الحسين الهواري - تاريخ صيكوك بين ابن منظور صاحب اللسان والألماني فريدريك ويزربركر مؤلف الرحلة والأساتذة حبيدة وشفيق... قراءة في أصول وجبة شعبية رائعة

أثار تدخل للأستاذ محمد حبيدة على قناة عمومية مغربية حول وجبة الصيكوك الشعبية كثيرا من اللغط والنقاش والحوار المتباين، وقد وقع الأستاذ في مغالطات لا تغتفر باعتباره استاذ وعالم التاريخ وهي كبوة لا تغتفر أثارت الكثير من الغضب من أطراف معروفة لاسيما من فريق الأستاذ محمد شفيق الذين ينسبون كل ما هو مغربي إلى طائفة محددة من المجتمع المغربي متناسين أن الطبخ المغربي يتركب من روافد متعددة، وهذه الروافد المتنوعة هي التي أثرت فنون العيش والطبخ خاصة الذي تشكل على مر العصور من الأمازيغي والعربي والصحراوي واليهودي وباقي الروافد المتنوعة التي شاركت في تكوينه وتشكيله وساعدت في نشره وشيوعه. وإن كنت أكن للاستاذ محمد حبيدة احتراما كبيرا لما نشره في السابق من أبحاث ودراسات تاريخية في مجال الغذاء المغربي لا سيما كتابه عن المغرب النباتي فإني لا اشاركه الرأي حول أطروحاته عن وجبة صيكوك، وأرى أنه أخطأ في ذلك فقد اعتبر أن كلمة صيكوك مشتقة من جملة اللغة الفرنسية
c'est au coq
donner au coq اعطي الطعام للديك
وبالرجوع إلى هذه الوصفة القديمة التي وجدت في المغرب قديما إلى جانب وصفات كثيرة تشبهها والتي كانت متداولة في القرى والبوادي عند المزارعين والفلاحين كطعام للفقراء، ودخلت المدن بعد ذلك لتصبح وجبة موسمية.
في القاموس الأمازيغي وحسب الأستاذ محمد شفيق فإن كلمة صيكوك من اللغة الأمازيغية ففي معجم l'encyclopédie berbère نجد "صيكوك" أو "صايكوك" (كسكس مسقي باللبن الحامض المخيض)، من الأمازيغية aẓikok وasakuk بنفس المعنى.
لكننا نجد بالمقابل معاجم عربية كثيرة تتناول هذا المصطلح فعند ابن منظور و ابن سيده و ابن السكيت من ناحية الاثيمولوجيا اللغوية نجد مصطلح صيكوك عند ابن منظور في لسان العرب يقارن الصمكوك باللبن الحامض و اللبن الخاثر وانواعه المختلفة. كما نجد أن المصطلح استعمل في اللغة اللاتينية لأول مرة بواسطة الرحالة الألماني فريدريك ويزربركر مؤلف رحلة ( ثلاثة أشهر في بوادي المغرب) و الذي ألفه في بداية القرن التاسع عشر ...

يتبع بقلم الهواري الحسين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى