د. محمد عباس محمد عرابي - نماذج ودلائل من عطاءات الله لعباده في سورة ال عمران

إعداد /محمد عباس محمد عرابي


الله (سبحانه وتعالى) عظيم أوجد الكون من العدم، يقول للشيء كن فيكون، سبحانه هو الرازق الخالق، سبحانه يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُبِغَيۡرِحِسَابٍ،ويَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ،ٱللَّهُيَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓأَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُسبحانه هو على كل شيء قدير
سبحانه جعل النار لا تحرق إبراهيم، وجعل السكين لا تحرق إسماعيل، ونجا يونس في بطن الحوت عليهم السلام، ونجا يوسف من البئر، ونجا محمد (عليه الصلاة والسلام في الغار. وقد تحدثت الآيات من (37) إلى 51 من سورة ال عمران عن
نماذج ودلائل من عطاء الله لعباده في سورة ال عمران منها:

النموذج الأول: رزق مريم وهي في محرابها:
وعن هذا الرزق يقول (سبحانه وتعالى):
فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُأَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖقَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَيَرۡزُقُ مَن يَشَآءُبِغَيۡرِ حِسَابٍ (37)
وفي لفتة طريفة يقول الدكتور أحمد عيسى المعصراوي لما رأى زكريا الرزق عند مريم ماذا صنع،هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ (38)
وفي هذا دلالة على أن الصالحين يفرحون عند رؤية النعم عند غيرهم،ويتفاءلون بها ،بينما يتألم الحاقدون ..

النموذج الثاني: رزق زكريا غلامًا صاروَنَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ:
فبالرغم من كبر سنه وامرأته عاقرَ؛ فالله سبحانه (يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ) يقول تعالى :
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥۖ قَالَ رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ (38) فَنَادَتۡهُٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٞ يُصَلِّي فِي ٱلۡمِحۡرَابِ أَنَّ ٱللَّهَيُبَشِّرُكَبِيَحۡيَىٰمُصَدِّقَۢا بِكَلِمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِوَسَيِّدٗاوَحَصُورٗاوَنَبِيّٗا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَقَدۡ بَلَغَنِيَ ٱلۡكِبَرُوَٱمۡرَأَتِيعَاقِرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكَٱللَّهُيَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ (40) قَالَ رَبِّ ٱجۡعَللِّيٓءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمۡزٗاۗوَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِيرٗاوَسَبِّحۡبِٱلۡعَشِيِّوَٱلۡإِبۡكَٰرِ (41)

النموذج الثالث: رزق مريم بٱلۡمَسِيح عِيسَى ٱبۡنُمَرۡيَمَفٱللَّهُيَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓأَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ:
وفي ذلك يقول (سبحانه وتعالى):
وَإِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُيَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَٱصۡطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِوَٱصۡطَفَىٰكِعَلَىٰنِسَآءِٱلۡعَٰلَمِينَ (42) يَٰمَرۡيَمُٱقۡنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِيوَٱرۡكَعِي مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ (43) ذَٰلِكَمِنۡأَنۢبَآءِٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۚ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡإِذۡيُلۡقُونَأَقۡلَٰمَهُمۡأَيُّهُمۡيَكۡفُلُمَرۡيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡإِذۡيَخۡتَصِمُونَ (44) إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُيَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُٱسۡمُهُٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُمَرۡيَمَوَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَاوَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِوَكَهۡلٗا وَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ (46) قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡيَمۡسَسۡنِيبَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِٱللَّهُيَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓأَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُٱلۡكِتَٰبَوَٱلۡحِكۡمَةَوَٱلتَّوۡرَىٰةَوَٱلۡإِنجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَىٰبَنِيٓإِسۡرَٰٓءِيلَ أَنِّي قَدۡجِئۡتُكُمبِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡأَنِّيٓأَخۡلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِكَهَيۡـَٔةِٱلطَّيۡرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيۡرَۢابِإِذۡنِٱللَّهِۖوَأُبۡرِئُٱلۡأَكۡمَهَوَٱلۡأَبۡرَصَوَأُحۡيِٱلۡمَوۡتَىٰبِإِذۡنِٱللَّهِۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَلَأٓيَةٗ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيۡكُمۡۚوَجِئۡتُكُمبِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡفَٱتَّقُواْٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡفَٱعۡبُدُوهُۚهَٰذَاصِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ (51) ۞
وهكذا في 14 أية متتالية ومن خلال حوار عباد الله الصاحين والأنبياء مع الله (تعالى)تجلت عظمة الله (تعالى)القادر على كل شيء في عطاءات الله تعالى لعباده بالرزق والولد بالرغم عدم وجود الأسباب المادية الظاهرة لدينا من منظورننا البشري المحدود.
سبحانه هو على كل شيء قدير، فحري بنا أن نتضرع إليه وندعوه سبحانه ليقض حوائجنا، حتى وإن كانت من المنظور البشري مستحيلا فهو سبحانه على كل قدير يقل للشيء كن فيكون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى