د. محمد عباس محمد عرابي - شَيْخُ العَرَبِيَّةِ النحوي علي بن المبارك الأحمر وطلب العلم سيرًا على الأقدام



إعداد /محمد عباس محمد عرابي​



شَيْخُ العَرَبِيَّةِ العالم اللغوي الشهير أبو الحسن علي بن المبارك الأحمر (ت 194هـ)(810م)([SUP][1][/SUP]) وهو في طريق الحج تلميذ الكسائي الذي ناظر سيبويه والذي طلب العلم سيرًا على الأقدام الذي ضرب أروع أمثلة الصبر في طلب العلم والمعرفة ليؤكد عبقريته وصبره لمدة نصف قرن في طلب العلم سيرًا على الأقدام وعدم الاستسلام وقد حفظ خلال ذلك أربعين ألفا من الشواهد النحوية سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب.وألف الكثير من الكتب مثل : «كتاب التفسير».«يقينالبلغاء».«التصريف».

كان مُتقدِّمًا على الفَرَّاءِ في حياةِ الكِسَائِي؛ لجَودةِ قَرِيحَتِه، وتَقدُّمِه في عِلَل النَّحْو، ومَقاييس التَّصْرِيف. ولمَّا مات الأحْمَرُ قال الفَرَّاء: (ذهب مَن كان يُخالِفُني في النَّحْوِ).

وهو أوَّل من دوَّن عن الكسائي ونقل آراءه، قبل تلميذه الآخر الأكثر شهرةً الفراء. وتتلمذ على يد الأحمر عدد من الطلاب، وهو الذي ناظر سيبويه عندما قدم سيبويه إلى بغداد، وشهد المناظرة أستاذه الكسائي،وكان بينه وبين الفراء وعبد الملك الأصمعي منافسة

هو نحويٌّ من الكوفة، ومن أشهر نحاة الطبقة الثالثة من المدرسة الكوفية في النحو، اشتهر بمصاحبته للكسائي الذي يعدُّه كثيرون المؤسِّس الحقيقي للمذهب الكوفي في النحو. من تلاميذه إسْحَاقُ النَّدِيم، وَسَلَمَةُ بنُ عَاصِم، وأبو عُبيدٍ القاسِمُ بنُ سلامٍ.

وقد ورد تفي معجم الأدباء لياقوت الحمويسيرته(وورد النص في بعض الكتب الدراسية بالمملكة العربية السعودية)، وفيما يلي نص ما ورد في سيرة على بن المبارك ذلك العالم النحوي الكوفي " كان أحد حراس الخليفة العباسي هارون الرشيد يدعى علي بن المبارك، يحب العربية ويرغب في الاستزادة من علومها، لكنه لا يستطيع حضور مجالس العلماء في ذلك الوقت، لارتباطه بأداء عمله اليومي

فهل استسلم علي بن المبارك لذلك وترك طلب العلم وهو الذي يحمل طموحا واسعا وحبا عظيما للعلم

وحبا للعلم والعلماء؟

ها هو العالم الكسائي يتردد على قصر الخلافة يوميا لتعليم ولدي الرشيد؛ الأمين والمأمون، قادما من أطراف بغداد الفسيحة، فلم لا يستفيد من هذا العالم الجليل؟ فكر علي بن المبارك، ثم ابتكر لنفسه طريقه جديده في طلب العلم، فكان ينتظر مجيء الكسائي إلى الرشيد، فإذا اقبل

أقبل تلقاه وقاد له دابته ثم أخذ بيده ومشي معه إلى قصر الخليفة، وخلال الطريق يسأله عن المسائل التي يريد معرفتها، فإذا دخل الكسائي القصر، رجع الشاب علي بن المبارك إلى مكانه، وانتظر إلى أن يفرغ الكسائي من تدريس الأميرين، فإذا خرج من القصر تلقاه وأخذ بيده حتى يركب دابته ويظل معه

يظل معه يسائله حتى يقترب الكسائي من بيته فيودعه الشاب ويعود راجعا. استمر الشاب يتعلم العلم وهو يسير على قدميه، وكان فطنت حريصا يسجل كل مايسمعه من استاذه، حتى حفظ أربعين ألفا من الشواهد النحوية وألف الكثير من الكتب، فلما كبر الكسائي ومرض، طلب منه الخليفة هارون الرشيد أن يختار

أن يختار لولديه معلما يقوم بالمهمة عنه، فقال الكسائي: لا أعرف أحد من أصحابي مثل علي بن المبارك في العلم والفهم ولست أرضى لكم غيره، وهكذا دخل علي بن المبارك إلى دار الخلافة عالما مرموقا ومؤدبا موثوقا بعد سنوات طويله من الصبر والكفاح في تلقي العلم سيرا على الأقدام"

وَقَالَ الأَحْمَرُ: وَصَلَنِي فِي يَوْمٍ ثلاثمائة أَلْفِ دِرْهَمٍ.

وَكَانَ مُتَمَوِّلاً، مُتَجَمِّلاً، فَاخِرَ البِزَّةِ، كَأَنَّ دَارَهُ دَارُ مُلْكٍ بِالخَدَمِ وَالحَشَمِ.

أَخَذَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ النَّدِيْمُ، وَسَلَمَةُ بنُ عَاصِمٍ، وَيُقَالُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بنَ الجَهْمِ أَدْرَكَه.

وَقِيْلَ: كَانَ شَابّاً، مِنْ رَجَّالَةِ بَابِ الخِلاَفَةِ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ ذَكَاءً، فَرَأَى الكِسَائِيَّ يَدْخُلُ وَيَخْرُجُ، فَلَزِمَهُ إِلَى أَنْ بَرَعَ، فَنَدَبَهُ لِتَعْلِيْمِ أَوْلاَدِ الرَّشِيْدِ، نِيَابَةً عَنْ نَفْسِهِ.([SUP][2][/SUP])

مناظرته مع سيبويه :

لما جاء سيبويه بغداد ألقى عليه الأحمر مسألة فأجاب فيها، فقال له الأحمر:
أخطأت وألقى عليه أخرى فأجاب فقال له: أخطأت- وكان الأحمر حادا حافظا- فغضب سيبويه، فقال له الفراء إن معه عجلة. فمن قَالَ: هؤلاء أبون ورأيت أبين، ومررت بأبين، فِي جمع الأب على قول الشاعر:وكان بنو فزارة شر عم ... وكنت لهم كشر بنى الأخينا
كيف نمثل مثاله من أويب؟ فأجابه سيبويه بجواب، فعارضه الفراء بإدخال فيه فانتقل منه إِلَى جواب آخر، فعارضه بحجة أخرى، فغضب وَقَالَ: لا أكلمكما حتى يجيء صاحبكما، فجاء الكسائي، فجلس بالقرب منه، وأنصت يَحْيَى والناس، فقال له الكسائي: أتسألني أو أسألك؟ فقال: لا بل سلني، قَالَ: كيف تقول خرجت فإذا عَبْد اللَّه قائم؟ فقال سيبويه: قائم بالرفع، فقال له الكسائي: أتجيز قائما بالنصب؟ قَالَ لا. قَالَ له الكسائي: فكيف تقول كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور، فإذا أنا بالزنبور إياها بعينها؟ قَالَ: لا أجيز هذا بالنصب، ولكني أقول فإذا بالزنبور هو هي، فقال الكسائي الرفع والنصف جائزان، فقال سيبويه: الرفع صواب والنصب لحن فعلت أصواتهما بهذا، فقال يَحْيَى: أنتما عالمان ليس فوقكما أحد يستفتي، ولم يبلغ من هذا العلم مبلغكما أحد، نشرف به على الصواب من قولكما، فما الذي يقطع ما بينكما؟ فقال الكسائي: العرب الفصحاء المقيمون على باب أمير المؤمنين الذين نرتضي فصاحتهم، يحضرهم، فنسألهم عما اختلفنا فيه، فإن عرفوا النصب علمت أن الحق معي، وإن لم يعرفوه علمت أن الحق معه. فأشار إِلَى بعض الغلمان فلم يكن إلا ساعة حتى حضر منهم خلق كثير، فقال لهم يَحْيَى: كيف تقولون خرجت فإذا عَبْد اللَّه قائم، فلما وقعت المسألة فِي أسماعهم تكلم بها بعضهم بالنصب، وبعضهم بالرفع، فلما كثر النصب أطرق سيبويه، فقال الكسائي: أعز اللَّه الوزير إنه لم يقصدك من بلده إلا راجيا فضلك، ومؤملا معروفك. فإن رأيت ألا تخليه مما أمل، قَالَ فدفعت إليه بدرة اختلف فيها الناس، فقال بعضهم كانت من يحيى وَقَالَ آخرون كانت من الكسائي، فقال بعض الجهال: إن الكسائي واطأ الأعراب من الليل حتى تكلموا بالذي أراده، وهذا قول لا يعرج عليه، لأن مثل هذا لا يخفى على الخليفة والوزير وأهل بَغْدَاد أجمعين.

روايته للحديث:

حَدَّثَنَا أبو خليفة، حَدَّثَنا مسلم، حَدَّثَنا علي ابن المُبَارك عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، قَالَ: رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلا وَيَشْرَبُ قَاعِدًا وَقَائِمًا وَيَصُومُ وَيُفْطِرُ فِي سَفَرِهِ وَيَنْصَرِفُ فِي الصَّلاةِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ.


ذكر بْن أبي بكر، عَن عباس قَالَ يَحْيى، وَعلي ابن المُبَارك فِي يَحْيى ليس به بأس.
حَدَّثَنَا ابن العراد، قَال: حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبد اللَّهِ يقول علي ابن المُبَارك أحب إلى من أبان.
حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنا عثمان بن سَعِيد، قالَ: سَألتُ يَحْيى بْن مَعِين، عنِ ابْن المبارك؟ فَقال: ثِقةٌ قلت فكيف حديثه قَالَ ثقة.
حَدَّثَنَا ابن أبي عصمة، قَال: حَدَّثَنا أَحْمَد بن أبي يَحْيى، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عَبد اللَّهِ بْن عمار، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيى بن سَعِيد وذكر علي ابن المُبَارك فقال: كان لعلي ابن المُبَارك كتابان أحدهما سمعه والآخر لم يسمعه فأما ما روينا نحن عَنْهُ فما سمع وأما ما
روي الكوفيون عنه الكتاب الذي لم يسمع.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بن الحباب، قَال: حَدَّثَنا مسلم، حَدَّثَنا علي ابن المُبَارك، حَدَّثَنا يَحْيى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْتُلُوا الأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلاةِ الْحَيَّةُ والعقرب.
قال وحدثنا علي ابْنُ المُبَارك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ قَال رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ مَنْ مَسَّ فَرْجَهُ فَلْيُعِدِ الْوُضُوءَ.
وهذه الأحاديث التي رواها مسلم عن علي ابن المُبَارك هَذِهِ الأحاديث الثلاثة أحاديث مستقيمة.

دراسات عنه :

علي بن المبارك الاحمر (ت194هـ) وجهوده في العربية

المؤلف الرئيسي: ظافر عكيدي فتحي العاني

التاريخ الميلادي: 2007

الدرجة العلمية رسالة دكتوراه

الجامعة جامعة الانبار-كلية التربية بالعراق

رحم الله شَيْخُ العَرَبِيَّةِ النحويعلي بن المبارك الأحمر جزاء ما قدم للغة العربية ونحوها

المراجع :

وردت سيرته في المراجع التالية :

معجم الأدباء لياقوت الحموي-الاعلام للزركلي-

الخطيب البغدادي - تاريخبغداد:علي بْن المبارك، الأحمر النحوي

[HEADING=2]الدرر السنية موسوعة اللغة العربية الفَصلُ التاسِعَ عَشَرَ: عليٌّ الأحْمَرُ (ت: 194 هـ)[/HEADING]

الفَصلُ التاسِعَ عَشَرَ: عليٌّ الأحْمَرُ (ت: 194 هـ) موسوعة رواة الحديث علي بن المبارك

https://ar.wikipedia.org/wikiأبو الحسن الأحمر

الأحمر علي (علي بن الحسن المبارك الأحمر)



[HR][/HR]
([1])لقد أحسنت وزارت التعليم حينما خصصت في مقررات اللغة العربية موضوعات تدور حول سير العلماء والمفكرين والمخترعين ليطلع النشء على سيرهم العطرة ومثابرتهم في طلب العلم وإنجازاتهم النافعة للبشرية
ولقد تضمن كتاب الصف الثالث الابتدائي في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال سير الأطباء: أمير الأطباء والعلماء (أبو بكر الرازي)، أبو الكيمياء جابر بن حيان، وفي الصف الرابع الابتدائي نجد درس مجالس علم الذي يتحدث عن شَيْخُ العَرَبِيَّةِ العالم اللغوي الشهير أبو الحسن علي بن المبارك الأحمر (ت 194هـ)(810م)
([2])معجم الأدباء لياقوت الحموي



----------------------
([1])لقد أحسنت وزارت التعليم حينما خصصت في مقررات اللغة العربية موضوعات تدور حول سير العلماء والمفكرين والمخترعين ليطلع النشء على سيرهم العطرة ومثابرتهم في طلب العلم وإنجازاتهم النافعة للبشرية
ولقد تضمن كتاب الصف الثالث الابتدائي في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال سير الأطباء: أمير الأطباء والعلماء (أبو بكر الرازي)، أبو الكيمياء جابر بن حيان، وفي الصف الرابع الابتدائي نجد درس مجالس علم الذي يتحدث عن شَيْخُ العَرَبِيَّةِ العالم اللغوي الشهير أبو الحسن علي بن المبارك الأحمر (ت 194هـ)(810م)

([1]) معجم الأدباء لياقوت الحموي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى