عرض – جعفر الديري:
«نظرة استراتيجية على مملكة البحرين والمنطقة العربية في إطار دولي»، كتاب صادر عن مركز البحرين للدراسات والبحوث، قبل أن يحل، من تأليف مستشار الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد جاسم الغتم، ومستشار الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد نعمان جلال.
صدر الكتاب في إطار نشاط برنامج الدراسات الاستراتيجية الدولية التي اهتم منذ انشائه في فبراير/ شباط 2003 ببحث وتحليل الحوادث الدولية وخصوصا في المنطقة العربية ولا سيما منطقة الخليج.
يسعى الكتاب إلى تقديم منهج علمي في التعرف على المشكلات الراهنة ذات البعد الاستراتيجي ويستهدف بذلك المساهمة في إثراء الفكر السياسي والاستراتيجي في مملكة البحرين.
ويضم الكتاب عشرة فصول ومقدمة وخاتمة وثبت بأهم المراجع. ويحلل الفصل الأول قضية الأمن في إطار شامل وتنوع الأبعاد، كما يتناول تحديدا الأمن العربي والأمن الخليجي ثم أمن مملكة البحرين سعيا نحو بلورة فكر استراتيجي يتعلق بهذه القضية المهمة بالنسبة إلى أية دولة.
وجاء الفصل الثاني بعنوان «مرحلة جديدة متوقعة من التعامل الدولي مع العالمين العربي والإسلامي» وهو فصل يتناول حوادث دراسة لجامعة ميتشيغان الأميركية بشأن ما يسمى بالقيم العالمية والتي تبرز أن هذه القيم تتمحور حول القيم الجنسية وعلاقتها بتطور المجتمعات وتذهب إلى أن الدول الإسلامية عموما والعربية خصوصا توضح تخلف هذه القيم في النظرة للمساوات بين الجنسين ولتدني وضع المرأة ولرفض حرية الممارسات الجنسية وفقا للاختيار الشخصي، ولإصرارها على ربط العمل والقيادة السياسية بقيم دينية وأخلاقية.
ويقدم المؤلفان في هذا الفصل دفعا عقلانيا عن قيم الحضارة الإسلامية والعربية وممارستها ضد مثل هذه الاتهامات من دون أن يعني ذلك الرضى عن الذات باستبعاد منطق التصحيح والتغيير لاستبعاد الشوائب التي لحقت بهذه الحضارة وتراثها المتميز الذي قاد للإبداع في عصر ازدهارها.
وجاء الفصل الثالث عن العمليات السرية الأميركية ضد الإرهاب ويعتمد المؤلفان في هذا الفصل على تحليل دراسة بشأن الموضوع نشرتها مجلة جينز الخاصة بالشئون العسكرية ويظهر في هذا الفصل بوضوح التصارع بين الأجهزة الأمنية الأميركية، وكذلك أساليبها اللاأخلاقية في قمع الخصوم والقضاء عليهم.
أما الفصل الرابع فيحلل غزو العراق النتائج والدروس المستفادة في المجالات الإعلامية والعسكرية والسياسية والربط بين نتائج الحرب ومفهوم بناء استراتيجية الدولة في إطار من التخطيط الاستراتيجي السليم بالنسبة إلى أية دولة حتى تتجنب أن يحدث لها ما حدث في العراق في ظل صدام حسين.
ويحلل الفصل الخامس رد الفعل العربي على الغزو الأميركي البريطاني للعراق وكيف أنه كان رد فعل متفاوت من نظام إلى آخر، ولكنه في إجماله كشف العجز العربي العام، وضعف الإرادة والهزيمة النفسية التي أدت إلى تجريد المنطقة من أسلحتها الحقيقية وهي الموارد الاقتصادية والبشرية والأسلحة والنفط ورؤوس الأموال وهكذا انهارت المقاومة العربية بل واجه العرب ما يمكن أن نسميه مرض نقص المناعة السياسية ولعلنا نتساءل هل يمكن لحكماء العرب قادة ومفكرين أن يكثفوا جهودهم لاكتشاف علاج لنقص المناعة السياسية هذا؟
أما الفصل السادس فجاء بعنوان «نظرة استشراقية على الخليج بعد الغزو الأميركي للعراق»، ويحلل المؤلفان معالم الموقف الجديد بعد غزو العراق ووضع السياسة الأميركية في المنطقة ومشكلة إعادة بناء العراق والمقاومة العراقية المتوقعة للاحتلال وآثار كل ذلك على منطقة الخليج، وينتهي الفصل بتقديم تصورات لكيفية التعامل مع هذا الموقف المتفجر والخطير.
وفي الفصل السابع «تصورات بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بعد غزو العراق» يحلل المؤلفان د. محمد جاسم الغتم ود.محمد نعمان جلال التطورات في العراق والاتهامات الأميركية لنظام صدام حسين وبطلان تلك الاتهامات كما أظهرت الحوادث بعد الغزو ويشرح أهداف السياسة الأميركية في المنطقة في الفترة المقبلة.
وفي الفصل الثامن يقدم الكتاب «تحليلا استراتيجيا لقرار مجلس الأمن 1483 برفع العقوبات عن العراق «بعد سقوط نظام صدام حسين، ويتناول التحليل آثار القرار على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية. ودلالات التطور على السياسة البحرينية ودورها الدولي والإقليمي.
ونجد الفصل التاسع بعنوان «رئاسة البحرين للقمة العربية بين إدارة الأزمات وتفعيل العمل العربي المشترك»، ويقدم رؤية هي أقرب للمقترحات للقيادة البحرينية التي تضطلع بمهمة الرئاسة الدورية للقمة العربية ما بين مارس/ آذار 2003 حتى مارس 2004 فتعرض لتحديات العمل العربي المشترك وكيفية مواجهة تلك التحديات.
أمّا في الفصل العاشر والأخير فيقدم المؤلفان رؤية استراتيجية بعنوان «نحو رؤية استراتيجية لمملكة البحرين» ويحلل هذا الفصل حركة المجتمع البحريني والتحديات التي يواجهها في المرحلة الراهنة مثل التحدي الطائفي وتحدي البطالة وتحدي التنمية وتحدي الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، ويبرز أهمية المشاركة السياسية وأهمية وضع سياسة اجتماعية وسياسة مفهوم الأمن الشامل.
ويعكس الكتاب على النحو السابق يعكس ثلاثة أمور جوهرية:
الأول: الدور الجديد لمركز البحرين للدراسات والبحوث منذ أواخر العام 2002 أي مع بداية النظام الديمقراطي في مرحلته الجديدة وتولي قيادة جديدة للمركز عُرف عنها في مناصب ومواقع سابقة منهج المبادرات الشجاعة والرؤية بعيدة المدى.
الثاني: إصرار مركز البحرين على الاضطلاع بدوره كمركز لسبر أغوار الفكر والربط بين ذلك وبين حركة المجتمع والتفاعل معه. ولهذا فإن عددا من فصول ذلك الكتاب سبق أن ظهرت في الصحف البحرينية أو عقدت بشأنها ندوات في المركز في الشهور السابقة على صدور الكتاب.
الثالث: الربط بين الفكر البحريني والفكر والحوادث العربية فهناك فصول عالجت الأمن العربي، وأخرى عن أثر حوادث العراق على المنطقة ككل، وثالثة عن أثر السياسة الأميركية وتصوراتها على المنطقة العربية، ومن ناحية أخرى سعى المؤلفان إلى ربط الحوادث بالواقع البحريني باعتبار أن البحرين جزءا لا يتجزأ من منطقة الخليج خصوصا والمنطقة العربية عموما ساعيا نحو الدفع بقوة لطرح أهمية الرؤية الاستراتيجية المستقبلية لبناء الوطن على أسس علمية ثابتة.
المصدر: جعفر الديري.. صحيفة الوسط البحرينية: العدد 426 - الأربعاء 05 نوفمبر 2003م الموافق 10 رمضان 1424هـ.
«نظرة استراتيجية على مملكة البحرين والمنطقة العربية في إطار دولي»، كتاب صادر عن مركز البحرين للدراسات والبحوث، قبل أن يحل، من تأليف مستشار الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد جاسم الغتم، ومستشار الدراسات الاستراتيجية الدكتور محمد نعمان جلال.
صدر الكتاب في إطار نشاط برنامج الدراسات الاستراتيجية الدولية التي اهتم منذ انشائه في فبراير/ شباط 2003 ببحث وتحليل الحوادث الدولية وخصوصا في المنطقة العربية ولا سيما منطقة الخليج.
يسعى الكتاب إلى تقديم منهج علمي في التعرف على المشكلات الراهنة ذات البعد الاستراتيجي ويستهدف بذلك المساهمة في إثراء الفكر السياسي والاستراتيجي في مملكة البحرين.
ويضم الكتاب عشرة فصول ومقدمة وخاتمة وثبت بأهم المراجع. ويحلل الفصل الأول قضية الأمن في إطار شامل وتنوع الأبعاد، كما يتناول تحديدا الأمن العربي والأمن الخليجي ثم أمن مملكة البحرين سعيا نحو بلورة فكر استراتيجي يتعلق بهذه القضية المهمة بالنسبة إلى أية دولة.
وجاء الفصل الثاني بعنوان «مرحلة جديدة متوقعة من التعامل الدولي مع العالمين العربي والإسلامي» وهو فصل يتناول حوادث دراسة لجامعة ميتشيغان الأميركية بشأن ما يسمى بالقيم العالمية والتي تبرز أن هذه القيم تتمحور حول القيم الجنسية وعلاقتها بتطور المجتمعات وتذهب إلى أن الدول الإسلامية عموما والعربية خصوصا توضح تخلف هذه القيم في النظرة للمساوات بين الجنسين ولتدني وضع المرأة ولرفض حرية الممارسات الجنسية وفقا للاختيار الشخصي، ولإصرارها على ربط العمل والقيادة السياسية بقيم دينية وأخلاقية.
ويقدم المؤلفان في هذا الفصل دفعا عقلانيا عن قيم الحضارة الإسلامية والعربية وممارستها ضد مثل هذه الاتهامات من دون أن يعني ذلك الرضى عن الذات باستبعاد منطق التصحيح والتغيير لاستبعاد الشوائب التي لحقت بهذه الحضارة وتراثها المتميز الذي قاد للإبداع في عصر ازدهارها.
وجاء الفصل الثالث عن العمليات السرية الأميركية ضد الإرهاب ويعتمد المؤلفان في هذا الفصل على تحليل دراسة بشأن الموضوع نشرتها مجلة جينز الخاصة بالشئون العسكرية ويظهر في هذا الفصل بوضوح التصارع بين الأجهزة الأمنية الأميركية، وكذلك أساليبها اللاأخلاقية في قمع الخصوم والقضاء عليهم.
أما الفصل الرابع فيحلل غزو العراق النتائج والدروس المستفادة في المجالات الإعلامية والعسكرية والسياسية والربط بين نتائج الحرب ومفهوم بناء استراتيجية الدولة في إطار من التخطيط الاستراتيجي السليم بالنسبة إلى أية دولة حتى تتجنب أن يحدث لها ما حدث في العراق في ظل صدام حسين.
ويحلل الفصل الخامس رد الفعل العربي على الغزو الأميركي البريطاني للعراق وكيف أنه كان رد فعل متفاوت من نظام إلى آخر، ولكنه في إجماله كشف العجز العربي العام، وضعف الإرادة والهزيمة النفسية التي أدت إلى تجريد المنطقة من أسلحتها الحقيقية وهي الموارد الاقتصادية والبشرية والأسلحة والنفط ورؤوس الأموال وهكذا انهارت المقاومة العربية بل واجه العرب ما يمكن أن نسميه مرض نقص المناعة السياسية ولعلنا نتساءل هل يمكن لحكماء العرب قادة ومفكرين أن يكثفوا جهودهم لاكتشاف علاج لنقص المناعة السياسية هذا؟
أما الفصل السادس فجاء بعنوان «نظرة استشراقية على الخليج بعد الغزو الأميركي للعراق»، ويحلل المؤلفان معالم الموقف الجديد بعد غزو العراق ووضع السياسة الأميركية في المنطقة ومشكلة إعادة بناء العراق والمقاومة العراقية المتوقعة للاحتلال وآثار كل ذلك على منطقة الخليج، وينتهي الفصل بتقديم تصورات لكيفية التعامل مع هذا الموقف المتفجر والخطير.
وفي الفصل السابع «تصورات بشأن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بعد غزو العراق» يحلل المؤلفان د. محمد جاسم الغتم ود.محمد نعمان جلال التطورات في العراق والاتهامات الأميركية لنظام صدام حسين وبطلان تلك الاتهامات كما أظهرت الحوادث بعد الغزو ويشرح أهداف السياسة الأميركية في المنطقة في الفترة المقبلة.
وفي الفصل الثامن يقدم الكتاب «تحليلا استراتيجيا لقرار مجلس الأمن 1483 برفع العقوبات عن العراق «بعد سقوط نظام صدام حسين، ويتناول التحليل آثار القرار على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية. ودلالات التطور على السياسة البحرينية ودورها الدولي والإقليمي.
ونجد الفصل التاسع بعنوان «رئاسة البحرين للقمة العربية بين إدارة الأزمات وتفعيل العمل العربي المشترك»، ويقدم رؤية هي أقرب للمقترحات للقيادة البحرينية التي تضطلع بمهمة الرئاسة الدورية للقمة العربية ما بين مارس/ آذار 2003 حتى مارس 2004 فتعرض لتحديات العمل العربي المشترك وكيفية مواجهة تلك التحديات.
أمّا في الفصل العاشر والأخير فيقدم المؤلفان رؤية استراتيجية بعنوان «نحو رؤية استراتيجية لمملكة البحرين» ويحلل هذا الفصل حركة المجتمع البحريني والتحديات التي يواجهها في المرحلة الراهنة مثل التحدي الطائفي وتحدي البطالة وتحدي التنمية وتحدي الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، ويبرز أهمية المشاركة السياسية وأهمية وضع سياسة اجتماعية وسياسة مفهوم الأمن الشامل.
ويعكس الكتاب على النحو السابق يعكس ثلاثة أمور جوهرية:
الأول: الدور الجديد لمركز البحرين للدراسات والبحوث منذ أواخر العام 2002 أي مع بداية النظام الديمقراطي في مرحلته الجديدة وتولي قيادة جديدة للمركز عُرف عنها في مناصب ومواقع سابقة منهج المبادرات الشجاعة والرؤية بعيدة المدى.
الثاني: إصرار مركز البحرين على الاضطلاع بدوره كمركز لسبر أغوار الفكر والربط بين ذلك وبين حركة المجتمع والتفاعل معه. ولهذا فإن عددا من فصول ذلك الكتاب سبق أن ظهرت في الصحف البحرينية أو عقدت بشأنها ندوات في المركز في الشهور السابقة على صدور الكتاب.
الثالث: الربط بين الفكر البحريني والفكر والحوادث العربية فهناك فصول عالجت الأمن العربي، وأخرى عن أثر حوادث العراق على المنطقة ككل، وثالثة عن أثر السياسة الأميركية وتصوراتها على المنطقة العربية، ومن ناحية أخرى سعى المؤلفان إلى ربط الحوادث بالواقع البحريني باعتبار أن البحرين جزءا لا يتجزأ من منطقة الخليج خصوصا والمنطقة العربية عموما ساعيا نحو الدفع بقوة لطرح أهمية الرؤية الاستراتيجية المستقبلية لبناء الوطن على أسس علمية ثابتة.
المصدر: جعفر الديري.. صحيفة الوسط البحرينية: العدد 426 - الأربعاء 05 نوفمبر 2003م الموافق 10 رمضان 1424هـ.