389 - لو جاء في الغناء قرآن ما جاء إلا هكذا
قال مالك بن أبي السمح: سألت ابن سريج عن قول الناس:
فلان يصيب وفلان يخطئ، وفلان يحسن وفلان يسيء، فقال:
المصيب المحسن من المغنين هو الذي يشبع الألحان، ويملأ الأنفاس، ويعدل الأوزان، ويفخّم الألفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم الإعراب، ويستوفي النغم الطوال، ويحسّن مقاطيع النغم القصار، ويصيب أجناس الإيقاع، ويختلس مواقع النبرات، ويستوفي ما يشاكلها في الضرب من النقرات
فعرضت ما قال على معبد فقال: لو جاء في الغناء قرآن ما جاء إلا هكذا
390 - أحمد الله فقد نقهت
ابن الجوزي: مر غراب الماجن بسائل يقول: أنا عليل وأنا جائع!
فقال: احمد الله فقد نقهت
391 - يوم الأربعاء
ياقوت: لما ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن مسلم ابن جندب الهذلي أن يؤم بالناس في (مسجد الأحزاب) فقال له: أصلح الله الأمير، لِمَ منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي؟
قال: ما منعك منه إلا يوم الأربعاء يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء أما ... ينفك يحدث لي بعد النهي طربا
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني ... يأتي إلى (مسجد الأحزاب) منتقبا
يخبر الناس أن الأجر همته ... وما أتى طالباً أجراً ومحتسبا
لو كان يطلب أجراً ما أتى ظهراً ... مضمخاً بفتيت المسك مختضبا
392 - حتى في القبور!!!
يحيى بن حكم البكري الجياني: أرى أهل الثراء إذا توفوا ... بنوا تلك المقابر بالصخور
أبوا إلا مباهاة وتيهاً ... على الفقراء حتى في القبور!
393 - جهال الأطباء هم الوباء في العالم
في (الآداب الشرعية) لابن مفلح: ينبغي (للمرء) أن يستعين في كل شيء بأعلم أهله كما عليه نظر عقلاء الناس؛ لأن الأعلم أقرب إلى الإصابة. ولمالك في الموطأ: (عن زيد بن أسلم أن رجلاً في زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصابه جرح، فاحتقن الجرحُ الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه، فزعما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لهما: أيكما أطبّ؟ فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء). فأما الجاهل فلا يستعين به. قال ابن عقيل في (الفنون): جهال الأطباء هم الوباء في العالم، وتسليم المرضى إلى الطبيعة أحب إليّ من تسليمهم إلى جهال الطب
394 - الأعميان الخبيثان. . .
ابن الجوزي: أخبرنا علي بن المحسن عن أبيه قال: أخبرني جماعة من شيوخ بغداد أنه كان بها في طرف الجسر سائلان أعميان، أحدهما يتوسل بعليّ والآخر بمعاوية، ويتعصب لهما الناس، ويجمعان القطع، فإذا انصرفا اقتسما القطع، وكان يحتالان بذلك على الناس
395 - فينظر أيهدى له أم لا؟
في (كتاب الأم) للشافعي: استعمل النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلاً من الأزد على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ. فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إليّ؟ فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيُهدى له أم لا؟
936 - يا لون شعر الصبا
قال أبو بكر يحيى بن محمد الأنتقيري: كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بـ (ابنة ابن السكان) المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه فقالت على البديهة:
مر غراب بنا ... يمسح وجه الربى قلت له: مرحباً ... يا لون شعر الصِّبى!
397 - أتتكم شهود الهوى تشهد
دخل أبو القاسم نصر بن احمد الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد، فقال له أبو الحسين المثنى: يا أبا القاسم، ما قلت في حريق المربد؟ قال: ما قلت شيئاً. فقال له: وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة - والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل أسواقها - ولا تقول فيه شيئاً؟ فقال ما قلت ولكني أقول وأرتجل هذه الأبيات:
أتتكم شهود الهوى تشهد ... فما تستطيعون أن تجحدوا
فيا مريديون ناشدتكم ... على أنني منكم مجهد
جرى نفسي صُعُداً نحوكم ... فمن أجله أحترق المربد
وهاجت رياح حنيني لكم ... وظلت به ناركم توقد
ولولا دموعي جرت لم يكن ... حريقكم أبداً يخمد
مجلة الرسالة - العدد 303
بتاريخ: 24 - 04 - 1939
قال مالك بن أبي السمح: سألت ابن سريج عن قول الناس:
فلان يصيب وفلان يخطئ، وفلان يحسن وفلان يسيء، فقال:
المصيب المحسن من المغنين هو الذي يشبع الألحان، ويملأ الأنفاس، ويعدل الأوزان، ويفخّم الألفاظ، ويعرف الصواب، ويقيم الإعراب، ويستوفي النغم الطوال، ويحسّن مقاطيع النغم القصار، ويصيب أجناس الإيقاع، ويختلس مواقع النبرات، ويستوفي ما يشاكلها في الضرب من النقرات
فعرضت ما قال على معبد فقال: لو جاء في الغناء قرآن ما جاء إلا هكذا
390 - أحمد الله فقد نقهت
ابن الجوزي: مر غراب الماجن بسائل يقول: أنا عليل وأنا جائع!
فقال: احمد الله فقد نقهت
391 - يوم الأربعاء
ياقوت: لما ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن مسلم ابن جندب الهذلي أن يؤم بالناس في (مسجد الأحزاب) فقال له: أصلح الله الأمير، لِمَ منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي؟
قال: ما منعك منه إلا يوم الأربعاء يريد قوله:
يا للرجال ليوم الأربعاء أما ... ينفك يحدث لي بعد النهي طربا
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني ... يأتي إلى (مسجد الأحزاب) منتقبا
يخبر الناس أن الأجر همته ... وما أتى طالباً أجراً ومحتسبا
لو كان يطلب أجراً ما أتى ظهراً ... مضمخاً بفتيت المسك مختضبا
392 - حتى في القبور!!!
يحيى بن حكم البكري الجياني: أرى أهل الثراء إذا توفوا ... بنوا تلك المقابر بالصخور
أبوا إلا مباهاة وتيهاً ... على الفقراء حتى في القبور!
393 - جهال الأطباء هم الوباء في العالم
في (الآداب الشرعية) لابن مفلح: ينبغي (للمرء) أن يستعين في كل شيء بأعلم أهله كما عليه نظر عقلاء الناس؛ لأن الأعلم أقرب إلى الإصابة. ولمالك في الموطأ: (عن زيد بن أسلم أن رجلاً في زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصابه جرح، فاحتقن الجرحُ الدم، وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار فنظرا إليه، فزعما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لهما: أيكما أطبّ؟ فقالا: أو في الطب خير يا رسول الله؟ فزعم زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أنزل الدواء الذي أنزل الأدواء). فأما الجاهل فلا يستعين به. قال ابن عقيل في (الفنون): جهال الأطباء هم الوباء في العالم، وتسليم المرضى إلى الطبيعة أحب إليّ من تسليمهم إلى جهال الطب
394 - الأعميان الخبيثان. . .
ابن الجوزي: أخبرنا علي بن المحسن عن أبيه قال: أخبرني جماعة من شيوخ بغداد أنه كان بها في طرف الجسر سائلان أعميان، أحدهما يتوسل بعليّ والآخر بمعاوية، ويتعصب لهما الناس، ويجمعان القطع، فإذا انصرفا اقتسما القطع، وكان يحتالان بذلك على الناس
395 - فينظر أيهدى له أم لا؟
في (كتاب الأم) للشافعي: استعمل النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلاً من الأزد على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ. فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر فقال: ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول: هذا لكم وهذا أهدي إليّ؟ فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر أيُهدى له أم لا؟
936 - يا لون شعر الصبا
قال أبو بكر يحيى بن محمد الأنتقيري: كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بـ (ابنة ابن السكان) المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفه فقالت على البديهة:
مر غراب بنا ... يمسح وجه الربى قلت له: مرحباً ... يا لون شعر الصِّبى!
397 - أتتكم شهود الهوى تشهد
دخل أبو القاسم نصر بن احمد الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد، فقال له أبو الحسين المثنى: يا أبا القاسم، ما قلت في حريق المربد؟ قال: ما قلت شيئاً. فقال له: وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة - والمربد من أجل شوارعها وسوقه من أجل أسواقها - ولا تقول فيه شيئاً؟ فقال ما قلت ولكني أقول وأرتجل هذه الأبيات:
أتتكم شهود الهوى تشهد ... فما تستطيعون أن تجحدوا
فيا مريديون ناشدتكم ... على أنني منكم مجهد
جرى نفسي صُعُداً نحوكم ... فمن أجله أحترق المربد
وهاجت رياح حنيني لكم ... وظلت به ناركم توقد
ولولا دموعي جرت لم يكن ... حريقكم أبداً يخمد
مجلة الرسالة - العدد 303
بتاريخ: 24 - 04 - 1939