الهواري الحسين - بنت نجو المرأة التي أنقذت الطبخ المغربي

بنت نجو المرأة التي أنقذت الطبخ المغربي ونقلته عبر الأجيال من بلاط بني مرين إلى الأشراف السعديين وخلدها التاريخ .قراءة في كتاب الصغير اليفرني نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي . العريفة بنت بن نجو عملت في بلاط المرينيين ولما إنتهت دولتهم وزال حكمهم انتقلت الى بلاط السعديين ونقلت معها كل خبرتها وحنكتها في مجال الطبخ و الطعام و تدبير القصور . قصة العريفة بنت بن نجو معلمة ومربية السلاطين تمتد من زمن المرينيين حتى عصر السعديين وهي رمز للمرأة المغربية وللعريفة المرينية بالأخص التي نالت استحسان ملوك بني مرين السلاطين السعديين وتولت خدمتهم. وقد زخرفة أيام السعديين عند دخولهم إلى فاس حسب مؤلف تاريخ الدولة السعدية.
لم يخطر ببال العريفة، وهي التي تربت في كنف بني مرين بمدينة فاس، وخبرت الحياة اليومية داخل القصور والبيوتات، أنها ستلقن السعديين فنون الطبخ الراقي ومظاهر الحياة الملوكية لاسيما داخل القصور والبيوتات السعدية ، وأنها ستنجو من بطش محمد الشيخ، الذي تحكم أثناء دخلته الثانية «في أهل فاس وقهر أهلها ونفى أكثرهم للجبال كما قال مؤلف تاريخ الدولة السعدية.
فقد وجد السعديون بنت ابن نجوا في الدار وأبقوها على ما هي عليه، فوجدوها أكبر حجة في الدار.
فأرتهم كيف يصنعون الأطعمة ويطهونها ، وكيف يطبخون، وكيف يدفع الطعام في أوقاته وفصوله، ففصل الشتاء بفاكهته وأوانيه، وفصل الربيع بألبانه وأدامه، وفصل الصيف بفاكهته الخضراء، وفصل الخريف كذلك، وتقديم الطعام وقت الإفطار بما يليق من الشيء وغيره، وكذا الغذاء بترتيبه، والعشاء مثل ذلك بكفاية على القوم المتعلقين بإقامة الدار إلى غير ذلك... حسب المؤرخ اليفرني .
لم يفت العريفة وهي تلقن السعديين، أصول أنماط غذائية متشبعة بنظم حضرية، متحت من ثقافات متعددة، تعكس امتداد المغرب في جغرافية العالم، وحتمية انفتاحه وتفتحه على الثقافات العالمية، بحكم الجغرافيا والتاريخ، أن تلقن السعديين محاسن ما يديم المعروف، ويبقي على العشرة، «فأرتهم كيف يلبسون نساءهم الملابس الحسان، والتنوير بالطيب والزينة والزي العجيب، والفروش من الحرير والرقم في المخاد والأردية، ووقد الشمع إلى غير ذلك...»، يضيف نفس المؤرخ. وإذا كانت العريفة التي كانت لبني مرين ودخلت بيد الشرفاء، قد زينت لهم الدار وقامت بمهمتها فيها
بعد أن كانوا متشبعون بثقافة غذائية بدوية، إلى جانب ضعف درايتهم بتدبير شؤون الحكم، قد تزخرفت على يد العريفة حياتهم...

يتبع بقلم الهواري الحسين


* محمد الصغير الافراني أو اليفرني من مواليد حوالي 1108 توفي حوالي 1156 هو مؤرخ و أديب وفقيه مغربي من أشهر مؤلفاته نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى