المحامي علي ابوحبله - خطة نتنياهو لليوم التالي للحرب تجسيد لرؤيا إسرائيل الكبرى

ما زالت أحلام اليقظة تلاحق رئيس حكومة الحرب الصهيونية نتني اهو ، الذي ما زال يحلم بتحقيق حلم إسرائيل الكبرى وجيش الاحتلال ما زال بعد خمسة شهور من ا لحرب على غزه وبعد هذا التدمير والحصار لغزه لم يحقق الانتصار باعتراف حلفائه وشركائه الأمريكان والغرب

نتني اهو وفق طرحه ورؤيته وفكره الأيدلوجي وعقيدته الصهيونية ورؤيته لإسرائيل الكبرى يرى " لا سلام مع العرب " هو لا يعترف بالشعب الفلسطيني– إلا وفق الشروط الإسرائيلية ويطنب بالحديث عن حق اليهود في أرض إسرائيل في كتابه مكان تحت الشمس ، وحقوقهم التي كفلها لهم وعد بلفور وقرارات مؤتمر فرساي وقرار الانتداب الصادر عن عصبة الأمم، حيث “إنَّ حق اليهود بالسكن في الخليل ونابلس وشرق القدس، معترف به من قبل العالم، تمامًا كحقهم بالسكن في حيفا ويافا وتل أبيب، وغرب القدس“. (الكتاب، ص 200 )

ويؤكد وفق عقيدته عن الأهمية التاريخية والدينية للضفة الغربية لليهود، فالضفة الغربية هي قلب البلاد، والتي كانت مسرحًا لأحداث هامة في مسيرة الشعب اليهودي قبل الشتات، فالخليل دفن فيها أجداد الأمة، وفي ألون مورية تلقى إبراهيم وعد الرب بالأرض، وبيت لحم تضم قبر راحيل، وأريحا عن طريقها دخل يهوشع إلى البلاد، ونابلس حيث تليت التوراة على مسمع الشعب…ألخ. ويركز نتنياهو حديثه عن سلوان وهي التي تتعرض لأبشع أنواع التنكيل والمصادرة حيث تهدم البيوت ويتم التضييق على سكانها لإجبارهم على الرحيل، ويقول إنَّ أسفلها يقع نبع وبركة كانا يزودان القدس بالمياه في عهد الهيكل الأول، وهو موقع مذكور في التناخ، وحول هذا الموقع بنى داوود عاصمته فكيف يمنع الاستيطان فيها؟

ووفق رؤيته وإستراتجيته ، و بعد ضغوط شديدة من الإدارة الأميركية الداعمة للحرب ، أعد خطته لليوم التالي ما بعد الحرب على غزة. ويتضح منها أنها ليست فقط بعيده عن الواقع، بل هي أشبه بالخيال وأحلام اليقظة لأنها تجسيد وترسيخ للاحتلال وسياسة الفصل العنصري وتنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ومنع إقامة دولة فلسطينية

الوثيقة قصيرة مؤلفة من صفحة وربع الصفحة. عنوانها هو: " اليوم التالي ما بعد حماس – مبادئ" . مقسمة إلى أربع فقرات. الأولى: " الشروط اللازمة للوصول إلى (اليوم التالي)". وفيها يؤكد استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها: إبادة القدرات العسكرية والبنية التحتية لسلطة " حماس" و" الجهاد الإسلامي" ، وإعادة المخطوفين ومنع إمكانية أن يكون قطاع غزة تهديداً أمنياً.

خطة نتني اهو لليوم التالي للحرب التي صاغها وفق رؤيته وأيدلوجيته لم يأخذ فيها بالتغيرات الاقليميه والدولية وبالتحالفات واحتفظ فيها بحق إسرائيل استمرار الحرب. فيقول إن إسرائيل ستحتفظ بحرية عملياتها الحربية في جميع أنحاء قطاع غزة، مؤكداً أن هذا سيكون "من دون تحديد مدة" ، وتحت ذريعة " منع تجدد الإرهاب وتصفية التهديدات من غزة" ، ثم يؤكد إصراره على إقامة حزام أمني داخل تخوم قطاع غزة على طول الحدود مع " إسرائيل " ما دامت توجد هناك ضرورة أمنية" وهو بهذا يكرس مفهوم سياسة الفصل العنصري ويضرب بعرض الحائط بكافة قرارات الشرعية الدولية

ويتحدث عن بند يتعلق بالحدود بين مصر وقطاع غزه ، فيقول إنه سيقيم "مانعاً جنوبياً"، بالشراكة مع مصر بقدر الأمان، وبمساعدة الولايات المتحدة، ويحدد هدفاً لذلك هو منع التهريب من مصر إلى غزة. ويشمل معبر رفح ضمن الشراكة الإسرائيلية - المصرية.

وهذا يفسر أن نتني اهو يسعى لفرض سيطرة إسرائيلية أمنية على كل المنطقة الممتدة من البحر (المتوسط) إلى النهر (الأردن)، بما في ذلك غلاف غزة، برياً وبحرياً وجوياً، ويقول إن الهدف هو منع تعاظم قوة الإرهاب وتصفية التهديدات لإسرائيل. ويضيف إلى ذلك جعل قطاع غزة منطقة منزوعة من السلاح ما عدا الحاجة إلى ضبط النظام الجماهيري. ويؤكد أن إسرائيل هي التي ستكون مسئولة عن تطبيق هذا البند ومراقبة ذلك في المستقبل المنظور.

وفي خطته لليوم التالي للحرب تكرار موقفه «رفض الإملاءات الدولية في قضية التسوية النهائية مع الفلسطينيين، والتأكيد أن مثل هذا الأمر يحدد فقط في المفاوضات المباشرة وبلا شروط مسبقة" . ويؤكد أيضاً أن إسرائيل ستواصل رفضها الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية. ويقول إن مثل "هذا الاعتراف بُعيد مذبحة 7 أكتوبر (تشرين الأول) سيكون بمثابة منح جائزة جبارة للإرهاب لم يسبق لها مثيل، وسيؤدي إلى منع أي تسوية سلمية قادمة "

خطة نتني اهو هذه ليست سوى تعبير وانعكاس للعنجهية الإسرائيلية والنظرة التوسعية وسياسة التهجير وهو أمر مرفوض من الفلسطينيين والعرب جميعا وحتى من حلفاء إسرائيل ، غزة لن تكون إلا جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل، ولن تنجح إسرائيل في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في فلسطين وأن حلم تحقيق إسرائيل الكبرى بات يصطدم بتغيرات استراتجيه لا قبل لاسرائيل عليها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى