كافكا والدمية.. ترجمة: إسماعيل أزيات

"هذه الحكاية جميلة بحيث لا يمكن أن تكون إلاّ حقيقية. كلّ حكاية جميلة هي حكاية حقيقية."
عبد الفتاح كيليطو، مسار، توبقال 2018، ص46.


"لمّا كان كافكا في الأربعين من العمر، بلا زوج ولا أطفال، يتجوّل في منتزه من منتزهات برلين، صادف طفلة صغيرة تبكي لأنها أضاعت دميتها العزيزة عليها. بحثا عن الدمية دون نجاح.
عندئذ طلب كافكا من الطفلة الصّغيرة الالتقاء في الغد حتى يستأنفا البحث عن الدمية.
في الغد، ولمّا لم يتمكّنا من العثور عليها، أعطى كافكا الطفلة الصّغيرة رسالة "مكتوبة" من قبل الدمية تقول فيها:"أرجوك، لا تنتحبي، لقد سافرت لأرى العالم. سأكتب لك عن مغامراتي."
هكذا ابتدأت حكاية تواصلت حتى ممات كافكا.
أثناء لقاءاتهما، كان كافكا يقرأ عليها رسائل الدمية المكتوبة بعناية من طرفه بما فيها من مغامرات وأحاديث كانت الطفلة الصّغيرة تجدها جذّابة.
بعد أسابيع ثلاثة، حمل كافكا إلى الطفلة الصّغيرة دمية (اشترى واحدة) قائلا: إنّ الدمية عادت إلى برلين.
"إنّها لا تشبه إطلاقا دميتي" قالت الطفلة الصّغيرة. أعطاها كافكا رسالة أخرى كتبت فيها الدمية :"أسفاري غيّرتني كثيرا".
قبّلت الطفلة الصّغيرة دميتها الجديدة بغبطة، وحملتها معها سعيدة إلى البيت.
سنة بعد ذلك، مات كافكا.
وسنوات بعد ذلك، عثرت الطفلة الصّغيرة وقد صارت امرأة ناضجة، على رسالة موجزة موقّعة من قبل كافكا ومخبّأة في طيّة من ملابس الدمية، مكتوب فيها:" كلّ ما تحبّين ستفقيدنه على الأرجح، لكنّ الحبّ، في النّهاية، سيعود في صورة أخرى."






* هذه الحكاية روتها رفيقة كافكا دورا ديامنت في ذكرياتها، وإن لم بتم العثور على أيّة رسالة!لكنّ المثير أنّها أوحت لكتّاب البيوغرافيا والرواية باختلاق محكيات مؤثّرة. أحدهم قال:"الأحزان تُحتمل لو أنّنا خلقنا منها حكاية"...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى