يا لحظِّي الوفير، وأنا في رحاب هذا الفضاء الفسيح! فضاءٌ هواؤه أنفاسي، وسماؤه سقفي، وأرضُه فراشي وغذائي. فيه أعيش منعَّماً مشمولاً بالعطف، وسط صفوف من قرع عسلي، أحسن المزارع سقيها والعناية بها. أُمعن النظر حولي، فأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها!
"أما أنت يا صاحبي، فلا خوف عليك ولا أنت تحزن!"، يهمس جاري على اليمين، وهو يتملَّى في خضرة رأسي ونضارة ملامحي، قبل أن يتابع: "كم أغبطك! في كل مرة تنجو من القطف؛ على خلافنا نحن، فإن نجونا اليوم، تبقى أيامنا معدودة. وحالما ننضج وتحمر خدودنا وتيبس أعناقنا، سنُقتلع تباعاً ونؤخذ إلى مصيرنا المعلوم، حيث قد ننتهي على طبق كسكس!".
أهز رأسي منتشياً، فلا أَحبَّ إلى قلبي من سماع كلمات المديح والإشادة، لكن جاري الذي على اليسار يأبى إلاَّ أن ينغِّص عليَّ بهجتي:
"بل الأجدر أن تشفق عليه! إنه بلا فائدة؛ يمتص الماء والغذاء والهواء ولا يعطي شيئاً. أما نحن، فهذه مهمتنا ورسالتنا في الحياة، ونحن لها منذورون!".
أمتنع عن التعليق، فلا رغبة لي في خوض جدال سيعكِّر مزاجي، ويحرمني من الغفوة التي أنوي الاستسلام إليها، مستشعراً دفء التربة تحتي ومستمتعاً بأشعة الشمس الحانية فوقي. ثم من أقنع هذا المدعي أن على كل مخلوق أن تكون له رسالة يؤديها؟! أنا أحيا حرًّا، منحلاًّ من أي التزام، متخفِّفاً من أي عبء سوى عبء رأسي الكبير، مطمئن البال أني سأظل دائم الخضرة والشباب والجمال!
يعقِّب الثرثار الذي على اليمين مخاطباً إياي:
"غريب أمرك، تمر عليك الأيام والفصول برياحها وعواصفها، فلا تنال منك شيئاً ولا تترك فيك أثراً... أنت أبداً لا تتغير!".
لا ألتفت إليه ولا أكلِّف نفسي عناء الرد، راحتي أهم وأغلى، وإلا كنتُ صرختُ بأعلى صوتي أني لا أريد أن أتغير! أريد البقاء هكذا! أنا الأجمل، أنا الأبهى! أنا الأفضل، أنا الأذكى! أنا الأقوى، أنا الأبقى! أنا، أنا، أنا..!
يسألني الفضولي من جديد:
"ألا تشعر بالوحشة عندما يأخذوننا، وتمكث مكانك دون أنيس؟".
أبتسم ساخراً من سذاجته، فهو يجهل أني أسعد كثيراً في وحدتي. هكذا أكون فارس هذا الحقل الوحيد. أسراب متجددة من الفراشات المنبهرة بمظهري، تحوم حولي وتسليني بعروضها الراقصة، وهي تخفق أجنحتها مشكِّلةً حلقات بديعة تنسلُّ منها الواحدة لترقص وسط الحلقة، ثم تقترب حتى تحطَّ على الزهرة فوق رأسي، تلبث لحظات وترفرف مبتعدةً مُحمَّلةً بالخيبة، تاركةً الدور لغيرها، والتي حتماً كسابقاتها، لن تعود لمراقصتي مرة أخرى.
أنتفض قليلاً، وأنا ألمح النحلة النشيطة التي دأبت على زيارتي بين الفينة والأخرى. تغيب أياماً ثم تؤوب آملةً أن تجدني قد نضجتُ وزهرتي قد طابت. ولكن هيهات هيهات! كيف يطيب الزهر والقلب أخضر؟!
يهدهد النسيم جفنيَّ، فأتثاءب قبل أن يثير انتباهي تمَلمُل جارَيَّ، فأنظر صوب تركيز بصرهما. حينها فقط أفهم توترهما وسبب توجسهما؛ إذ على بُعد بضعة صفوف، حيث كان المزارع منكفئاً على أحد القروع يتفقَّد حالته، إذا بشخص آخر يلتحق به، ويخوضان في حديث جِديٍّ، توحي نظراتهما وحركاتهما أننا محوره؛ ثم ها هما يتقدمان نحونا بخطى حثيثة.
أرفع رأسي مزهوًّا وألتفتُ إلى رفيقَيَّ لطمأنتهما:
"اِهدءا ولا تخافا، إنه المهندس الزراعي، وأنا المعني بزيارته. لقد فحصني الأسبوع الماضي، التقط لي عدة صور، وسجل لي شريطاً حيًّا، كما أخذ عيٍّنة مني. لا شك أني سأكون، بعد شهر، نجم المعرض الفلاحي! أجل، أنا مفخرة هذه المزرعة والمنطقة كلها! أنا قرع نادر، أنا قرع فريد! أنا الأجمل، أنا الأبهى! أنا الأفضل، أنا الأذكى! أنا الأقوى، أنا الأبقى! أنا، أنا، أنا..!".
في غمرة النشوة بمجد موعود، تؤجّجها الدهشة الطاغية على محيَّا رفيقَيَّ، لم أتوقع تلك الحركة المباغثة من المهندس الذي دنا مني ونزل بضربة قوية على رأسي، قبل أن يخاطب المزارع قائلاً:
"أُنظر، ما زال رأسه قاسحاً!".
أشعر بالدوار، ولا أجرؤ على الالتفات يميناً ولا يساراً من حيث يأتي صوت ضحكات مكبوتة. أتجاوز ألمي وأنصتُ لرد المزارع الذي على عكس آمالي، يؤكد قول الخبير مُبيِّناً أنه منذ قرابة خمس سنوات، والله شاهد عليه، وهو يتعهَّدني بالسقي والعناية؛ وبينما أجيال وأجيال من القرع زُرعَت وجُنيَت، بقيتُ أنا على حالي، وكأني أتعمَّد ألاَّ أنضج رغم تنامي حجمي.
غير مندهش، يضرب المهندس كفًّا بكف مُعلناً:
"لا أظنه سينضج مهما حاولتَ ومهما استعملتَ معه من علاجات وأسمدة! أجرينا عدة اختبارات على العيٍّنة التي أخذناها منه، والنتيجة بالفعل قاطعة... هو مصاب بداء السطحية!".
يغشاني الذهول بينما الضحكات المكتومة على جانبَيَّ تتحول إلى قهقهات مستفزة، تحُول بيني وبين الإصغاء للمهندس الذي أسهب في الشرح، أمام فضول المزارع وإلحاحه لمعرفة سبب المرض الذي ألمَّ بقرعه المحبوب:
"أُنظر إلى الجذور التي نبتَ منها الغصن الذي يغذيه... إنها عارية لا تغطي التربةُ أعلاها، وتميل إلى الزحف أفقيًّا على السطح بدل التوغل في الأرض عموديًّا... هذا يحرم الغصن الأم وحبات القرع المتفرعة عنه من الغذاء الحقيقي الكامن في العمق، والأنكى يحدث مع قرعنا هذا، النابت في الطرف الأقصى من الغصن!".
يحاول المزارع تدارك الوضع عبر اقتراح تغطية الجذور والغصن بالتربة، لكن المهندس يُفهمه أن ذلك ربما يحسٍّن وضعية القروع الأخرى، أما عني، فلا جدوى من أي إجراء:
"للأسف، هذا فقط جزء من المشكل... لأن ما لحق بقرعنا الأخضر هو نتيجة ملامسته لفطريات خبيثة بداية نموه، تسربت سمومها إلى عروقه وأفسدت قلبه، بل وغيرت جيناته، مما أدى إلى هذا التشوه الخلقي الذي يجعله قاسحاً وأخضر من الخارج كما الداخل!".
يتصبب العرق من جبيني العريض، وتلتهب وجنتاي السميكتان، لكني أحافظ على رباطة جأشي، وأُقنع نفسي بأن الأهم هو أن أبقى دائم الاخضرار وألاَّ أشيخ. حتى المزارع يؤيد قناعتي إذ يسأل عن إمكانية الاحتفاظ بي في الحقل، ولو من أجل الزينة، لأنه ألِف وجودي بعد كل هذه السنوات التي بذلها في رعايتي.
أتنفس الصعداء وأرتاح لهذا الحل، لولا إصرار المهندس العنيد على ضرورة التخلص مني، زاعماً أن في إبقائي مجازفةً خطيرة تُعرض التربة الطيبة للفساد جراء مرضي.
أُمرغ وجهي في التراب نادباً حظِّي، بينما ينحني المزارع ويمد يده ليبترني من غصني برفق ولين، بالكاد أشعر معه بألم خفيف، وأسمعه يقول هامساً: "لا بأس، ربما أُقدمه طعاماً لبقراتي!".
لكن المهندس الصارم يحذره من مغبَّة فعل ذلك حرصاً على الأبقار من التسمم. وكالسم تسري برودة في عروقي صاعدةً من التربة تحتي؛ تجمِّدني، تحبس أنفاسي وغيظي وفزعي وكربي وتساؤلي عن مصيري؛ بينما على اليمين وعلى الشمال، تتعالى قهقهات ساخرة صادرة عن رؤوس لم يحن قطافها؛ كتابٌ مُؤجَّل لها، هو الآن يُساق عاجلاً لي، على أحر من الجمر، محمولاً على لسان المهندس عندما يسأله المزارع محتاراً: "وإذن، ماذا أفعل بهذا القرع الأخضر؟!"؛
فيجيبه قاطعاً: "المِحرقة سيدي، المِحرقة!".
- نعيمة السي أعراب، الملحق الثقافي لجريدة العلم، العدد 25677، الخميس 21 دجنبر 2023-
"أما أنت يا صاحبي، فلا خوف عليك ولا أنت تحزن!"، يهمس جاري على اليمين، وهو يتملَّى في خضرة رأسي ونضارة ملامحي، قبل أن يتابع: "كم أغبطك! في كل مرة تنجو من القطف؛ على خلافنا نحن، فإن نجونا اليوم، تبقى أيامنا معدودة. وحالما ننضج وتحمر خدودنا وتيبس أعناقنا، سنُقتلع تباعاً ونؤخذ إلى مصيرنا المعلوم، حيث قد ننتهي على طبق كسكس!".
أهز رأسي منتشياً، فلا أَحبَّ إلى قلبي من سماع كلمات المديح والإشادة، لكن جاري الذي على اليسار يأبى إلاَّ أن ينغِّص عليَّ بهجتي:
"بل الأجدر أن تشفق عليه! إنه بلا فائدة؛ يمتص الماء والغذاء والهواء ولا يعطي شيئاً. أما نحن، فهذه مهمتنا ورسالتنا في الحياة، ونحن لها منذورون!".
أمتنع عن التعليق، فلا رغبة لي في خوض جدال سيعكِّر مزاجي، ويحرمني من الغفوة التي أنوي الاستسلام إليها، مستشعراً دفء التربة تحتي ومستمتعاً بأشعة الشمس الحانية فوقي. ثم من أقنع هذا المدعي أن على كل مخلوق أن تكون له رسالة يؤديها؟! أنا أحيا حرًّا، منحلاًّ من أي التزام، متخفِّفاً من أي عبء سوى عبء رأسي الكبير، مطمئن البال أني سأظل دائم الخضرة والشباب والجمال!
يعقِّب الثرثار الذي على اليمين مخاطباً إياي:
"غريب أمرك، تمر عليك الأيام والفصول برياحها وعواصفها، فلا تنال منك شيئاً ولا تترك فيك أثراً... أنت أبداً لا تتغير!".
لا ألتفت إليه ولا أكلِّف نفسي عناء الرد، راحتي أهم وأغلى، وإلا كنتُ صرختُ بأعلى صوتي أني لا أريد أن أتغير! أريد البقاء هكذا! أنا الأجمل، أنا الأبهى! أنا الأفضل، أنا الأذكى! أنا الأقوى، أنا الأبقى! أنا، أنا، أنا..!
يسألني الفضولي من جديد:
"ألا تشعر بالوحشة عندما يأخذوننا، وتمكث مكانك دون أنيس؟".
أبتسم ساخراً من سذاجته، فهو يجهل أني أسعد كثيراً في وحدتي. هكذا أكون فارس هذا الحقل الوحيد. أسراب متجددة من الفراشات المنبهرة بمظهري، تحوم حولي وتسليني بعروضها الراقصة، وهي تخفق أجنحتها مشكِّلةً حلقات بديعة تنسلُّ منها الواحدة لترقص وسط الحلقة، ثم تقترب حتى تحطَّ على الزهرة فوق رأسي، تلبث لحظات وترفرف مبتعدةً مُحمَّلةً بالخيبة، تاركةً الدور لغيرها، والتي حتماً كسابقاتها، لن تعود لمراقصتي مرة أخرى.
أنتفض قليلاً، وأنا ألمح النحلة النشيطة التي دأبت على زيارتي بين الفينة والأخرى. تغيب أياماً ثم تؤوب آملةً أن تجدني قد نضجتُ وزهرتي قد طابت. ولكن هيهات هيهات! كيف يطيب الزهر والقلب أخضر؟!
يهدهد النسيم جفنيَّ، فأتثاءب قبل أن يثير انتباهي تمَلمُل جارَيَّ، فأنظر صوب تركيز بصرهما. حينها فقط أفهم توترهما وسبب توجسهما؛ إذ على بُعد بضعة صفوف، حيث كان المزارع منكفئاً على أحد القروع يتفقَّد حالته، إذا بشخص آخر يلتحق به، ويخوضان في حديث جِديٍّ، توحي نظراتهما وحركاتهما أننا محوره؛ ثم ها هما يتقدمان نحونا بخطى حثيثة.
أرفع رأسي مزهوًّا وألتفتُ إلى رفيقَيَّ لطمأنتهما:
"اِهدءا ولا تخافا، إنه المهندس الزراعي، وأنا المعني بزيارته. لقد فحصني الأسبوع الماضي، التقط لي عدة صور، وسجل لي شريطاً حيًّا، كما أخذ عيٍّنة مني. لا شك أني سأكون، بعد شهر، نجم المعرض الفلاحي! أجل، أنا مفخرة هذه المزرعة والمنطقة كلها! أنا قرع نادر، أنا قرع فريد! أنا الأجمل، أنا الأبهى! أنا الأفضل، أنا الأذكى! أنا الأقوى، أنا الأبقى! أنا، أنا، أنا..!".
في غمرة النشوة بمجد موعود، تؤجّجها الدهشة الطاغية على محيَّا رفيقَيَّ، لم أتوقع تلك الحركة المباغثة من المهندس الذي دنا مني ونزل بضربة قوية على رأسي، قبل أن يخاطب المزارع قائلاً:
"أُنظر، ما زال رأسه قاسحاً!".
أشعر بالدوار، ولا أجرؤ على الالتفات يميناً ولا يساراً من حيث يأتي صوت ضحكات مكبوتة. أتجاوز ألمي وأنصتُ لرد المزارع الذي على عكس آمالي، يؤكد قول الخبير مُبيِّناً أنه منذ قرابة خمس سنوات، والله شاهد عليه، وهو يتعهَّدني بالسقي والعناية؛ وبينما أجيال وأجيال من القرع زُرعَت وجُنيَت، بقيتُ أنا على حالي، وكأني أتعمَّد ألاَّ أنضج رغم تنامي حجمي.
غير مندهش، يضرب المهندس كفًّا بكف مُعلناً:
"لا أظنه سينضج مهما حاولتَ ومهما استعملتَ معه من علاجات وأسمدة! أجرينا عدة اختبارات على العيٍّنة التي أخذناها منه، والنتيجة بالفعل قاطعة... هو مصاب بداء السطحية!".
يغشاني الذهول بينما الضحكات المكتومة على جانبَيَّ تتحول إلى قهقهات مستفزة، تحُول بيني وبين الإصغاء للمهندس الذي أسهب في الشرح، أمام فضول المزارع وإلحاحه لمعرفة سبب المرض الذي ألمَّ بقرعه المحبوب:
"أُنظر إلى الجذور التي نبتَ منها الغصن الذي يغذيه... إنها عارية لا تغطي التربةُ أعلاها، وتميل إلى الزحف أفقيًّا على السطح بدل التوغل في الأرض عموديًّا... هذا يحرم الغصن الأم وحبات القرع المتفرعة عنه من الغذاء الحقيقي الكامن في العمق، والأنكى يحدث مع قرعنا هذا، النابت في الطرف الأقصى من الغصن!".
يحاول المزارع تدارك الوضع عبر اقتراح تغطية الجذور والغصن بالتربة، لكن المهندس يُفهمه أن ذلك ربما يحسٍّن وضعية القروع الأخرى، أما عني، فلا جدوى من أي إجراء:
"للأسف، هذا فقط جزء من المشكل... لأن ما لحق بقرعنا الأخضر هو نتيجة ملامسته لفطريات خبيثة بداية نموه، تسربت سمومها إلى عروقه وأفسدت قلبه، بل وغيرت جيناته، مما أدى إلى هذا التشوه الخلقي الذي يجعله قاسحاً وأخضر من الخارج كما الداخل!".
يتصبب العرق من جبيني العريض، وتلتهب وجنتاي السميكتان، لكني أحافظ على رباطة جأشي، وأُقنع نفسي بأن الأهم هو أن أبقى دائم الاخضرار وألاَّ أشيخ. حتى المزارع يؤيد قناعتي إذ يسأل عن إمكانية الاحتفاظ بي في الحقل، ولو من أجل الزينة، لأنه ألِف وجودي بعد كل هذه السنوات التي بذلها في رعايتي.
أتنفس الصعداء وأرتاح لهذا الحل، لولا إصرار المهندس العنيد على ضرورة التخلص مني، زاعماً أن في إبقائي مجازفةً خطيرة تُعرض التربة الطيبة للفساد جراء مرضي.
أُمرغ وجهي في التراب نادباً حظِّي، بينما ينحني المزارع ويمد يده ليبترني من غصني برفق ولين، بالكاد أشعر معه بألم خفيف، وأسمعه يقول هامساً: "لا بأس، ربما أُقدمه طعاماً لبقراتي!".
لكن المهندس الصارم يحذره من مغبَّة فعل ذلك حرصاً على الأبقار من التسمم. وكالسم تسري برودة في عروقي صاعدةً من التربة تحتي؛ تجمِّدني، تحبس أنفاسي وغيظي وفزعي وكربي وتساؤلي عن مصيري؛ بينما على اليمين وعلى الشمال، تتعالى قهقهات ساخرة صادرة عن رؤوس لم يحن قطافها؛ كتابٌ مُؤجَّل لها، هو الآن يُساق عاجلاً لي، على أحر من الجمر، محمولاً على لسان المهندس عندما يسأله المزارع محتاراً: "وإذن، ماذا أفعل بهذا القرع الأخضر؟!"؛
فيجيبه قاطعاً: "المِحرقة سيدي، المِحرقة!".
- نعيمة السي أعراب، الملحق الثقافي لجريدة العلم، العدد 25677، الخميس 21 دجنبر 2023-