شهادات خاصة عبدالرحيم التدلاوي - شهادة في حق أخينا القاص عبد الله المتقي الذي أرجو لك الشفاء بعد وعكته الصحية، والعودة إلينا وإلى عشق الحرف سريعا

عرفت القاص والشاعر والناقد عبد الله المتقي من خلال ديوان شعري له استعرته من المكتبة الوسائطية بمكناس، أعجبتني القصائد لدرجة أثرت في بعضها فنسجت على منوالها قصائد سميتها "الشاعر مرة أخرى"، وأسعفني الحظ إذ التقيت به ثلاث مرات، مرة في مدينة خنيفرة الأبية، حيث كان يدير اللقاء، وسعدت أن أكون في المنصة نفسها التي يعتليها حيث قرأت بعض نصيصاتي، للإشارة، كنا جمعا واحتج البعض على تأخير قراءته، فما كان منه إلا أن رد ردا طريفا يعبر عن سرعة بديهته، لإذ قال، وخير ما في الطاووس ذيله، فرضي المحتج ومرت الأمور بسلام. ثم كان اللقاء الثاني بمدينة مكناس، أما الثالث ففي مدينة الناضور الجميلة، في إطار المهرجان الأول للقصة القصيرة جدا، وكانت مناسبة لأجالسه صحبة مبدعين آخرين؛ وجدت فيه الرجل المرح الذي يسعى إلى صياغة معشوقته القصيرة بكل أريحية وحب، وقد نال إعجاب الحاضرين ومحبتهم لإنسانيته. علما أنه متقلب المجاز ككل المبدعين، مرة يكون في أحسن حال، وانية يكون عكرا فلا ينبغي الاقتراب منه؛ وقد تأتيه المجازية في اللحظة نفسها، لكن ذلك لا ينفي عنه بعده الإنساني. كان قد أرسل لي مجموعته "الكرسي الأزرق"، وهذا تشريف حفزني على تخصيص ورقة لها وكانت بعنوان "البعد الكالغرافي في المجموعة" خصصت لها فترة زمنية معتبرة وكنت أقضي عطلتي بهرهورة حيث ذبجت الورقة بأحد مقاهيها، وسلمت له الملف، ففرح بها فرح الطفل الذي يسكنه بعذوبة، وشكرني على اهتمامي وعلى الجهد الذي بذلته في القراءة، وكان ذلك حافزا لي على المضي في مقاربة الأعمال الإبداعية. الرجل دمث الأخلاق، طيب القلب والسريرة، يقبل عليك بابتسامته الحلوة فتظلك برقتها، لا تشعر معه بالحرج، فهو دائم الإنصات، يحترم الرأي والرأي الآخر. يعمل جاهدا على الرفع من شأن القص الوجيز حتى إنه كان قد خصص له مجلة تحمل اسم "المقه"، يقرأ نصوصه السردية والشعرية بطريقة العاشق حتى يوصل إليك أحاسيسه ومشاعره بيسر وسهولة، فترى نفسك منجذبا إلى عوالمها راضيا مرضيا. مؤخرا، قرأت له مجموعته الشعرية الثانية، كنت قد استعرتها من صديق، فنالت إعجابي كما بقية أعماله التي تمتلك سحرا له وقع على القارئ. وقد أسعفني الحظ في أن أكتب ورقة عن مجموعته القصصية "آيس كريم ... رجاء"، وإذا كانت قراءتي الأولى قد ضاعت، فإن الثانية قد نجت من هذا المصير حيث ثم نشرها في منبر ثقافي. عبد اله المتقي، اسم على مسمى، فهو من عبيد الله المتقين الأحرار، يؤمن بالحرية وبأهمية صون كرامة الإنسان، ولذا، نجد نصوصه بمختلف ألوانها وحتى النقدية تصب في هذا الاتجاه. سررت بالتعرف عليه، وعلى أعماله، وتابعت قراءاته فوجدته مسكونا بالهم الثقافي والمعرفي، مدافعا على الإبداع المغربي والعربي، يناضل من أجل إعلاء الكلمة الصادقة والجميلة. شكرا للمواقع الثقافية التي قربت بيننا، وجعلت التواصل سهلا، والتفاعل منسابا.


1716637178707.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى