عادت لتتنفس ثانية بقلب بارد او صديء القصيدة العمودية لتضيف جوا جنائزيا على مصير الشعر العربي.
بعد عقود من الشد والجذب والصراع المر منذ الاربعينيات بين الكلاسيكية والحداثة التي انتصرت اخيرا نعود لننكفيء.
وتطلق الان دعوات لاحياء القصيدة العمودية ولست ضدها شكلا بل بالمحتوى .
نشبت الحرب العراقية الايرانية مطلع الثمانينيات ما دفع بالنظام انذاك ليسخر الشعر في خدمة المعركة واختصر التوجه الرئيس السابق بقولة ( من لم يكتب عن الحرب ليس بشاعر وان وصف شاعرا بنظر الاخرين ).
عندها تشكلت ظاهرة القصائد المربدية .
فانتعش الشعر الحماسي والتحريضي وفسح في المجال , بعد تشدد ومنع , من اقامة مهرجانات صاخبة للشعر الشعبي .
ان اول مهرجان للمربد في العراق اقيم سنة 1971, لكني حضرت النسخة الثالثة منه في البصرة سنة 1974.
كان حزب البعث لم يغطس في مستنقع السلطة الملوث ويحاول ان يستقطب اليسار وكان لدى المثقفين امل بعد اقامة الجبهة الوطنية التي انضم اليها الشيوعيون وغيرهم فيما تم تحييد الجو الديني وعمل على تحجيمه .
كان حضور الجواهري في المهرجان اخر قمة كلاسيكية مؤثرا , وكانت القصيدة البيانية تحاول ان تتشبث في هيبتها التي تعرضت لطعنات الحداثة .
بعدها تجمدت فعاليات مهرجان المربد الثالث المقام في الخامس من نيسان سنة 1974 لمدّة ثلاث سنوات واستأنف في دورته الرابعة في1978 تحت شعار ((الأدب ووحدة الثقافة العربيّة )) ،وقد كتب السامرائي مقالة في مجلّة الآداب اللبنانيّة تحت عنوان : ( رأي في مهرجان المربد الرابع ) جاء فيها (( كان الواحد منّا يصغي ويصغي حتى تأخذه غفوة ذهنيّة لا توقظه فيها سوى رعدة كلمة أزبدت في فم شاعر، ويتنبّه فيصغي ثمّ لا يجد سوى نفخ هواء وكأنّ القوم في موكب جنائزيّ ألفه الناس لا شيء فيه جديد ، ولا شيء يثير الانتباه).
شهد اليوم الأول لمهرجان المربد الشعري الدولي في البصرة بدورته الخامسة والثلاثين، إقامة الجلسة النقدية المسائية الأولى، بالسابع من شباط 2024، برئاسة الناقد والأكاديمي محمد جواد البدران.
وتضمنت الجلسة عدة محاور دراسية أهمها" بنية التجاور في الانزياح الكنائي في شعر أحمد مطر" للناقد سمير الخليل، و" الإبداع في شعر أحمد مطر" للناقد علي القريشي، و" جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة" و" مسارات الوعي بالواقع في شعر أحمد مطر" و" فن السخرية في الأدب العربي أحمد مطر انموذجاً" للناقد باقر الكرباسي، و" دلالة السياق المقامي في شعر أحمد مطر السياسي" للناقد سامي شهاب أحمد.
الشاعر احمد مطر 1956 من مدينة البصرة عاش مغتربا ومعارضا تميز شعره بالتحريض ووصف بانه قصيدة اللافتة .
ماذا يعني ان تخصص هذه الجلسات للشعر التحريضي , وهل قصيدة اللافتة تحتاج كل هذا الجهد من البحث فيما نعاني من معضلات ثقافية وشعرية حادة ومزمنة .
ان قصيدة وتريات ليلية لمظفر النواب لم يبق منها الا جرأة الشتم والسخرية مستثنيا بعض المقاطع منها ولا يكاد عراقي لم يردد مقطعها الاشهر ( القدس عروس عروبتم ) لكن الناس عاد بعدما سقط النظام الى شعره الدارج الاهم في ديوانه الاول ( الريل وحمد ).
وعاد حتى الجيل الذي لم يتزامن مع ظروف نشر الديوان والاحداث المحتدمة التي رافقت كتابته ليستمع بشغف الى اغنية البنفسج ( يلي جرة سمة بعينك .. خاف افززها من اكلك .. اني احبك ..).
تواجدت في المربد بسخته 35 القصيدة الكلاسيكية فهل تمكنت من تجاوز قصائد الرواد العمودية في الاربعينيات .
ان عشرين عاما من الشحن الطائفي بعد سقوط النظام افرز كما هائلا من القصائد العمودية التي تجسد ثورة الطف , ما افرز جيلا ارتداديا على المستويين المبنى والمعنى .
ولهذا اتذكر عمق الحزن في عيون الجواهري باحد اللقاءات الفضائية وهو يجيب على سؤالهم( بعد كل ما حدث لا مستقبل للعراق ).
كانت عيناه الكليلتان تنضحان من اليأس والشجن ما يفوق مائة قصيدة خالدة .
(وكنت الشاهد الحي الوحيد
في الف مجزرة بلا ذكرى
اريد
اللا امثل من جديد
الام تجربة العصور
اللا امزق بالتوتر او اسمر بالحضور .
البريكان – حارس الفنار ) .
بعد عقود من الشد والجذب والصراع المر منذ الاربعينيات بين الكلاسيكية والحداثة التي انتصرت اخيرا نعود لننكفيء.
وتطلق الان دعوات لاحياء القصيدة العمودية ولست ضدها شكلا بل بالمحتوى .
نشبت الحرب العراقية الايرانية مطلع الثمانينيات ما دفع بالنظام انذاك ليسخر الشعر في خدمة المعركة واختصر التوجه الرئيس السابق بقولة ( من لم يكتب عن الحرب ليس بشاعر وان وصف شاعرا بنظر الاخرين ).
عندها تشكلت ظاهرة القصائد المربدية .
فانتعش الشعر الحماسي والتحريضي وفسح في المجال , بعد تشدد ومنع , من اقامة مهرجانات صاخبة للشعر الشعبي .
ان اول مهرجان للمربد في العراق اقيم سنة 1971, لكني حضرت النسخة الثالثة منه في البصرة سنة 1974.
كان حزب البعث لم يغطس في مستنقع السلطة الملوث ويحاول ان يستقطب اليسار وكان لدى المثقفين امل بعد اقامة الجبهة الوطنية التي انضم اليها الشيوعيون وغيرهم فيما تم تحييد الجو الديني وعمل على تحجيمه .
كان حضور الجواهري في المهرجان اخر قمة كلاسيكية مؤثرا , وكانت القصيدة البيانية تحاول ان تتشبث في هيبتها التي تعرضت لطعنات الحداثة .
بعدها تجمدت فعاليات مهرجان المربد الثالث المقام في الخامس من نيسان سنة 1974 لمدّة ثلاث سنوات واستأنف في دورته الرابعة في1978 تحت شعار ((الأدب ووحدة الثقافة العربيّة )) ،وقد كتب السامرائي مقالة في مجلّة الآداب اللبنانيّة تحت عنوان : ( رأي في مهرجان المربد الرابع ) جاء فيها (( كان الواحد منّا يصغي ويصغي حتى تأخذه غفوة ذهنيّة لا توقظه فيها سوى رعدة كلمة أزبدت في فم شاعر، ويتنبّه فيصغي ثمّ لا يجد سوى نفخ هواء وكأنّ القوم في موكب جنائزيّ ألفه الناس لا شيء فيه جديد ، ولا شيء يثير الانتباه).
شهد اليوم الأول لمهرجان المربد الشعري الدولي في البصرة بدورته الخامسة والثلاثين، إقامة الجلسة النقدية المسائية الأولى، بالسابع من شباط 2024، برئاسة الناقد والأكاديمي محمد جواد البدران.
وتضمنت الجلسة عدة محاور دراسية أهمها" بنية التجاور في الانزياح الكنائي في شعر أحمد مطر" للناقد سمير الخليل، و" الإبداع في شعر أحمد مطر" للناقد علي القريشي، و" جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة" و" مسارات الوعي بالواقع في شعر أحمد مطر" و" فن السخرية في الأدب العربي أحمد مطر انموذجاً" للناقد باقر الكرباسي، و" دلالة السياق المقامي في شعر أحمد مطر السياسي" للناقد سامي شهاب أحمد.
الشاعر احمد مطر 1956 من مدينة البصرة عاش مغتربا ومعارضا تميز شعره بالتحريض ووصف بانه قصيدة اللافتة .
ماذا يعني ان تخصص هذه الجلسات للشعر التحريضي , وهل قصيدة اللافتة تحتاج كل هذا الجهد من البحث فيما نعاني من معضلات ثقافية وشعرية حادة ومزمنة .
ان قصيدة وتريات ليلية لمظفر النواب لم يبق منها الا جرأة الشتم والسخرية مستثنيا بعض المقاطع منها ولا يكاد عراقي لم يردد مقطعها الاشهر ( القدس عروس عروبتم ) لكن الناس عاد بعدما سقط النظام الى شعره الدارج الاهم في ديوانه الاول ( الريل وحمد ).
وعاد حتى الجيل الذي لم يتزامن مع ظروف نشر الديوان والاحداث المحتدمة التي رافقت كتابته ليستمع بشغف الى اغنية البنفسج ( يلي جرة سمة بعينك .. خاف افززها من اكلك .. اني احبك ..).
تواجدت في المربد بسخته 35 القصيدة الكلاسيكية فهل تمكنت من تجاوز قصائد الرواد العمودية في الاربعينيات .
ان عشرين عاما من الشحن الطائفي بعد سقوط النظام افرز كما هائلا من القصائد العمودية التي تجسد ثورة الطف , ما افرز جيلا ارتداديا على المستويين المبنى والمعنى .
ولهذا اتذكر عمق الحزن في عيون الجواهري باحد اللقاءات الفضائية وهو يجيب على سؤالهم( بعد كل ما حدث لا مستقبل للعراق ).
كانت عيناه الكليلتان تنضحان من اليأس والشجن ما يفوق مائة قصيدة خالدة .
(وكنت الشاهد الحي الوحيد
في الف مجزرة بلا ذكرى
اريد
اللا امثل من جديد
الام تجربة العصور
اللا امزق بالتوتر او اسمر بالحضور .
البريكان – حارس الفنار ) .