المحامي علي ابوحبله - أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية في ظل مقتضيات الحالة ألراهنه

تعد الوحدة الوطنية الفلسطينية ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن ومسلمة من مسلمات الصمود ومواجهة المخاطر التي تتهدده بفعل التحديات والمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية، خاصة في ضوء إصرار حكومة الائتلاف اليميني العنصرية الفاشية برئاسة نتنياهو وإصرارها على حسم الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لصالح دولة الاحتلال باستباحتها للدم الفلسطيني وبجرائم المستوطنين المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني تحت حماية ودعم قوات الاحتلال في حربها على غزه والضفة الغربيه ومحاولات فصل الضفة الغربيه عن غزه والتهجير القسري للفلسطينيين

الحكومات السابقة عملت على إدارة الصراع فقط ليتسنى لها مواصلة تنفيذ سياساتها في الضم والتوسع وإقامة المزيد من المستوطنات وتشريع البؤر الاستيطانية وتهويد القدس ومحاولات التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وقد نجحت سلطات الاحتلال في تقسيمه زمانياً، حيث اقتحامات المستوطنين له يومياً وإقامة صلوات تلمودية بداخله مخالفة بذلك لكل القوانين والشرائع الدولية وكذلك لاتفاقية وادي عربة مع الأردن التي نص أحد بنودها على الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

الوحدة الوطنية باتت أمر فرض واقع تتطلب من جميع القوى والفصائل الترفع عن النظرة ألضيقه الفصائلية ، والوحدة الوطنية بمفهومها قصة التلاحم بين أبناء هذا المجتمع من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا. فالوحدة الوطنية لها دور كبير ومهم في مواجهة المخاطر التي تتهدد أمننا ووجودنا على أرضنا وله اهميه في مواجهة تداعيات الحرب على غزه والضفة الغربيه وتفويت الفرض على تمرير مخطط التامر على تصفية القضيه الفلسطينية عبر فصل غزه عن الضفة الغربيه ، والوحده الوطنيه لها دور في نشر الأمن وتوفير ودعم مقومات الاقتصاد لدعم صمود الشعب الفلسطيني لمواجهة المخططات التي تستهدف أمنه ووجوده على أرضه ، ويعرف مفهوم الوحدة الوطنية بأنه: اتحاد مجموعة من البشر في الدين والاقتصاد والاجتماع والتاريخ في مكان واحد وتحت راية واحدة وهذا يتطلب من الجميع الترفع عن الفئوية والفصائليه لنبتعد بذلك عن التعصب والانقياد الأعمى لفكر متزمت يقود إلى تدمير مقومات وحدتنا الوطنية ويغرقنا في خلافات جانبيه تدمر مقومات حياتنا وتخدم مخططات الاحتلال

إن القضية الفلسطينية في خطر داهم ومحاولات حسم الصراع على أشدها، وإذا ما استمر هذا الانقسام المدمر وعدم العمل على استعادة الوحدة الوطنية فإن الكل الفلسطيني، أي السلطة والفصائل كافة تتحمل المسؤولية التاريخية حيث سيسجل التاريخ بأن قادة الشعب الفلسطيني فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية العليا وبالتالي فهم المسئولين عن عدم تفويت الفرصة على الاحتلال والسير بالقضية نحو بر الأمان ، وهذا يتطلب سرعة التوجه لترتيب البيت الفلسطيني وحسم الخلافات وتوحيد الرؤى لما بعد الحرب على غزه بخطة وطنيه جامعه تقود لانهاء الاحتلال والتحرر واقامة دولة فلسطين المستقله وعاصمتها القدس

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : إذا لم نتوحد الآن في ضوء إصرار الاحتلال على حسم الصراع لصالحه، فمتى سنتوحد يا قادة الشعب الفلسطيني؟

لكل القوى والفصائل الفلسطينية ، ولكل السياسيين والمثقفين والأكاديميين نتوجه بهذا النداء ليتمعنوا ويحللوا نص المادة السادسة من قانون صك الانتداب البريطاني على فلسطين ليأخذوا العبر مما يحل بنا ومما يتهدد قضيتنا ومشروعنا الوطني التحرري لاستخلاص العبر والنتائج لعل وعسى أن يصلوا إلى نتيجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه واليكم نص المادة السادسة " يجب وضع البلاد تحت أزمه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه وأخلاقيه خانقه لتكريس الوطن الإسرائيلي فوق فلسطين "

هذه المادة بهذا النص و بما تضمنته من مقاصد ومعاني تجعلنا نستذكر التاريخ الفلسطيني منذ 36 ولغاية تاريخنا وتضعنا أمام تساؤلات توجب استخلاص النتائج والعبر للخروج من دائرة الصراعات والت جاذبات والمماحكة السياسية وغيرها والتي تضعنا أمام مفترق طرق وباتت مقتضيات المرحله تتطلب معالجه جذريه لوضعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولتضع الجميع أمام مسؤولياته بحيث هناك خشيه حقيقة على وضع ومسيرة القضية الفلسطينيه

الواقع الإقليمي والدولي والعربي هو بمثابة جرس إنذار حقيقي يجب أن يقودنا للإصلاح وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني لاستعادة زمام المبادرة في ترتيب البيت الفلسطيني ، بحيث بتنا نخشى أن نصل لمرحلة كسر العظم بالتهديدات الاسرائيليه وغيرها التي أصبحت تسود حالتنا ونخشى من تفكك سياسي واجتماعي واقتصادي ، مما يتطلب تغليب العقل والمنطق والحكمة التي تقود إلى مراجعة وضعنا السياسي والهيكلي

آن الأوان لتقييم ألاداء الفلسطيني وتشكيل لجنه من ذوي الاختصاص ( ممثله بخبراء من رجال السياسه والاقتصاد وعلم الاجتماع وقانونيين ) لدراسة كل ما يمس مسيرة الوضع الفلسطيني وذلك بوضع تصور شامل يضمن تصويب وترتيب البيت الفلسطيني ضمن مهمة استنهاض الوضع الفلسطيني لتدعيم الصمود الفلسطيني لمواجهة المخططات والمشاريع الصهيونية التي حولت الصراع مع المشروع الصهيوني من صراع على حقوق إلى تنازع على أراضي ومكتسبات وظيفية وهنا مكمن الخطر الذي يتهددنا جميعا فهل نغلب لغة العقل والحكمة على الغوغائية التي تضر بنا جميعا وتعصف بمستقبلنا السياسي وقضيتنا والتي تكمن في التمحيص والتدقيق في نص المادة السادسة للخروج من دائرة الخلافات والصراعات والفوارق الوظيفية مما يتطلب خطه وطنيه تقود لتحقيق العدالة الاجتماعية ضمن مهمة الخروج من مأزق ما يواجهه مجتمعنا الفلسطيني من مخاطر تتهددنا جميعا

يقول الله جلَّ وعلا في محكم كتابه ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) وهذه الآية تحمل الكثير من المعاني والمواعظ لان مقومات الوحدة الوطنية نشر المحبة والألفة بين أبناء الوطن الواحد ، وتنبذ العنف والشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف، لأنها جزء مهم من قيمنا الوطنية وهي من القيم التي يحتاجها مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق وينشر الابتسامة بيننا وان كل نفس ورطبة فيها صدقة.. وان الابتسامة في وجه الآخر صدقة، وان رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام هو خير قدوة لنا، كما أننا مطالبون بنشر لغة التسامح بيننا، وان الله بعثنا مبشرين وليس منفرين. وان شعارنا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. وان ننشر لغة الحوار بيننا كأفراد وجماعات. وان نشعر أبناءنا بأن الوطن هو وطن الجميع،

وإذ نؤكد على أهمية الوحدة وضرورتها في حياة الأمة، كقوله تعالى : (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون )

وآيات أخرى في القرآن الكريم تبين أضرار وأخطار الفرقة والخلاف وتحذر منها ، يقول تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).بينما تشير مجموعة من الآيات القرآنية إلى الجهات الداخلية والخارجية، التي تعمل على تمزيق المجتمع وتغذي حالة النزاع والتمزق في الأمة منها قوله تعالى: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء) وقوله تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنه) والمقصود في الآية الكريمة المنافقون.

لتطوى صفحة الماضي ولتبدأ صفحه جديدة تنهي الانقسام ونحقق الوحده الوطنيه فالمخاطر التي تتهدد المصير الفلسطيني تتطلب من الجميع الترفع عن الخلافات التي باتت مستعصية ، فالمرحلة القادمة مرحله مفصليه وتتطلب وحدة الجميع لدرء المخاطر التي تتهدد القضيه والمصير والوجود الفلسطيني ، لا يوجد هناك متسع للخلاف وبات الجميع في قارب واحد والخطر لا يستثني فئة دون أخرى لان المشروع الصهيو امريكي مشروع توسعي استيطاني يقود لسياسة الضم و يستهدف وجودنا على أرضنا

فتعالوا بنا نتعايش بقلوبنا مع معنى الأخوة الحقيقية التى عاشها سلفنا الصالح وهيا بنا لنبدأ صفحة جديدة من الترابط والاجتماع على الحق الذي نحيا عليه ومن أجله لنصبح جميعا كالجسد الواحد الذى يقف فى وجه الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وممارساته ضد شعبنا في كافة اماكن تواجده وباتت سياسة تجويع اهلنا في غزه وأسرانا البواسل احد اهم ادواته ولنوحد جهودنا وبوصلتنا في مواجهة الاحتلال بدلا من صراعنا مع أنفسنا ولنمتثل لقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فتذهب ريحكم .. )

[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى