كاظم حسن سعيد - (رواية 1234 لاوستر.. ثيمات فكرية ونفسية عبر الدراما)..

بعد انقطاع لسبع سنوات كتب الامريكي اوستر روايته التي تتجاوز 800 صفحة .
ومن خلال العنوان سيطرح المؤلف اربع شخصيات في شخصية واحدة.
ينطلق الكاتب من ثيمة فلسفية ( ماذا لو ) وهو سؤال يناقش القدر, سيطر على ذهنه منذ حادثة صعق تعرض لها صديق طفولة كان يتقدمه ببضع خطوات ادى لمقتله .
اجرت صحيفة Nrc الهولندية لقاء مع الكاتب حيث نفى الكاتب بحوار مطول ان تكون روايته مجرد سيرة ذاتية مضيفا ان زوجته الاولى زودته برسائله اليها البالغة 500 صفحة كتبها لها خلال اربع سنوات مذ كان بعمر 19 حتى 23 من عمره , يقول حين قراتها كنت كمن يلتقي شخصا غريبا تماما عليه فادركت اني افقد اي اتصال بالشخص الذي كتبها.
هل يستطيع القاريء ان يتحمل رواية بحجم فيل حسب وصف اوستر لها ؟
الغريب ان الرواية لا تشعرك بالملل بل تسحك معها للنهاية .
حين قابلت ستانلي سنة 1943كانت تعمل لدى مصور فوتغرافي هو شنايدرمان كسكرتيرة لكن عندما التحق مساعده المصور بالجيش حلت روزمكانه .
كان شنايدرمان عجوزا في منتصف الستينيات مهاجرا يهوديا المانيا وصل نيويورك بعد الحرب العالمية الاولى وكان مزاجيا ومعرضا ابدا لنوبات من التذمر واللسان المقذع ومع مرور الوقت انصاع مكرها لولعه بروز الجميلة .
فعلمها اسرار المهنة اما هي فكان العمل بالاستوديو فرصة تناديها ليس كمجرد عمل بل كطريقة وجود جديدة في العالم , النظر في وجوه الاخرين , كل وجه يختلف عن الوجوه الاخرى , فاحبت هذا العالم القائم على التحديق وانها لن تمله .
هكذا تتقدم الرواية , اي بامكانك تقطيعها وقراءة اجزائها منفردة .
ولكن كيف تختار المراة الزوج ؟ .. نعتقد ان اختيارها يجري ببساطة لكن المسالة اكثر تعقيدا مما نظن , فكل فتاة ترسم فارس احلامها بدقة متناهية , المراة اسرية الطبع تعمل جاهدة على التمسك ببيتها وربما اطفالها للنهاية . وهي تتقدم الرجل اميالا بهذه القضية .
يحاول اوستر ان يتناول هذه الثيمة بعمق .
كانت روز قد اصيبت بنكبة الفقد فحبيبها الاول ترك اشلاءه بجبهات الحرب , فعاشت اشهرا في حداد .
فعّفت عن الاختلاط مقلصة حياتها وبعد شهرين وبفضل العمل بالتصوير وصديقتها نانسي بدات تتعافى .
دبرت لها نانسي لقاء لها مع ستانلي , نانسي المنهكة اللعوب صديقة طفولتها .
روز لم تتخذ قرارها بالارتباط بستانلي الابعد سلسلة من المنلوج الداخلي وتقليب ودراسة صفاته بدقة فالحب الاول لن يعود ولن يتكرر وعليها مواجهة الواقع وهي في العشرين .
لقد تضافرت العديد من العناصر لتتخذ قرارها الحاسم .
عمل كل عنصرمنها في انسجام وتناقض مع الاخر .
وهنا يذكر اوستر 18 سببا دعاها للارتباط بستانلي .
لقد نجح حقا صاحب رواية ( اختراع العزلة ) بانتاج عمل روائي متفرد يبعدك عن الملل ويسحك بشغف لان تمضي معه حتى النهاية بعمل بحجم فيل . ولكنه سريع الجريان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى