-1-
لم أتوقَّف مُصادفةً أمام تلك النقوش
ربما لم تُلقِ المعرفةُ في حِجريَ الفلاحِ
ما أستطيعُ به تفسيرَ وصاياك
الوصايا التي تركتَها
على جدارِ بُستانٍ فرعونيٍّ قديمٍ،
أيها الزارعُ الأقدم.
لكنَّ الشِّعرَ فعَل؛
ولِذا_وفاءً للربيعِ_ سآذنُ لِسَنةٍ في رَيعان إبريلِها
أن تتفتَّحًَ قصيدةً يانعة،
وسأترُكها تُقامرُ برحيقها،
بَل وأُحرضُها على خَوض مغامرةِ التَفتُّحِ
قُدَّامَ جبَّانةٍ صِيغت في عَراء الكتابة،
على طرَفٍ مُستَتِرٍ من المدينةِ،
أو هكذا شُبِّهَ للذين صاغوها.
ودفاعًا عنهُ_عن الربيعِ_
سيكونُ على القصيدةِ أن تُعِدَّ رحيقَها
لمجابهةِ الذبابِ الأزرقِ، بتجرُّدٍ أبيضَ، وصدرٍ عُريان.
الذبابِ الذي آلتْ إليه أرواحُ الذين اختَطُّوا لُحودَ الجبانةِ،
وخَطوا اسمَ جيفةٍ وحيدةٍ على شواهدها
شاهدةً شاهدة،
قبل أن تنتثِرَ رُفاتهم تحت ترابها
مثلما يليقُ بكُتَّاب الظلِّ، وأولياءِ الزُّور.
تكونُ الرُّفاتُ مُزجاةً،
إلى حدِّ أن كفَّ أحد الموتى
إن أعياها البحثُ عن أختِها؛
لم تمانع في مشاركةَ التصفيقِ كفٍّا، أو قدمًا
أو خدًّا لميتٍ آخر.
أولئك الذين يَدخلونَ بجيفتهم المدينةَ
على حينِ
غفلةٍ من أهلها،
تَغافُلٍ مِن حَرَسِها الرَّخوِ،
وشفاعةٍ مِن سماسِرتها الأرذلين:
في الظَّلامِ يقَعُ كُلٌّ على حِصّتهِ
قبلَ أن يخلعَ هيئتَهُ وطَنينَهُ،
ويخرجَ ليُكلِّم العالَمَ في أمرِ المروءة،
القِيمة،
والفضيلة!
بَل..ربما استدعى طنينَهُ
ليتجاسَرَ على مديحِ الربيعِ ذاتِه!
ً
بينما يتكفَّل الربيعُ
بالنظرِ إلى تمثال الزارعِ المصري الأولِ
_ وقد جعلَ أصابعهُ في أُذنيهِ_
مُنصِتًا إلى تمتماتِهِ،
في ابتسامةٍ خَجْلَىٰ لشاعرٍ وديعٍ،
أو أخرىٰ وقِحةٍ لشاعرٍ يخلعُ المجازَ
لِيعِدَكم بقصيدةٍ فجَّةٍ؛
مُلائمةٍ للقراءةِ في الأسواقْ.
محمد أبوالعزايم
فيما يخص الشعر
لم أتوقَّف مُصادفةً أمام تلك النقوش
ربما لم تُلقِ المعرفةُ في حِجريَ الفلاحِ
ما أستطيعُ به تفسيرَ وصاياك
الوصايا التي تركتَها
على جدارِ بُستانٍ فرعونيٍّ قديمٍ،
أيها الزارعُ الأقدم.
لكنَّ الشِّعرَ فعَل؛
ولِذا_وفاءً للربيعِ_ سآذنُ لِسَنةٍ في رَيعان إبريلِها
أن تتفتَّحًَ قصيدةً يانعة،
وسأترُكها تُقامرُ برحيقها،
بَل وأُحرضُها على خَوض مغامرةِ التَفتُّحِ
قُدَّامَ جبَّانةٍ صِيغت في عَراء الكتابة،
على طرَفٍ مُستَتِرٍ من المدينةِ،
أو هكذا شُبِّهَ للذين صاغوها.
ودفاعًا عنهُ_عن الربيعِ_
سيكونُ على القصيدةِ أن تُعِدَّ رحيقَها
لمجابهةِ الذبابِ الأزرقِ، بتجرُّدٍ أبيضَ، وصدرٍ عُريان.
الذبابِ الذي آلتْ إليه أرواحُ الذين اختَطُّوا لُحودَ الجبانةِ،
وخَطوا اسمَ جيفةٍ وحيدةٍ على شواهدها
شاهدةً شاهدة،
قبل أن تنتثِرَ رُفاتهم تحت ترابها
مثلما يليقُ بكُتَّاب الظلِّ، وأولياءِ الزُّور.
تكونُ الرُّفاتُ مُزجاةً،
إلى حدِّ أن كفَّ أحد الموتى
إن أعياها البحثُ عن أختِها؛
لم تمانع في مشاركةَ التصفيقِ كفٍّا، أو قدمًا
أو خدًّا لميتٍ آخر.
أولئك الذين يَدخلونَ بجيفتهم المدينةَ
على حينِ
غفلةٍ من أهلها،
تَغافُلٍ مِن حَرَسِها الرَّخوِ،
وشفاعةٍ مِن سماسِرتها الأرذلين:
في الظَّلامِ يقَعُ كُلٌّ على حِصّتهِ
قبلَ أن يخلعَ هيئتَهُ وطَنينَهُ،
ويخرجَ ليُكلِّم العالَمَ في أمرِ المروءة،
القِيمة،
والفضيلة!
بَل..ربما استدعى طنينَهُ
ليتجاسَرَ على مديحِ الربيعِ ذاتِه!
ً
بينما يتكفَّل الربيعُ
بالنظرِ إلى تمثال الزارعِ المصري الأولِ
_ وقد جعلَ أصابعهُ في أُذنيهِ_
مُنصِتًا إلى تمتماتِهِ،
في ابتسامةٍ خَجْلَىٰ لشاعرٍ وديعٍ،
أو أخرىٰ وقِحةٍ لشاعرٍ يخلعُ المجازَ
لِيعِدَكم بقصيدةٍ فجَّةٍ؛
مُلائمةٍ للقراءةِ في الأسواقْ.
محمد أبوالعزايم
فيما يخص الشعر