الحسين الهواري - السماط المغربي le buffet marocain القرن 13م

صورة مفصلة رائعة على فخامة عصر المرينيين
من تدوينة معاصرهم وشاهد عيان صاحب النفاضة :
.. غمر من الطعام البحر وطما الموج ..ما بين قصاع افعمها الثرد وهيل بها السمن عليها سمان الحملان واواني من الذهب المحكم حملت عليها أطعمة لذيذة صنعت بغزير من التوابل وسيدة الأحامرة الثلاثة ( الطعام و الشراب و البخور ) و أنواع مختلفة من الأسماك وأنواع من الطيور يتقدمهم الدجاج المفضل ثم تتلوهم صحون نحاسية مليئة بأطعمة خاصة عجيبة من كباب اللحم وطيور اللقلاق وأصناف من الحلوى المستبطنة المحشوة باللباب وهي على أشكال بين المقلية والمرشوشة بالسكر و المغمورة بالعسل كمجاج الشهد وقد قام السماط من خدام واساودة أخذتهم الآداب وهذبتهم الدربة أي مدربين على الخدمة فخفت منهم الحركة ويعملون في صمت ..
للوصف تتمة لنفس المؤلف لسان الدين بن الخطيب في حلقة قادمة

يتبع
بقلم الهواري الحسين

* المرينيون، بنو مرين أو بنو عبد الحق هي سلالة أمازيغية حكمت بلاد المغرب الأقصى من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر ميلادي، وتوسعت حدود دولتهم خارج نطاق المغرب في عهد السلطان أبي سعيد الأول، ويوسف بن يعقوب وخاصة أيام أبي الحسن المريني، الذي ضَمَّ لدولته المغرب الأوسط والأدنى فوحد المغرب الكبير تحت رايته، مسيطرا على بلاد السوس ومعاقل الصحراء جنوبا إلى مصراتة قرب الحدود المصرية شرقا، ورندة بالأندلس شمالا، ولم يستطع المرينيون بسط سيطرتهم على كامل الأراضي التي كانت تشكل الدولة الموحدية، غير أنهم استطاعوا توحيد المغرب الأقصى والعبور إلى الأندلس للجهاد لوقف زحف ممالك إسبانيا ومكافحة القرصنة المسيحية على سواحل المغرب.
ظهر بنو مرين على مسرح الأحداث السياسية واستطاعوا إلحاق الهزيمة بالجيش الموحدي الذي أعده والي فاس لحربهم في أول صدام لهم مع الموحدين، ثم تفاقم خطرهم، وازدادت قوتهم، فاستطاعوا القضاء على الدولة الموحدية والجلوس في مكانها بعد قضائهم على الموحدين في مراكش سنة 668 هـ/ 1269 م، واتخذوا من مدينة فاس عاصمة لهم. وأول سلطان لهم هو يعقوب بن عبد الحق. وحمل المرينيون مهمة الجهاد في الأندلس، وحازوا على مجموعة من المدن الأندلسية،وعلى عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق وصل عددها 53 ما بين مدن وحصون، زيادة على 300 من القرى والبروج، أبرزها الجزيرة الخضراء وطريف وملقة وقمارش ورندة .
* لسان الدين بن الخطيب نفاضة الجراب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى