب المثلج المذاب فيه السكر والليمون في نهار يوم صيف قائظ.

لا يهم الأسباب ولا الدوافع، ولكن ما يهم هو أني أشعر بنفسي كلما زارني هذا الحنين وكلما تحسست روح الماضي الذي كنت أمرح فيه بين ضحكات أمي وابتسامات أبي.

فما اجمل مشاعر الحنين إلي الاحباء في الماضي حتي يأذن الله نقابلهم هناك ونسعد باللقاء.


د. محمد لبيب سالم

أستاذ علم المناعة
كلية العلوم جامعة طنطا
وكاتب وروائي وعضو اتحاد كتاب مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى