سالم الشبانه - الجرح القديم...

أنا مريض يا الله! كصخرة في قمة جبل فوقها وعل وحيد.
جسدي يعمل كماكينة جيدة بموديل قديم
فأصحو كدرا كعادتي القديمة
أمشي بأحذية بالية،
في شوارع قد تنتهي فجأة كذبابة دائخة
أنا مريض..
ولا يمكنني أن أجاهر به في خلائي الأبدي هذا
أنا وحيد.. أكره العالم،
وأكره الآخرين الذين كروث كلب جاف
يدي معطوبة بدم يجر قدميه المكسحة
عيني كليلة من الفراغ الغويط
وهذا الصراخ الصامت
لن يجدي في خلخلة الجذور التي تلتف حول رقبتي
لست جائعا ولا شبعا
لست فرحا ولا حزينا
لست طيبا ولا خبيثا
لست معلوما ولا مجهولا
لست مارقا ولا نبيا
لست أعمى ولا بصيرا
لست هالكا ولا ناجيا
حواسي مثلومة كمحراث متآكل من الصدأ
قلبي بركة دماء عكرة تنمو على حافتها
أقحوانة ملوثة بحقد أسود.
كلما غنيت، بكيت
وكلما بكيت، غنيت أغنية بدائية كالعواء
كلما أحببت سقطت في شرك الماضي
الذي لا أملكه، ولا يملكني.
أنا وحيد يا الله،
خائف كبحار يبحر في بحر الظلام بشراع ممزق
وأساطير تعلق بثيابه كالقمل
بشعر متهدل على كتفه كالقرصان
وأصابع مجرحة من الندم الطويل والتجديف الأهوج
بلا طريق،
ولا نجم يلمع في السماء كروح أجداد قدماء
ولا امرأة تغزل ثوب انتظاره الطويل
الصخرة الهائلة تقترب؛
ومجدافي محطم،
روحي تحوم في الأفق البعيد
يرقات منطفئة.
الأبدية هوة سوداء تتسع كجرح لا يلتئم، يا الله، كم أنا مريض!

سالم الشبانه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى