" إلى : محمد عبدالباسط عيد
إلى حصتنا المشتركة من الأمومة يا صديقى "
الأيدى مخلوقة للتلويح
ما من مرة سلمتُ فيها على أمى
وتجرأتُ على الالتفات ورائى
لأراها مرة أخيرة
كأننى أؤجل موتها بهذه الحركة
:
أن تجرؤ على الوداع
أن تلوّح لمن تحبهم، أو يلوّحون لك
أمر يحتاج إلى شجاعة
إلى قلب ميت
،،
البعاد أخو الأمل
شقيقه الأصغر
لكنّ الموت لا إخوة له
،،
أصابعك تتقاسم معك كل شىء
اللذة والألم
وأنت تسلّم على حبيبتك أو تصل معها إلى الشهقة
،،
تنتهى القصص بطريقة أو بأخرى
لكنّ طفلتك وهى تودعك بيدها الصغيرة
من نافذة الأتوبيس، من وراء الزجاج
قصة بلا نهاية
أن تظل أمك واقفة، لتراك قبل أن تغيب عنها
قصة ستعرفها إن كانت لك أمٌ تودعك
فى الشرفة
،،
من يودعنى حين تموتُ أمى
،،
أخبرتكم، مراراً، أن أبى مات ولم يترك صورة له
مات مرتين، لكنه ترك أمى
هى صورتى
وأنا بروازها الحزين
:
كم بيتاً سكنتُه معها
كم مرة كانت أمى هى البيت
لكنها ظلت تنحُل
حتى تحولتْ إلى خيط
مع الوقت تحولت أمى إلى طريق
،،
الأصابع تمنح اليد الأمومة
تأمل كفك تجد أماً
لكنّ أمى، بعظامها الهشة التى تمنعنى من احتضانها بقوة
هى كل أصابعى
ماذا أفعل بعد موتها
أنشر الخبر على الفيس، أستقبل العزاء، ثم أكتب قصيدة
هل هذا كل شىء
تباً ..هل تسمعون حسرتى
ماذا يمكن أن نفعل حيال الموت
غير التذكر والنسيان
:
لا يمكنك أن تلوم يد أمك، لأنها ستكف، بعد عمر طويل
عن التلويح
أو يدك إن كفت قبل يدها
ستكون محرجاً منها، لأنك متّ
لأنك إصبعها الأخير
لمن تلوّح أمك إذاً
كيف تجفف دمعها من غير إصبع
،،
دفنتْ أمى حياتها عدة مرات
حين تحوّل أبى من رجل إلى سرادق متنقل
حين عاد شقيقها الوحيد من الجيش فى صندوق
حين ماتت حفيدتها محترقة
حين ماتت أختى الوحيدة مقتولة
لم يبق من أمى غير إصبع وحيد هو أنا
كيف أكون أنانياً إلى هذه الدرجة
كيف أجرؤ على الموت قبلها
:
لا يصحّ أن تموت قبل أمك
ولا تستطيع العيش بعدها
حين تحضنها تأخد شكل قوس، وتكون هى قوسك الآخر
عند وداعها يتحول قلبك إلى وحمة بحجم الكفّ
لا يراها غيرك
:
معضلة أن تهجرك حبيبتك وهى على قيد الحياة
لم تكن تظن أن القصة ستنتهى هكذا
كل قصة تختار نهايتها
أبطالها
القصة هى المؤلف
وأنت مجرد راو
،،
ستوحشيننى يا أمى
فصّلت لك كفناً من كلمات ناصعة البياض
منذ زمن وأنا أنقّحه،
ليكون قبرك شرفة
منذ زمن أرتب حزناً عريضاً، لا أعرف كيف سأتسع له
ملامح مقطبة كتعقيب على كل شىء
سأكون من غيرك بلا فم
سأستعمل كل أصابعى فى تجفيف عينىّ
سألوح لقبرك
لقبرى، كلما مررتُ به أو مر بى
بكلتا يدىّ، بكل أصابعى
،،
الموت صعب يا أمى
لكنّ هجر الحبيبات أصعب
:
بأصابعك تستطيع أن تصحح موت أمك
كأنه خطأ مطبعى
يمكنك أن تتعقبه من صفحة إلى أخرى
لأن الأمهات لا يمتن
الأمومة لا تغير العنوان
أمك هى أنت
هى ابنتك
طريقتك فى الضحك، عاداتك، ردة الفعل نفسها
أمك هى الغربة
،،
أنا أو أنت
حبيبتى التى هجرتنى
حضنى الفارغ منذ 6 سنوات
أصابعى اليتيمة
ابنتاى البعيدتان
الحياة نفسها قصة قصيرة نجعلها نحن روايات
كل شىء جملة يا صديقى
لا بد لها من نقطة .
إلى حصتنا المشتركة من الأمومة يا صديقى "
الأيدى مخلوقة للتلويح
ما من مرة سلمتُ فيها على أمى
وتجرأتُ على الالتفات ورائى
لأراها مرة أخيرة
كأننى أؤجل موتها بهذه الحركة
:
أن تجرؤ على الوداع
أن تلوّح لمن تحبهم، أو يلوّحون لك
أمر يحتاج إلى شجاعة
إلى قلب ميت
،،
البعاد أخو الأمل
شقيقه الأصغر
لكنّ الموت لا إخوة له
،،
أصابعك تتقاسم معك كل شىء
اللذة والألم
وأنت تسلّم على حبيبتك أو تصل معها إلى الشهقة
،،
تنتهى القصص بطريقة أو بأخرى
لكنّ طفلتك وهى تودعك بيدها الصغيرة
من نافذة الأتوبيس، من وراء الزجاج
قصة بلا نهاية
أن تظل أمك واقفة، لتراك قبل أن تغيب عنها
قصة ستعرفها إن كانت لك أمٌ تودعك
فى الشرفة
،،
من يودعنى حين تموتُ أمى
،،
أخبرتكم، مراراً، أن أبى مات ولم يترك صورة له
مات مرتين، لكنه ترك أمى
هى صورتى
وأنا بروازها الحزين
:
كم بيتاً سكنتُه معها
كم مرة كانت أمى هى البيت
لكنها ظلت تنحُل
حتى تحولتْ إلى خيط
مع الوقت تحولت أمى إلى طريق
،،
الأصابع تمنح اليد الأمومة
تأمل كفك تجد أماً
لكنّ أمى، بعظامها الهشة التى تمنعنى من احتضانها بقوة
هى كل أصابعى
ماذا أفعل بعد موتها
أنشر الخبر على الفيس، أستقبل العزاء، ثم أكتب قصيدة
هل هذا كل شىء
تباً ..هل تسمعون حسرتى
ماذا يمكن أن نفعل حيال الموت
غير التذكر والنسيان
:
لا يمكنك أن تلوم يد أمك، لأنها ستكف، بعد عمر طويل
عن التلويح
أو يدك إن كفت قبل يدها
ستكون محرجاً منها، لأنك متّ
لأنك إصبعها الأخير
لمن تلوّح أمك إذاً
كيف تجفف دمعها من غير إصبع
،،
دفنتْ أمى حياتها عدة مرات
حين تحوّل أبى من رجل إلى سرادق متنقل
حين عاد شقيقها الوحيد من الجيش فى صندوق
حين ماتت حفيدتها محترقة
حين ماتت أختى الوحيدة مقتولة
لم يبق من أمى غير إصبع وحيد هو أنا
كيف أكون أنانياً إلى هذه الدرجة
كيف أجرؤ على الموت قبلها
:
لا يصحّ أن تموت قبل أمك
ولا تستطيع العيش بعدها
حين تحضنها تأخد شكل قوس، وتكون هى قوسك الآخر
عند وداعها يتحول قلبك إلى وحمة بحجم الكفّ
لا يراها غيرك
:
معضلة أن تهجرك حبيبتك وهى على قيد الحياة
لم تكن تظن أن القصة ستنتهى هكذا
كل قصة تختار نهايتها
أبطالها
القصة هى المؤلف
وأنت مجرد راو
،،
ستوحشيننى يا أمى
فصّلت لك كفناً من كلمات ناصعة البياض
منذ زمن وأنا أنقّحه،
ليكون قبرك شرفة
منذ زمن أرتب حزناً عريضاً، لا أعرف كيف سأتسع له
ملامح مقطبة كتعقيب على كل شىء
سأكون من غيرك بلا فم
سأستعمل كل أصابعى فى تجفيف عينىّ
سألوح لقبرك
لقبرى، كلما مررتُ به أو مر بى
بكلتا يدىّ، بكل أصابعى
،،
الموت صعب يا أمى
لكنّ هجر الحبيبات أصعب
:
بأصابعك تستطيع أن تصحح موت أمك
كأنه خطأ مطبعى
يمكنك أن تتعقبه من صفحة إلى أخرى
لأن الأمهات لا يمتن
الأمومة لا تغير العنوان
أمك هى أنت
هى ابنتك
طريقتك فى الضحك، عاداتك، ردة الفعل نفسها
أمك هى الغربة
،،
أنا أو أنت
حبيبتى التى هجرتنى
حضنى الفارغ منذ 6 سنوات
أصابعى اليتيمة
ابنتاى البعيدتان
الحياة نفسها قصة قصيرة نجعلها نحن روايات
كل شىء جملة يا صديقى
لا بد لها من نقطة .