د. سليمان جادو شعيب - الدكتور خالد عبد الغني. عالماً وأديباً وناقداً

يعد الدكتور خالد عبد الغني أحد الرواد المعاصرين في علم النفس، بل تعدت إبداعاته في شتى العلوم الإنسانية، فقد تضلع في الآداب والعلوم التربوية والإسلامية، فهو موسوعي المعرفة، وعالم فذ، فنحن حقاً بكل فخر واعتزاز أمام عالم جليل، وقيمة وقامة علمية وثقافية وأدبية ونقدية رفيعة، لا يشق له غبار، غزير الإنتاج في مختلف العلوم الإنسانية، فمؤلفاته الثرية تكاد تصل إلى الخمسين كتاباً أو يزيد، هذا عدا العديد من البحوث والدراسات التي نشرت في المجلات العلمية، والتي ألقيت في المؤتمرات العالمية، بالإضافة إلى مئات المقالات التي نشرت في المجلات والصحف المصرية والعربية، وما أفاض به من الأحاديث التليفزيونية والإذاعية في مصر وخارجها، وقد نالت مؤلفاته إعجاب العلماء والمثقفين بالدول العربية والأوروبية، وقد ظلت كتبه في كثير من الجامعات العربية الكبرى بمصر والخليج العربي، بل بمكتبة الكونجرس الأمريكي.
ولد الدكتور خالد عبد الغني في 31 يناير عام 1970 في قرية بلقس التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، حيث تلقى فيها العلوم الدينية وقراءة وحفظ القرآن الكريم منذ صغره ونعومة أظافره، فشب ونشأ وتربى على القيم الأخلاقية والمبادئ السامية، واستفاد مما كان يجلبه والده يومياً من الكتب والمجلات والصحف طوال ثلاثين عاماً، مما جعله يكون لديه مكتبة عامرة وضخمة بشتى العلوم في سن مبكرة جداً.
فقد كان والده معلمه الأول الذي تلقى وتعلم على يديه مبادىء القراءة والكتابة والرسم، حيث وجد في ابنه طفلاً فطناً لماحاً، وبارعاً متفوقاً، ذا خلق رفيع، وفور تخرجه في الجامعة مباشرة، اشتغل في المجال الصحفي بصحيفة" النور" الإسلامية التي يصدرها حزب الأحرار، وفي أثناء تلك الفترة رأى عمالقة الصحافة ورواد الأدب، أمثال مصطفى أمين وعادل حسين، ومحمد عبد الله السمان، ومحمد الغزالي، وغيرهم الكثير، وقد نشر إنتاجه العلمي بالصحف والمجلات الخليجية أثناء فتره عمله خارج مصر، ثم بعد عودته نشر سبعة وثلاثين كتاباً، وعمل مدير تحرير مجلة" الراية"، ونائب رئيس تحرير مجلة " التحليل النفسي"، ومؤسس ورئيس تحرير مجلة" النداء"، و"صاحب جائزة خالد عبد الغني للتفوق العلمي" منذ عام 2010م.
فهو لديه عشق جارف للتأليف والإبداع، فنجده يقول لنا:" كنت وما زلت أحرص على صداقة اثنين ساعي البريد وأمين المكتبة، فكلاهما يوفر لي الدوريات والكتب والمراجع، والمنشورات المختلفة بسماحة وطيب خاطر.
خالد عبد الغني من الشخصيات الموسوعية المبدعة، فهو لديه دأب على البحث والتنقيب، وحماسة لا تفتر أبداً لتعلم المزيد وكل ما هو جديد ومبتكر، وهو أيضاً رجل منضبط في فكره ومفرداته، ويتمتع بعقل وفكر ثاقب مستنير، وصاف مدرب على توليد الأفكار الناضجة الناقدة المتوهجة.
ومما يزيدني فخراً واعتزازاً، لثقته في شخصي المتواضع، فقد شرفت بترشيح منه - حفظه الله ورعاه - أن أسند إلي مراجعة كتابه لغوياً، وهو كتاب نفيس موسوم ب" النهر الخالد"، والذي كتب عنه المؤرخ العراقي الكبير، والباحث والمفكر القدير الدكتور صباح محسن كاظم، عضو اتحاد الأدباء والمؤرخين الدولي، كتاباً فريداً من نوعه، أسماه" خالد عبد الغني كنز ثقافي".
فهو حقاً، كنز ثقافي، غزير الإنتاج والإبداع، كتبت عنه الدكتورة القديرة (دينا السيد الجميلي)، تقول: " خالد عبد الغني عالم فذ، من الشخصيات النبيلة والمشرفة، الذي يبهرك بعلمه في تخصصه (علم النفس)، إلى جانب تضلعه في العلوم والآداب العربية والإسلامية، وكافة المعارف الأخرى، فهو عالم وأديب، وناقد بارع متميز، يبهرك بإنسانيته وتواضعه الجم، وروحه الجميلة، وأخلاقه الرفيعة بالرغم من غزارة علمه، وسيرته الذاتية العظيمة، ومسيرته الحافلة بالعطاء والإبداع" .
وهو من النقاد الذين مازجوا بين علم النفس والنقد الأدبي، وأصدر لذلك العديد من الكتب النقدية سواء المتعلقة بالأدب أو علم النفس في مختلف المجالات العلمية، وكذلك التربوية، وفي غضون سنوات قليلة أصبح واحداً من أهم النقاد الذين لا يقام ندوة علمية أو مؤتمر أدبي دون أن يكون له حضور فاعل فيه.
وقد قدم لنا عبر تلك السنين، العديد من الإصدارات والكتابات القيمة، مؤلفاً وناقداً ومناقشاً، مما أثرى المكتبة العربية بهذا الزخم الفكري والثقافي الحديث، والذي يتطلع إليه الباحثون وطلاب العلم والمعرفة.
ويضيق المقام هنا لذكر كل مؤلفاته، ولعل أهم وأبرز مؤلفاته العديدة على سبيل المثال لا الحصر، كتاب"عروس البحر لا تدخل الجنة" لعام 2005م، و"وحي التجلي"، و" التحليل النفسي "2006، و"الذكاء والشخصية"2008، كما أنه متيم بأديبنا العملاق نجيب محفوظ، فكتب عنه ثلاثة كتب فريدة من نوعها، وهي " نجيب محفوظ وسردياته العجائبية2011م، و" نجيب محفوظ من الجمالية إلى نوبل" 2012، و"نجيب محفوظ بين الأسطورة والتحليل النفسي" 2016، وكتاب" اضطراب الشخصية" دراسات في الرواية العربية 2014، و كتاب "اتجاهات معاصرة في علم النفس" 2017، و كتاب" حوارات عن علم النفس والأدب"، وغيرها كثير ولا يزال في جعبته الكثير والكثير من العطاء والإبداع المتميز، ولا أظنه يتوقف عن ذلك أبداً؛ لأنني أدرك تماماً مدى تعطشه للعلم والمعرفة، وقوة إرادته وصبره وهمته العالية، وتفاؤله بغد مشرق باسم في سماء الإبداع.
ويظل الدكتور القدير خالد عبد الغني، رمز فخر واعتزاز لكل أديب ومفكر مصري وعربي، لإصالته وإسهاماته الفكرية الجليلة التي أثرت حياتنا الثقافية والمكتبة العربية بكل المعارف والعلوم المختلفة.



1718561931501.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى