محمود شاهين - لقمانيات غزة (24)

231- إذا كان الجيش الاسرائيلي هو الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم رغم أنه دمر قطاع غزة وقتل وجرح قرابة مائة وخمسين ألفاً من الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء في حربه الحالية ، فكيف ستكون الحال مع دولته نفسها ، التي رفضت قرابة مائة قرار للأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية ، وتعلن أنها لن تعترف بكل قرارات المحكمة الدولية ، وستضرب عرض الحائط بقرارات العالم كله ، فهل هي الدولة الأكثر أخلاقية في العالم ، أم أنها بلا أخلاق على الإطلاق

232- من يقتل الأطفال والنساء بالصواريخ والقنابل الذكية ، من يدمر مدناً ويقتل شعباً بكل أسلحة الدمار، وحتى بالتجويع وقطع الماء ، يزرع حقداً ولا يجني سلاماً ، هذا الحقد سيظل كامناً في نفوس من عاصروا القتل الهمجي ليتفجّر غضباً في مستقبل الزمن، ما لم تحدث معجزة تغير مسيرة التاريخ وتفتح أفقاّ للسلام.

233- الدمار الشامل لم يدفع المقاوم الفلسطيني إلى الاستسلام ، فكان لا بد من استخدام سلاحي الجوع والعطش ، لإثباط عزيمة هذا المقاوم ودفعه إلى الاستسلام ، أو الانتحار، فلن يقاتل على معدة خاوية إلى ما لانهاية ، وأهله يتضورون جوعاً وعطشاً بدورهم ، لدفعهم إلى الإستسلام والهجرة .. وبذلك تتحقق أحلام اسرائيل وأحلام مجتمع نزع كل أقنعة الأخلاق ، ووقف داعماً لحرب الإبادة الهمجية التي تشن على الشعب الفلسطيني. وأنظمة العالم بدورها تقف متفرجة على هذه الإبادة . النصر للمقاومة.

234- يا حيف على العروبة المتخاذلة .. يا حيف على مصر وهي تصرخ واه ناصراه! ألم يعد في مصر ناصر ينصر فلسطين ويوقف المذبحة بكلمة منه؟ يا لخيبتنا في العروبة وهي تتعرى حتى من ورقة التوت .. أي عار هذا الذي تجليتم عنه يا عرب وأنتم تتفرجون على ذبح الفلسطيني ؟ يا حيفنا ، يا خيبتنا فيكم .. يا فجيعتنا التي فاقت كل تصور ووصف.

235- من جليات إلى ياسر عرفات إلى صالح العاروري إلى آخر آلاف الشهداء

في مذبحة غزة ، التي تجلت اليوم عما يقرب من الف شهيد وجريح ، يرتسم قدر الفلسطيني بالدم وكأن القتال قد فرض عليه إلى الأبد ..فهل ثمة قوة يمكنها أن تغير وجه القدر ليحقق الفلسطيني نصره لعل السلام يتحقق يوماً.. واهم من يحلم بالطمأنينه والأمن في غياب العدالة عن حق الفلسطيني في وطنه.

236- بعد استفحال القتل الهمجي للإنسان الفلسطيني ، مطلوب من دول العالم المحبة للعدل والسلام أن تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية وأن تطالب بالوقف الفوري للحرب، ومطلوب من اليهودي الانسان أيضا أن يعلن موقفه من دولة اسرائيل ويعلن اعترافه بالدولة الفلسطينية

337- البشرية مطالبة اليوم أكثر من أي زمن آخربممارسة إنسانيتها وإعلان حقوق الأنظمة وحتى الشعوب اللذين يحق لهما البقاء بين الأمم ، فثمة أنظمة وكيانات لا علاقة لها بالإنسانية ، وتقف حجر عثرة في طريق إقامة حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخيروالعدل والمحبة والجمال.. وهو ما يفترض أن يكون شعارا للبشرية تعمل على تحقيقه ، وإلا لتذهب هذه البشرية إلى الجحيم

238- المعتقدات والأفكار التي لا تسعى إلى إقامة حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال معتقدات عنصرية ينبغي تجاوزها أو تطويرها لتكون صالحة لعصر جديد للبشرية، حتى لا تظل (البشرية ) ترزح تحت نير هذه المعتقدات .

239- الحضارة الإنسانية التي تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال غاية إلهية أراد منها الخالق أن يرى ذاته محققة على أكمل وجه في الوجود. فمن مع الخالق ليعمل على تحقيق هذه الحضارة ومن مع الطغاة مهما كان شكلهم ولونهم ونظامهم ليذهب إلى الجحيم !

240- عملية الخلق تكاملية بين الخالق والمخلوق . الخالق خلق الخلق والمخلوق (الانسان) يبني الحضارة التي ينبغي أن تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. وهذا ما سعى إليه الخالق من خلق الوجود ، إضافة إلى رؤية الخالق لذاته مجسدة في وجود على شكله الأكثر كمالاً.ودون ذلك لا معنى لوجود خالق ولا معنى لوجود خلق سوى العبث ، ويستحيل أن يكون الوجود عبثيأً وغاياته عبثية أو لا غاية له .

الملك لقمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى