بعد ثلاثين سنة من الغياب،
لكني كلما ذهبت الى سوق الهدايا اشتري لها شيئاً: هذا قميص الصيف، وذاك ثوب للنعاس وهذا قرط لحفلنا القادم، وتلك دمية لأوقات الفراغ، وهذا حذاء للرياضة، واذا رغبتِ اذهب
الى سوق الحدادين واشتري لك طفلاً صغيراً من نحاس.
أجلس في المقهى أمام البحر، وحيداً، في المنفى، على ضوء المصباح الراعش تحت المطر القطبي والثلج الهاطل، تأتي راكضة كوعل يخرج من أقاصي الليل والأفق البعيد:
" ماذا تفعل هنا؟"
" لا شيء منذ افترقنا أنا مدينة فارغة إلا منك".
" لا تعرف أن تخون".
قلت:
" مرة واحدة خنتك، وقعت في محنة التشابه ولعبة التمثيل، فأرتبكت لكني نجوت بمعجزة".
كل يوم، عندما يأتي الليل،أحصي هداياها الكثيرة، وحيداً، في عزلة الذئب الجريح وفي الصباح أظهر أمام الناس ، واقفاً، لا أحد يرى أحزان الخيول الجريحة تحت المطر عائدة من ميادين الحرب قرب هتافات وصرخات المنتصرين .
تفرح من أبسط الأشياء وتدور في الغرفة:
" هذه دمية لطفلنا القادم".
أقول:
" وهذا الثوب؟".
تقول :
" يوم تنتهي الحرب البسه، متى تنتهي الحرب؟"
" لا تنتهي الحرب إلا لتبدأ. تعالي نغني".
" إبدأ أنتَ ".
أصمت قليلاً وأنقر الطاولة بأصابعي، تراقب أصابعي:
" أمشي وأكول إوصلت"
تكمل هي:
" والكنطرة بعيدة"
" ونكَضني مشي الدرب .. تعبني مشي الدرب "
تكمل :
" حدر التراچـي برد ... والكَنطره بعيده".
اقول وانا اجرها من شعرها:
" خطا، قفزت للاول، نبدأ"
"حلمانه برد الصبح ... رجَّف خلاخيلي"
أكمل:
" لا .. لا يبرد الصبح مــا تحمل چـفوفي"
تكمل وهي تنظر من النافذة في صوتها نحيب وحشرجة:
" هيمه وجحيل الوكت .. ما لمني نفنوفي".
وعند هذا المقطع أرى كتفيها تهتزان. أوقف الغناء.
" ماذا جرى؟"
" لا شيء".
تقف على الطرف الأخير من الحديقة في الليل والأضواء خافتة، كطيف أبيض لا تأتي ولا تذهب، لأن الموت يخلد الأزهار، لا تكبر ولا تصغر.
أمس في منتصف الليل وفي لحظة للشرود كنت أردد هذا المقطع وأنقر فوق الطاولة:
" لايكَلي طوكَـ الذهب والدغش ما ريده ، وأمشي وأكَول إوصلت والكَنطره بعيده".
وحيداً أجلس في الغرفة ، مستاءً، وأشعل شمعتين، لكني أرى ظلين متشابكين على الحائط. أخاطب الظل النحيل:
" ماذا جرى؟"
" لا شيء".
لكني كلما ذهبت الى سوق الهدايا اشتري لها شيئاً: هذا قميص الصيف، وذاك ثوب للنعاس وهذا قرط لحفلنا القادم، وتلك دمية لأوقات الفراغ، وهذا حذاء للرياضة، واذا رغبتِ اذهب
الى سوق الحدادين واشتري لك طفلاً صغيراً من نحاس.
أجلس في المقهى أمام البحر، وحيداً، في المنفى، على ضوء المصباح الراعش تحت المطر القطبي والثلج الهاطل، تأتي راكضة كوعل يخرج من أقاصي الليل والأفق البعيد:
" ماذا تفعل هنا؟"
" لا شيء منذ افترقنا أنا مدينة فارغة إلا منك".
" لا تعرف أن تخون".
قلت:
" مرة واحدة خنتك، وقعت في محنة التشابه ولعبة التمثيل، فأرتبكت لكني نجوت بمعجزة".
كل يوم، عندما يأتي الليل،أحصي هداياها الكثيرة، وحيداً، في عزلة الذئب الجريح وفي الصباح أظهر أمام الناس ، واقفاً، لا أحد يرى أحزان الخيول الجريحة تحت المطر عائدة من ميادين الحرب قرب هتافات وصرخات المنتصرين .
تفرح من أبسط الأشياء وتدور في الغرفة:
" هذه دمية لطفلنا القادم".
أقول:
" وهذا الثوب؟".
تقول :
" يوم تنتهي الحرب البسه، متى تنتهي الحرب؟"
" لا تنتهي الحرب إلا لتبدأ. تعالي نغني".
" إبدأ أنتَ ".
أصمت قليلاً وأنقر الطاولة بأصابعي، تراقب أصابعي:
" أمشي وأكول إوصلت"
تكمل هي:
" والكنطرة بعيدة"
" ونكَضني مشي الدرب .. تعبني مشي الدرب "
تكمل :
" حدر التراچـي برد ... والكَنطره بعيده".
اقول وانا اجرها من شعرها:
" خطا، قفزت للاول، نبدأ"
"حلمانه برد الصبح ... رجَّف خلاخيلي"
أكمل:
" لا .. لا يبرد الصبح مــا تحمل چـفوفي"
تكمل وهي تنظر من النافذة في صوتها نحيب وحشرجة:
" هيمه وجحيل الوكت .. ما لمني نفنوفي".
وعند هذا المقطع أرى كتفيها تهتزان. أوقف الغناء.
" ماذا جرى؟"
" لا شيء".
تقف على الطرف الأخير من الحديقة في الليل والأضواء خافتة، كطيف أبيض لا تأتي ولا تذهب، لأن الموت يخلد الأزهار، لا تكبر ولا تصغر.
أمس في منتصف الليل وفي لحظة للشرود كنت أردد هذا المقطع وأنقر فوق الطاولة:
" لايكَلي طوكَـ الذهب والدغش ما ريده ، وأمشي وأكَول إوصلت والكَنطره بعيده".
وحيداً أجلس في الغرفة ، مستاءً، وأشعل شمعتين، لكني أرى ظلين متشابكين على الحائط. أخاطب الظل النحيل:
" ماذا جرى؟"
" لا شيء".
حمزة الحسن
حمزة الحسن is on Facebook. Join Facebook to connect with حمزة الحسن and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com